محللون: نهاية حروب أوباما لن تختلف عن النتائج الكارثية لمبادارت بوش في الشرق الأوسط

هل تذكرون النتائج الكارثية لمبادرات الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ونائبه ديك تشيني صاحب نظرية « الحروب الاستباقية «، قرر بوش وتشيني دون ادلة جدية بان هنالك علاقة عراقية خطرة مع تنظيم القاعدة وان الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان يمتلك اسلحة دمار شامل وان « تغيير النظام « سيعطيهم الفرصة لوضع « منارة للديمقراطية « في الشرق الاوسط، وهكذا بدأت الولايات المتحدة في مسار يؤدى الى زعزعة الاستقرار الكامل في المنطقة وتم التقاط هذه «الرسالة الديمقراطية « من قبل عدد لا يحصى من المواطنيين العرب في ليبيا وسوريا واليمن ومصر ولكن الادارات الامريكية تجاهلت ضرورة حماية الزهور اليانعة من الربيع العربي وبدات تنظرللاحداث المتسارعة كانها فوضى، وانكشفت اهتمامات اوباما الحقيقية وتناسى رئيس « التغيير والامل « بانه جاء نتيجة لاشمئزاز الشعب الامريكي من مواقف اسلافه .
صرخ الامريكيون بالرفض المدوى عندما حاولت الرئاسة الامريكية استئناف العدوان في الشرق الاوسط في الماضي ولكن، هذه الايام، وبطريقة محزنة وصادمة ,دفع جميع قادة الاطراف في الممر السياسي من الجانبين الديمقراطي والجمهوري باتجاه المزيد من الحرب، وكل ما لزم لهذا الهيجان هو عدة مشاهد من قطع الرؤوس على الانترنت .
الرئيس الامريكي باراك اوباما اظهر بدوره مهارة فائقة في ادارة التوقعات من مؤيديه الليبراليين والمعتدليين كما لعب بكل حنكة مع الاوساط المستقلة والمدنية في نفس الوقت، اوباما استخدم بطاقة الخوف مع مداعبة للمشاعر الوطنية بان كل ما هو امريكي مميز، اوباما سرق في الواقع ورقة من كتاب سلفه جورج بوش بكل سلاسة مع تصفيق حاد لهذه الجناية من قبل اعضاء الكونغرس، وروج وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل بحماس منقطع النظير لمواد حول خطر الجهاد على الاراضي الامريكية، واعرب الجميع عن سخط اخلاقي .. النتيجة ؟. حرب امريكية جديدة في الشرق الاوسط ولكن هذه المرة ظهرت مطالبات في جميع انحاء البلاد بالعدالة والامن القومي
وسط هذا الهيجان الممزوج بحالة فريدة من نسيان الماضي القريب تظهر تحليلات امريكية تحذر من تورط الولايات المتحدة وادارة اوباما في حرب جديدة بالشرق الاوسط فيما ظهرت تحليلات مغايرة تحاول تبرير سلوك اوباما او تشرح على الاقل الاسباب التى دعته للانجرار مع التيار العام، يقول المحلل ديفيد روسيل مدير مكتب كوذ هيل للخدمات الاستشارية السياسية بان اوباما يقف في موقع صعب بغض النظر عن الطريقة التى ادار فيها جهوده فهو كقائد لاكبر قوة مهيمنة على العالم لا يستطيع تعطيل تحالف واسع من الراغبين بخلق الفوضى ,ولم يكن الانفصال خيارا حيث سببت سياسة التراخى والاستجابات البطئية من قبل الادارة الامريكية الى ظهور اتهامات تصف الساسة الامريكية الخارجية بانها ضعيفة امام روسيا وتركيا والهند والصين
وحرضت المشاهد الدموية في سوريا والعراق البيت الابيض وسط تعالي الانتقادات حول ضعف السياسة الامريكية وعدم الوقوف امام جرأة الرئيس الروسي فلادميير بوتين ومطالبات الصين بالبحر الجنوبي ومنع ايران بشدة من السماح للدول الغربية بمشاهدة مواقع التفجير التجريبية كجزء من مفاوضات نزع الاسلحة النووية وهكذا شرع اوباما في سياسة خارجية « قوية « وهو عازم على ابراز قيادة الولايات المتحدة في عالم اصيب بخيبة امل من ضعفه او نهجه المتعمد، وهو يفعل ذلك، ايضا، بدعم من الامريكيين، ولكن الجميع تجاهلوا سرا صغيرا هو انه لا يوجد في الحقيقة اى تهديد وشيك للامن القومي الامريكي
يؤكد عدد من المحللين الامريكيين الذين رفضوا الانسياق وراء رياح الحرب بان تنظيم « الدولة الاسلامية « في العراق وسوريا لا يمثل تهديدا للولايات المتحدة، ولا بتطرفه او ضمه لحفنة من المقاتلين الاجانب، ولا يعثر هولاء الخبراء على تبرير جدي لانفاق اكثر من 60 بليون دولار حتى الان على الامن الداخلي ولا يفهمون وجود اكثر من 200 الف موظف للمشاركة في منع الهجمات الارهابية ولا يتقبلون فكرة وجود اكثر من 22 وكالة امنية مدعومة وموجهة من قبل وزارة الامن الداخلي
يقول روسيل :» هذه الجهود لا تتناسب مع حجم المهمة، وفي الواقع، تواجه الولايات المتحدة تهديدات منسية اكبر من تهديدات « داعش « مثل الحماسة المفرطة للشرطة في اماكن مثل مدينة « فيرغسون « بولاية ميسوري.

واشنطن / رائد صالحة