الورم الليفي الرحمي هو ورم حميد يُصيب أنسجة عضلة الرحم لدى النساء في عمر الخصوبة حيث يُعد هذا الورم شائعًا جدًا، قد يتسبب في الشعور بعدم الراحة و حدوث مضاعفات مثل انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم).
ويمكن أن يكون الورم الليفي في عنق الرحم، قاع الرحم، جسم الرحم، خارج الرحم “أي تحت مصلية الرحم بجهة البطن”، ضمن جدار الرحم العضلية أو ضمن بطانة الرحم، وتُعتبر هذه الأورام سليمة، لا تتجاوز نسبة الخباثة فيها 0،5 % وذلك حسب ما أكّده الدكتور منال محمد الأخصائي بأمراض النساء وجراحتها، أثناء لقائه في برنامج صحتك بالدنيا الذي يُبث عبر راديو buyeerFM مساء كل يوم اثنين، مع الإعلامي عماد خلف.
وبحسب الطبيب تصيب هذه الأورام 20 % من النساء في سن النشاط التناسلي و40 % من النساء فوق سن الأربعين، وأسباب الأورام الليفية الرحمية غير معروفة، إلا أن الأبحاث والنظريات تشير إلى عامل الوراثة، وتناول المواد الهرمونية أو أدوية منع الحمل لفترات طويلة، وتكون هذه الأورام متعددة الأشكال فقد تكون صغيرة وقد تصل إلى حجم 6 سم ووزن 7 كغ، وتزداد خطورتها أثناء الحمل، لعدم استطاعة الطبيب إجراء العملية بسبب غزارة الدم الآتي إلى الرحم.
ويقول الطبيب منال محمد: ” من أعراض الإصابة بالورم الليفي الرحمي، حدوث نزف شديد في الرحم، ضغط أو ألم في الحوض، عسر البول، الإمساك، وقد تؤدي إلى استسقاء في الكلية نتيجة الضغط على الحالب، وأحياناً تستطيع المريضة الشعور بالورم عن طريق اللمس والشعور بألم ومغص كلوي ويمكن مشاهدة هذه الأورام عن طريق الإيكو بسهولة”، مشيراً إلى أن كل نويّة ليفية تتشكل منفردة ولا تعدي غيرها.
ويتابع الطبيب : “عند تشخيص الورم الليفي بالتصوير واستئصاله يجب أرساله إلى المخبر لفحص الكتلة والتأكد من أنها غير خبيثة، وبالرغم من أن هذه الاورام تعتبر سليمة إلا أن ذلك لا يعني إنها غير مضرة”.
“تعالج هذه الأورام غالباً عن طريق الجراحة إلا إذا كانت الكتلة صغيرة مثلاً بحجم 2 سم ففي هذه الحالة لا تحتاج إلى عملية جراحية وتشفى عن طريق أخذ الأدوية وعندما تصل المرأة سن اليأس، تزول هذه الأورام وتضمحل دون عمل جراحي”، ونوّه أن الأورام الليفية من الممكن أن تؤدي إلى فقدان الحمل.
مضيفاً أن النساء ذوات البشرة السمراء أكثر عرضة للإصابة بالأورام الليفية، ففي أمريكا تُصاب النساء اللواتي من أصول إفريقية أكثر من النساء اللاتي ينتمين لمجموعات عِرقية أخرى.
واشار الطبيب إلى احتمالية تشكّل أورام أخرى في الرحم بعد إجراء عملية استئصال.
وفي ختام حديثه أوضح الطبيب منال محمد أن الجراحة قد تجرى للأورام عن طريق التنظير أو يمكن إزالتها بالجراحة العادية، مؤكّداً بضرورة مراجعة المرأة للطبيب في حال شعورها بألم أو أعراض غير طبيعية، مضيفاً: “يُفضّل مراجعة الطبيب سنوياً للتأكّد من خلو الرحم من أي ورم أو مرض ومعالجته في بداياته في حال الإصابة به”.
أدناه رابط اللقاء كاملاً:
إعداد: أحمد بافى آلان