قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا “غير بيدرسون”،أمس الأربعاء، أن السوريون يواجهون أزمة إنسانية واقتصادية متفاقمة داخل وخارج البلاد، ووصف، خلال إحاطته الدورية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، عبر تقنية الفيديو، الوضع في سورية بـ “الأكثر خطورة” في مخيمات النازحين.
فيما أكد مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية، “مارتن غريفيث”، أن 6 ملايين سوري بحاجة إلى مساعدة عاجلة هذا الشتاء.
وأوضح بيدرسون أنّ “الوضع الراهن في سورية هو نتيجة أكثر من عقد من الحرب والصراع، والفساد وسوء الإدارة، والأزمة المالية اللبنانية، وفيروس كورونا، والعقوبات، وتداعيات الحرب في أوكرانيا”.
وتوقف المبعوث الأممي عند الوضع الإنساني الصعب للغاية، ولفت الانتباه إلى النقص الحاد في الوقود، بما في ذلك زيت التدفئة، كما أشار إلى نقص المياه النظيفة والرعاية الصحية.
وأشار المسؤول الأممي كذلك إلى إغلاق الدوائر الرسمية لعدة أيام بسبب نقص الطاقة، حيث لا يستطيع بعض موظفي الخدمة المدنية الوصول إلى العمل بسبب نقص الوقود، وأشار إلى أن تفاقم الأزمة يتجلى في دمشق عبر عدد من الأمور، من بينها “شوارع مظلمة ومنازل غير مضاءة، وحركة مرور قليلة، وانخفاض قيمة الليرة السورية إلى مستويات قياسية جديدة”.
وأكد “بيدرسون” على عدد من الأولويات في عمله، من بينها: “التراجع عن التصعيد واستعادة الهدوء النسبي على الأرض، تجديد العمل بالآلية العابرة للحدود والتي تنتهي مدتها الشهر المقبل، الحاجة إلى استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف وجعلها أكثر موضوعية، إعطاء الأولوية لملف المعتقلين والمختفين قسرياً، تكثيف الحوار نحو تحديد وتنفيذ تدابير بناء الثقة الأولية خطوة بخطوة”.
من جهته، قال مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية، “مارتن غريفيث”، إن “استمرار الأعمال العدائية ألحق خسائر فادحة، خاصة على طول الخطوط الأمامية، حيث قُتل ما لا يقل عن 138 مدنياً وأصيب 249 آخرون بين يناير/ كانون الثاني ونوفمبر/ تشرين الثاني في شمال غرب سورية وحده”.
وشدد “غريفيث” على أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية “ارتفع ليصل إلى 14.6 مليون شخص، بزيادة قدرها 1.2 مليون شخص مقارنة بالعام الماضي”، متوقعاً أن “يصل هذا الرقم إلى 15.3 مليون شخص في عام 2023”. وقال: “لم نر مثل هذه الأرقام منذ بداية الأزمة في سورية عام 2011”.
وأكد على أن أكثر من نصف السوريين في البلاد، أكثر من 12 مليوناً، يكافحون من أجل توفير الغذاء، وحذّر من أن قرابة ثلاثة ملايين سوري يمكن أن ينزلقوا إلى “انعدام الأمن الغذائي”.
وأكد المسؤول الأممي كذلك على استمرار تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وأشار إلى عدد من العوامل التي تلعب دوراً في ذلك، إضافة إلى الصراع، من ضمنها التضخم، والذي يتجلى بشكل أكبر في استمرار انخفاض قيمة العملة المحلية، في الوقت الذي تستمر فيه أسعار الغذاء والوقود بالارتفاع عالمياً، الأمر الذي يجعل المواد الغذائية الأساسية وغيرها من الضروريات بعيدة عن متناول ملايين العائلات السورية.
وذكر أن الأمم المتحدة تمكنت، على الرغم من التحديات على الأرض وفي التمويل، من تقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى 7.8 ملايين شخص كل شهر في عام 2022، بما في ذلك 2.7 مليون شخص من خلال العمليات العابرة للحدود، وتحدث عن عودة الكوليرا لسورية خلال العام الحالي لأول مرة منذ 15 عاماً.
وتحدث غريفيث عن الحاجة الماسة لمزيد من الدعم المادي، وقال: إنّ ملايين السوريين يعيشون للعام الثاني عشر على التوالي في مخيمات اللاجئين، والتي تكون فيها ظروف الشتاء قاسية بشكل خاص، حيث تنخفض درجات الحرارة في تلك المناطق إلى ما دون الصفر، ناهيك عن الرياح والعواصف الثلجية والفيضانات، وقال: “نحن على بعد أيام من نهاية العام وخطة الاستجابة الإنسانية لسورية للعام الحالي ممولة بنسبة 43 في المائة فقط، وهذا غير مسبوق لهذا الوقت من السنة”.