تشكّل البدانة أزمة صحية خطيرة في كثير من الدول، وهي أزمة تشهد تصاعداً في العديد من الدول الصناعية المتطوّرة، ففي عام 2009 – 2010، كانت نسبة 36 % من الأمريكيين والأمريكيات يصنّفون في خانة البدانة.
و تُعتبر البدانة من أشهر أمراض العصر وتُعد ثاني أشهر مرض يؤدّي إلى الوفاة بعد التدخين ،وذلك حسب ما أكّده الطبيب ناظم نور الدين حاج “أخصّائي بالجراحة العامة والتنظيرية لـbuyerFM، ضمن برنامج صحتك بالدنيا الذي يُبث عبر أثير راديو buyerFM مساء كل يوم اثنين.
وبحسب الطبيب، هناك بدانة وراثية وبدانة بسبب الغدّة وتُعتبر جميع الأنواع ضارّة يجب معالجتها سريعاً قبل أن تتطوّر إلى أمراض خطيرة وهناك قانون للجسم من خلاله يتم التعرّف على البدانة ويسمى (مشعر كتلة الجسم) وذلك بتقسيم الكيلو غرام على المتر المربّع، فإذا كانت النتيجة بين ( 18 –9 ,24) تكون البدانة طبيعية وإذا كانت بين ( 25 – 9, 29) هنا تكون زيادة وزن، وفوق الـ 30 تُعتبر (بدانة )، حيث تعتبر البدانة بين 30 و 34,9 درجة أولى وبين 35 و 9, 39 درجة ثانية وفوق الـ 40 بدانة درجة ثالثة.
أسباب البدانة:
تتنوّع الأسباب المؤدية للإصابة بالبدانة، فمنها اختلال التوازن بين الصادر الحراري والوارد للاستهلاك الحراري، وكمّيّة الطعام التي يستهلكها الفرد مقارنة بحركته وإحراق الحريرات ، وتعتبر الوجبات السريعة والجلوس لفترات طويلة ووسائل الراحة، عاملاً مهماً يؤدي للإصابة بالبدانة ، كما يلعب العامل الوراثي دوراً مهماً ، حيث أن هناك بدانة وراثية من الوالدين فإذا لم يكونا “بدينَين”، تكون نسبة إصابة الأبناء بالبدانة 10 % فقط، أما إذا كان أحدهما بديناً تكون النسبة 90 %، إضافة إلى المشاكل الهرمونية كالغدة الدرقية والكيسات عند النساء التي تسبّب البدانة.
علاج البدانة:
يتركّز علاج البدانة بالمقام الأول على معرفة الأسباب المؤدّية لها، ومن ثم يتم وصف العلاج المناسب والذي يتركّز بشكل أساسي على اتّباع حمية غذائية معينة وممارسة الرياضة، وأحياناً قد يلجأ الطبيب إلى إعطاء الأدوية التي تقلل من امتصاص الدهون والتي تُشعر المريض بالشبع وتُقلل من شهيّة الطعام.
ويقول الطبيب ناظم، أنه في حال لم يتقيّد المريض بالتعليمات، يلجأ الطبيب إلى التنظير ووضع البالونة لمدة 6 أشهر أو وضع الكبسولة الذكيّة أو العمليات الجراحية مثل قصّ المعدة وتحويل المسار أو تحويل العفج وغيرها لتنزيل الوزن، لافتاً إلى أن بعض العمليات قد تسبّب سوء الامتصاص أو ترهّلات وتحتاج عملية أخرى وبعضها تسبّب تساقط الشعر لفترة معيّنة يمكن تلافيها، لذلك من الضروري أن تتم معالجة البدانة بعد تحديد الأسباب والمقارنة بين الإيجابيات والسلبيات في حال اللجوء إلى العمليات لجراحية.
مضاعفات العمليات الجراحية مثل (قص المعدة وغيرها):
ـ هناك اختلاطات قد تحدث بعد العمليات ولكن بنسب ضئيلة مثل الإصابة بالـ “الناسور” ويمكن معالجته لاحقاً، كما أن هناك احتمالية حدوث نزف في جدار المعدة.
وبحسب الطبيب ناظم، يمكن إجراء عمليات قصّ المعدة في مدينة قامشلو، وتكون مدّتها نصف ساعة تقريباً، حيث يتم قصّ المعدة وتبقى سعتها 120 مل فقط، وكذلك تغيير المسار المُصغّر والكلاسيكي لتقليل كمية الطعام التي يتناولها الفرد وبالتالي تقليل سوء الامتصاص أيضاً.
ولتحضير المريض للعمل الجراحي، يتم التأكد من حموضة المعدة وإجراء تنظير علوي للمريض، كما يجب معالجة المريض الذي يعاني من الغدّة قبل إجراء العملية، إضافة إلى إيكو للبطن للتأكد من عدم وجود حصى في المرارة، إلى جانب إجراء تحاليل عامة للفيتامينات وغيرها واستشارة قلبيّة .
ما بعد إجراء عملية قصّ المعدة:
واختتم الطبيب “ناظم نور الدين حاج” أخصائي بالجراحة العامة والتنظيرية حديثه قائلاً: “يجب إعطاء المريض برنامج غذائي خاص بعد العملية وعليه اتباع حمية غذائية وإجراء تحاليل بعد 6 أشهر لإعطاء الفيتامينات المناسبة له وكذلك لا غنى عن ممارسة الرياضة بعد ثلاثة أيام من إجراء العملية”.