بات موسم الشتاء على الابواب وكثير من النازحين العراقيين من دون مأوى يتطلعون للعودة الى منازلهم التي اقتلعوا منها. وهو التمني الصعب حاليا في انتظار الفرج الذي قد يطول، كأن برد الشتاء اقرب الى مأساتهم من حلم العودة الى بلداتهم ومساكنهم. وبعضٌ من النازحين ممن حالفهم حظ الممكن من الكسوة ينتظرون انتهاء العمل من اعداد وحدات سكنية في سوق الخضر القديم في مدينة دهوك. وبدأ متطوعو جمعية “فرح العطاء” من لبنان والعراق منذ 27 ايلول الماضي بالعمل على تحويله مأوى لاكثر من 112 عائلة من الايزيديين.
ويقول رئيس الجمعية المحامي ملحم خلف الموجود في العراق لـ”النهار”، ان “العمل جار على قدم وساق في الورشة الشبابية ضمن ظروف صعبة جدا، انما بإرادة مذهلة وتعاون كلي من النازحين”. ويضيف: “ان عمل المتطوعين يعطي صورة اخرى للبنان والعراق من اجل الانسان. وهو جواب لما يجري حولنا، وخرق للافق المسدود من خلال إرادة شباب وشابات يتجاوزون الاصطفافات الدينية والمذهبية والسياسية والحزبية بقوة المحبة والتزام الخير”.
ويوضح ان “الورشة ترتدي طابعين: الأول ترميم ما يزيد عن 49 وحدة بناء لتحسين اوضاعهم، والثاني تقديم ألعاب للاطفال، الى اشغال يدوية لتفعيل نشاطهم. واللافت ان عددا من الاختصاصيين في مجالي الكهرباء والطلاء هم من بلدتي القوش وبنداويا القريبتين من خطوط المواجهة، ولم يطلهما التفجير، وبعض النازحين من قراقوش (سكان المناطق الثلاث من المسيحيين) يتطوعون في هذه الورشة. وقوتنا ان المتطوعين من كل الطوائف”.
وعن الطقس في العراق، يقول خلف: “بدأ يتغير والخوف من هطول الامطار والبرد”.
عن النهار