أصدر مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” اليوم الأحد، بياناً إلى الرأي العام أكدت فيه أن انتفاضة 12 آذار أثمرت عن بزوغ وحدة الموقف الكردي في سوريا، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة عشر لانتفاضة 12 آذار عام 2004.
وجاء في نص البيان ما يلي:
“يصادف 12 آذار هذا العام الذكرى السنوية التاسعة عشرة لانتفاضة الشعب الكردي ضد سلطات الاستبداد والتسلط في سوريا، والتي كانت شرارتها الأولى من مدينة القامشلي أقصى شمال شرق البلاد إثر استهداف قوات الأمن السوري جماهير ومشجعي نادي كرة القدم بالرصاص الحي، لتنتشر لاحقاً في معظم المناطق وصولا للعاصمة دمشق، وتنادي سلميا بالتغيير والديمقراطية والحقوق المشروعة لمكون أصيل من مكونات الشعب السوري.
واجهت السلطات السورية الجماهير السّلمية بالعنف والقتل، وخلّفت ممارساتها عشرات الشهداء والجرحى وآلاف المعتقلين، لتؤكد السلطة على انتهاجها للخيار الأمني والعسكري في التعاطي مع القضايا الوطنية والمطالب الشعبية السلمية والمُلحّة.
شكّلت انتفاضة 12 آذار؛ نقطة تحول وانطلاقة جدّية وجديدة للنضال السلمي للكرد وعموم الشعب السوري في وجه آلة القتل والقمع التي حكمت ولا تزال سوريا لعقود، وصرخت مطالبةً بالتغيير السلمي والديمقراطية والمساواة ونبذ الإقصاء والتّفرد والتّسلط.
أسقطت انتفاضة آذار جدران الخوف الذي بناه نظام الحزب الأوحد الحاكم والمالك لناصية البلاد حسب زعمه، وتحدى صدور المتظاهرين السلميين رصاص قواته التي لم تتوانَ في تنفيذ أوامر الأسياد متوهّماً أن الرصاص يقتل النضال، فكانت الانتفاضة التي زرعت لما بعدها.
أثمرت انتفاضة 12 آذار عام 2004 عن بزوغ وحدة الموقف الكردي في سوريا، وأجبرت السلطات على التراجع عكس ما كانت تخطط له عبر تأليب المكونات وضربها وبالأخص المكون الكردي مستغلا البُعد القومي لقضيته التي تزامنت مع موجات التغيير في المحيط الإقليمي آنذاك.
إنّنا إذ نستذكر هذه المناسبة التي شكّلت باكورة الانتفاض الشعبي في سوريا ضد القمع والتسلط وهضم الحقوق، نترحم على كافة الشهداء الذين قضوا في آذار 2004 وجميع شهداء الثورة السورية التي انطلقت العام 2011 حيث كانت انتفاضة 12 آذار حافزاً ومنطلقا لها.
وبهذه المناسبة نؤكد أن سيرورة العمل النضالي السلمي والتضامن الشعبي أسقطت رهانات السلطة في 12 آذار 2004، لذا ندعو السوريين كافة، أفرادا وتيارات، إلى التكاتف ونبذ الخلافات وتوحيد كلمتها وموقفها والانطلاق نحو ترسيخ مبادئ التعايش السلمي والتسامح والسلام والإنسانية وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحياة الكريمة والتغيير الديمقراطي.
ونرى في الحوار السوري- السوري المقاربة الناصعة لتحقيق مطالب التغيير ومواجهة التحديات والاستحقاقات القادمة في ظل بيئة إقليمية ودولية شديدة الاستقطاب، باتت المأساة السورية ومعاناة شعبها في ذيل أولوياتها ومرتبطة بمصالحها التي قد لا تتوافق مع تطلعات الشعب السوري الذي يعاني منذ أكثر من عقد”.