طبيب أطفال: إهمال مرض “الحصبة” قد يؤدي إلى الوفاة

هو مرض شديد العدوى ينجم عن فيروس الحصبة، له نمط واحد، يتواجد في الأغشية المخاطية للأنف والحلق عند الأشخاص المصابين بالعدوى، ويُعتبر من أكثر الأمراض انتشاراً في سن الطفولة بصفة خاصة، ولكن قد يُصيب مرض الحصبة الكبار البالغين أيضاً، ولم يعد منتشراً بكثرة بسبب توفر اللقاح.

وبحسب ما أكّده الطبيب “خالد إبراهيم” أخصّائي بأمراض الأطفال خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، في راديو buyerFM، تعود معظم أسباب الإصابة بالحصبة إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية في البلدان الفقيرة لعدم توفّر اللقاح، كما أن للنظافة الشخصية والبيئة المحيطة ووجود المستنقعات دور كبير في انتشار المرض.

وبيّن الطبيب أن مرض الحصبة ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي للشخص المصاب به، بواسطة الرذاذ المُتطاير أثناء السعال أو العطس، أو بالاتصال المباشر مع إفرازات الأنف والحلق.

 وقال الدكتور خالد إبراهيم: “تتراوح فترة حضانة الفيروس ما بين 10 إلى 14 يومًا، وبعدها تبدأ أعراض المرض بالظهور وتتراوح ما بين ارتفاع في درجة حرارة الجسم، مع رشح شديد وسعال جاف واحمرار في العينين إلى بدء ظهور طفح جلدي والذي هو عبارة عن بقع حمراء تنتشر على الوجه ثم تمتد إلى الرقبة والأطراف العلوية ثم  الجذع وبقية الجسم ، لتبدأ بعدها هذه الأعراض بالتلاشي تدريجياً، وقد يؤدي إلى تورّم في الخلايا الجلدية، وقبل ظهور الطفح بأسبوع تظهر أعراض  تشبه أعراض الزكام ،لكن لا يتم التأكّد من مرض الحصبة إلا بعد ظهور الطفح.

وأشار الطبيب “خالد إبراهيم” إلى أن مرض الحصبة يتم تشخيصه سريرياً ولا يجوز إهماله، لأنه يُصنّف من الأمراض الخطيرة، كما لا يحتاج إلى تحليل حيث يمتد فترة مكوث المرض عند المريض حوالي 15 يوماً، وبعدها يُشفى تماماً.

وأوضح الطبيب أن هذا المرض يشبه جدري الماء والحصبة الألمانية، والطفح الوردي؛ الذي يؤدي في البداية إلى ظهور حرارة عند المريض، لكن عند ظهور الطفح تتلاشى هذه الحرارة، بعكس مريض الحصبة الذي ترتفع حرارته بعد ظهور الطفح، وهذا ما يُميزها عن الأمراض الأخرى، أما الحصبة الألمانية فتكون أخفّ وظهور الطفح يكون أقلّ وفي أماكن متفرقة من الجسم، كما إن جميع الأعراض تظهر في نفس اليوم، بعكس الحصبة التي تظهر أعراضها تدريجياً عند المريض.

 فيما أوضح الطبيب “خالد إبراهيم” أنه وعند حدوث الاختلاطات قد تتحوّل الحصبة إلى ذات الرئة المميتة، وهذا المرض مخيف إذا لم يخضع المريض للمعالجة وقد يؤدي إلى حدوث الوفاة، أو التهاب في الدماغ، أو في الزائدة الدودية، وأحياناً إصابات في القلب، لأن الفيروس عندما يدخل الجسم يعرقل الخلايا وينتشر عبر الجهاز الهضمي إلى الزائدة الدودية عند الأطفال وحتى الكبار.

مؤكّداً أن المرض يُصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من خمس أشهر فما فوق، لكن الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هم من تتراوح أعمارهم ما بين 6 أشهر إلى 5 أعوام، وتزداد نسبة الخطورة عندهم، وقد يُصاب الكبار أيضاً بمرض الحصبة، لكن بنسبة خطورة أقل.

 وتابع قائلاً: “الحصبة تُصيب الشخص مرة واحدة خلال حياته وتكون بمثابة اللقاح وتتشكل لديه المناعة، وفي حال إصابته للمرة الثانية تكون الأعراض خفيفة على المريض، فأحياناً تُصاب الأم وطفلها بالحصبة وفي الغالب هؤلاء لم يخضعوا للقاح”.

أما بالنسبة للعلاج ، فيقول الطبيب : “طريقة العلاج من مرض الحصبة تكون عن طريق شرب السوائل خاصة خلال فصل الصيف، حيث نلاحظ في البلدان النامية سوء التغذية عند الأطفال لذلك يجب الإكثار من السوائل، وعن طريق أخد أدوية  خافضة للحرارة  مثل “سيتامول” وأيضاً فيتامين ( (A  الذي يلعب دوراً كبيراً في تخفيف عدوانية المرض ويقلل من نسبة الوفاة، ولكن لا يتوفر منه في منطقتنا غير الكبسولات، وكل عمر له جرعة معينة، وعند امتناع الطفل عن شرب السوائل يكون البديل هو تعليق (السيروم) له لتعويضه عن نقص السوائل في الجسم، ويُفضّل عدم تغطية الطفل المُصاب بالحصبة، حتى لا يفقد السوائل عند التعرّق، كما أن فصل الربيع يُعتبر من أكثر الفصول الذي تكثر فيه إصابات الحصبة، حسب ما أكّده الطبيب.

ونوّه الطبيب على توفّر لقاح الحصبة في المستوصفات كل ستة أشهر، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين عام وعام ونصف، أما في حال انتشار المرض وتحوله إلى جائحة فمن الضروري تلقيح الطفل في عمر الستة أشهر، ويُفترض أن تتراوح المدة بين جرعات اللقاح مدة شهر.

وفي الختام، دعا الطبيب “خالد ابراهيم” أخصّائي بأمراض الأطفال، إلى عدم الاستخفاف بأخذ لقاح الحصبة، حيث ينتشر المرض عند الأطفال الغير المُلقّحين، ويُعتبر مرضاً معدياً وبشدة، و أكثر خطورة على الأطفال الذين يعيشون في عائلات فقيرة بسبب معاناتهم من سوء التغذية.

إعداد: أحمد بافى آلان

ادناه رابط اللقاء كاملاً:

الحصبةصحة