تقرير.. منتخبات إفريقيا في مونديال البرازيل بين المجد المنتظر والتمثيل المشرف

أيام قليلة وتنطلق منافسات كأس العالم “المنتظرة” بالبرازيل لنعيش أحد أجمل شهور الساحرة المستديرة التي ننتظرها كل أربع سنوات، وكما هي العادة في السنوات الأخيرة نراقب ماذا ينتظر منتخبات القارة السمراء في المونديال.

وتحمل منتخبات غانا، ساحل العاج، الكاميرون، نيجريا، والجزائر راية الدفاع عن اسم القارة السمراء في مونديال البرازيل هذا العام، ويترقب الجميع ماذا ستقدم منتخبات إفريقيا في مونديال 2014، خاصة وأن نجوم القارة تنتشر في أكبر أندية كرة القدم وتقدم مستويات مميزة مع أنديتها في المسابقات المختلفة.

وتأمل القارة السمراء في أن يأخذ بيدها أحد المنتخبات في مونديال البرازيل لتحقيق “المجد المنتظر” وهو اجتياز مرحلة التأهل للدور ربع النهائي والظفر بفرصة كتابة اسم إفريقيا بين الأربع الكبار، أو حتي تخطي أكثر من منتخب لمرحلة المجموعات وعدم الاكتفاء بـ”التمثيل المشرف”.

وبالنظر للسنوات الأخيرة وخاصة ما بعد عام 2000 سنجد أن نسختي 2002 بكوريا واليابان، و2010 بجنوب إفريقيا قد شهدت أفضل مشاركة لمنتخبات إفريقيا علي يد السنغال (2002 – الخروج أمام تركيا في ربع النهائي)، وغانا (2010 – الخروج من أوروجواي من ربع النهائي).

ونسرد لكم من خلال هذا التقرير عن فرص المنتخبات الإفريقية الخمسة المشاركة في مونديال البرازيل، ومن الأقرب لتحقيق المجد المنتظر ومن ينتظره شرف المحاولة للتمثيل الجيد.

نسور نيجيريا

يعد المنتخب النيجيري هو صاحب الفرص الأوفر لتخطي عقبة دور المجموعات والتواجد في دور الـ16 لمنافسات المونديال من بين الخمس منتخبات الافريقية.

وتتواجد نسور نيجيريا في المجموعة السادسة برفقة منتخبات الارجنتين، البوسنة والهرسك، وإيران.

وتمتلك نيجيريا فرصة جيدة للحصول على نقاط تؤهله لدور الـ16، حيث يفتتح مبارياته أمام المنتخب البوسني المتأهل للمرة الأولي في تاريخه للمونديال، ثم يلتقي بعد ذلك إيران ويختتم مبارياته أمام المنتخب الأرجنتيني، وفي حالة التأهل ستكون العقبة الوحيدة هي مواجهة الديوك الفرنسية في دور الـ16.

وما يدع للقلق أن النسخة الماضية للمونديال فشل المنتخب النيجيري في التأهل من مجموعة ليست بالقوية وكانت تضم الارجنتين أيضا بجانب اليونان وكوريا الجنوبية، وتذيل لنسور المجموعة.

أصدقاء دروجبا

ويأتي المنتخب الإيفواري بقيادة المهاجم ديديه دروجبا في المرتبة الثانية من حيث فرصة التأهل لدور الـ16.

ووقع الأفيال في المجموعة الثالثة بجانب منتخبات اليونان، واليابان، وكولومبيا.

وبالرغم من قوة منتخب كولومبيا والذي من المنتظر أن يكون أحد مفاجآت هذا المونديال رغم غياب نجمه الأول فالكاو، بجانب أيضا خبرات المنتخب الياباني في المشاركات المونديالية، إلا أن قوة قائمة الأفيال تفتح لهم فرصة للعبور من تلك المجموعة لدور الـ16.

ويأتي دافعا أخر للأفيال من أجل استغلال تلك المجموعة للتأهل للدور الثاني لأول مرة في التاريخ، حيث أنها المجموعة الأسهل لهم خلال مشاركتهم في نسختي 2006، و2010 والتي شهدت وتواجدهم مع منتخبات حجزت مسبقا التأهل قبل انطلاق البطولة واحتل الأفيال المرتبة الثالثة في المرتين بجانب أنها الفرصة الأخيرة لكبار المنتخب وعلى رأسهم دروجبا ويايا توريه في تحقيق مجد لمنتخب بلادهم.

وفي حال نجح اصدقاء دروجبا ويايا توريه في التأهل لدور الـ16 سوف تصطدم رغبتهم في تحقيق المجد المنتظر بملاقاة أحد منتخبات أقوي مجموعات المونديال (إنجلترا، إيطاليا، الأوروجواي، كوستاريكا).

محاربو الصحراء

يتواجد المنتخب الجزائري في المجموعة الثامنة بصحبة منتخبات بلجيكا، روسيا، وكوريا الجنوبية.

ولن تكون مهمة محاربو الصحراء وممثل العرب الوحيد بالمونديال سهلة من أجل تحقيق مجد منتظر بالتأهل لدور الـ16.

فالتواجد مع الحصان الأسود المنتظر للمونديال “بلجيكا” وما تمتلكه من قائمة مليئة باللاعبين المميزين وصاحبة النتائج المبهرة في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال بجانب المنتخب الروسي والذي تأهل مباشرة على حساب منتخب البرتغال قد يجعل التمثيل المشرف هو عنوان المنتخب الجزائري في البرازيل.

أسود الكاميرون

بحكم استضافة البرازيل للمونديال فستكون الأنظار متابعة للمجموعة الأولي التي وقع بها المنتخب الكاميروني بصحبة أصحاب الأرض وكرواتيا والمكسيك.

وتأتي فرصة الكاميرون بقيادة “العجوز” صامويل إيتو في تحقيق نتائج جيدة صعبة نظرا لكون الأسود لم تعد قوية مثل السابق.

وتمكن الصعوبة في تأهل الأسود لدور الـ16 كون نظريا يتنافس ثلاث منتخبات على بطاقة واحدة فقط للتأهل، فمن المؤكد أن البطاقة الأولي قد حُجزت مسبقا للمنتخب البرازيلي، وسيجد اسود الكاميرون صعوبة بالغة في منافسة كرواتيا والمكسيك في خطف بطاقة التأهل.

النجوم السوداء

بالرغم من أن المنتخب الغاني يعد أقوي منتخبات القارة السمراء في الوقت الحالي، وصاحب أخر أداء مميز لمنتخب إفريقي بعدما خرج بركلات الجزاء الترجيحية في المباراة الشهيرة أمام الأوروجواي بربع نهائي مونديال 2010 بعدما كان قد قاب قوسين أو أدني من التأهل لنصف النهائي، إلا أنه يمتلك الحظوظ الأقل “نظريا” للتأهل لدور الثاني في مونديال البرازيل.

ووقع المنتخب الغاني والذي أقصي مصر من التأهل للمونديال بعد الفوز 6-1 في لقاء الذهاب والخسارة 2-1 في العودة بالمجموعة السابعة والتي سماها البعض بمجموعة “الموت” مع منتخبات ألمانيا، البرتغال، والولايات المتحدة الأمريكية.

ويفتتح النجوم السوداء مشوارهم بالمونديال بمواجهة المنتخب الأمريكي ثم بعد ذلك ملاقاة الماكينات الألمانية ثم الختام بمواجهة البرتغال والتي قد تكون بدون رونالدو وفقا لتأكيدات أحد “السحرة الغانيين”.