العمود الفقري هو البنية الأساسية في جسم الإنسان، يتكوّن من 26 فقرة تحمي النخاع الشوكي، وتعطي الجسم شكله المستقيم عند الوقوف وتسمح له بالانحناء، حيث يتثبّت الصدر والجذع و الهيكل العظمي من خلاله، وتعدّ أمراض العمود الفقري واحدة من أهم المشاكل الصحية التي تصيب الجسم عالمياً بعد أمراض القلب.
وبحسب ما أكّده الدكتور “ذياب حمزة العلي” أخصّائي بالجراحة العصبية لـ buyerFM ضمن برنامج “صحتك بالدنيا”، تُقسّم مشاكل العمود الفقري إلى قسمين: قسم ناتج عن عوامل عرضية كحوادث السير والسقوط من أماكن مرتفعة، والإصابات الرياضية وغيرها، والتي تؤدّي إلى الكسور والرضوض والخلع، وقسم آخر ناتج عن التهابات في العمود الفقري من عدوى وأورام وغيرها.
وبيّن الدكتور بأنه لا توجد فئة عمرية معينة للإصابة بأمراض العمود الفقري، لكن أكثر ممن يشتكون من إصابات العمود الفقري هم من يعيشون في المجتمعات الفقيرة و الذين يعملون في مهن شاقة كحمل الأثقال المُتعبة، فيشكو المريض من ظهره ثم من الأطراف، لذلك أصبحت مشكلة دارجة عند فئة الشباب خاصة مرض “الديسك”، وهي المرحلة الفيزيولوجية التي تطلّب الجهد والعناء.
وأوضح الدكتور ذياب أن الديسك يُصيب غالباً أسفل الظهر (أخر خمس فقرات قطنية)، لأنها أكثر المناطق تأثيراً بالحركة والضغط من حيث الدوران والانحناءات الجانبية، لذلك 95% من مرض الديسك يكون في الفقرات القطنية، وتكون الأعراض على شكل آلام قطنية يشتكي المريض منها مدة أسبوعين أو أكثر في الظهر، نزولاً للأطراف من خدر أو حرقة أو تنمّل في الأطراف، ويكون العلاج من خلال الأدوية مع راحة لمدة أسبوع أو أسبوعين، فإذا لم يتحسّن المريض وظهرت لديه أعراض عصبية مع زيادة في الألم، عندها يلجأ الطبيب إلى تشخيص فتق النواة اللبية أو الديسك أما عن طريق الطبق المحوري أو الرنين المغناطيسي.
وتابع حديثة الإذاعي: “الديسك له ثلاث درجات، الدرجة الأولى تُسمى تبارز الحلقة الغضروفية والتي تشكّل ضغطاً على العصب، و تُعالج هذه الدرجة من الديسك عن طريق الأدوية وأخذ قسطٍ من الراحة، وفي الغالب الأعراض تتراجع مع الأيام، أما الديسك من الدرجة الثانية فتكون هناك تشققات في الحلقة الليفية وبروز في النواة باتجاه النخاع الشوكي وهي عبارة عن حلقات غضروفية فتضغط على العصب الوركي وينتج عنه ألم في القدم، والدرجة الثالثة تكون الحلقة الغضروفية قد تمزّقت مع بروز النواة إلى الخارج باتجاه قناة النخاع الشوكي وهذه تحتاج حصراً إلى جراحة”.
ونوّه الدكتور ذياب العلي عن وجود نسبة كبيرة لإصابات الديسك بين فئة الشباب في مناطقنا تحديداً.
وشرح أيضاً ضمن اللقاء هذه المعلومات الشائعة حول مرض الديسك وقال: “الأمراض الشائعة للعمود الفقري هو الديسك ثم الانزلاق ومن ثم تضيق القناة الشوكية أو تكلّس القناة الشوكية والتي تُصيب فئة كبار السن، وهذه الأمراض لها نفس الأعراض تماماً، إذ لا توجد أعراض لكل نوع منها على حدة، لذلك الذي يشخّص المرض هو الرنين المغناطيسي والطبقي المحوري، وكل مرض له نوع مُخصص، وأول نوع يحتاج إلى راحة، والثاني أيضاً يحتاج للراحة وأحياناً للجراحة، أما الدرجة الثالثة فحتماً تحتاج إلى جراحة”.
وعن البحث عن طبيب عربي لعلاج مرض الديسك، قال الدكتور ذياب العلي: “الثقافة الطبية لها دور كبير في نشر الوعي وعدم اتّباع الأساليب البدائية كالطب الشعبي الذي ليس له أي أساس علمي ، وقد يؤثر على المريض ويترك عنده عاهة، حيث هناك حالات تعاني من هبوط قدم، أو ضمور عضلي قد يتم اللجوء فيها إلى طبيب عظمية وهذا يُعتبر خطأ، فالعمود الفقري هو اختصاص طبيب الجراحة العصبية، لتأكيد تشخيصه حتى يعالج المشكلة، فعند الخضوع للعلاج منذ اكتشاف المرض تكون نسبة الشفاء منه أكثر، فأحياناً نرى تأخر في العلاج ببعض الحالات فهؤلاء حتى الجراحة لن تفيدهم، لذلك ننصح بالتوجّه في أسرع وقت إلى طبيب مختص بالعمود الفقري”.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط اللقاء كاملاً: