نتعرض جميعاً لمشكلة التهاب الحلق التي تسبب أعراضها إزعاجاً كبيراً للصغار والكبار على حدٍ سواء، فعلى الرغم من بساطة المشكلة من الناحية الطبية، إلا أنها قد تعطلنا أحياناً عن ممارسة حياتنا بشكلٍ طبيعي، فكيف يمكن التخلص من التهاب الحلق بسرعة؟ وما هي أسبابه وطرق الوقاية منه؟
ما هو التهاب الحلق
التهاب الحلق (بالإنجليزية: Sore Throat) هو مشكلة شائعة يعاني فيها المرضى من جفاف شديد وحكة بالحلق، مما يؤدي إلى شعور المريض بآلام تزداد حدتها أثناء البلع، تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور التهاب الحلق، وتعد العدوى الفيروسية والبكتيرية من أشهر هذه الأسباب.
تختلف شدة أعراض التهاب الحلق من مريض لآخر بناءً على سبب الإصابة، لكن حتى إذا لم تكن هذه الأعراض شديدة بالقدر الذي يفرض زيارة المريض للطبيب، فإنها لا تزال أعراض مؤلمة قد تمنع المريض من النوم وتناول الطعام في كثير من الأحيان.
التخلص من التهاب الحلق بسرعة بالأدوية
هناك بعض الأدوية الفعالة التي تساعد على التخلص من التهاب الحلق بسرعة عن طريق تسكين آلام الحلق، كما يمثل التعامل مع العدوى البكتيرية عن طريق المضادات الحيوية خياراً مثالياً يقلل من فرص تفاقم الأعراض وزيادة مدتها، وبذلك تتحسن أعراض المريض ويتمكن من النوم وتناول الطعام جيداً.
تتضمن الأدوية المستخدمة في علاج التهاب الحلق:
المضادات الحيوية: يعتمد الأطباء على استخدام بعض المضادات الحيوية في حالة تشخيص المريض بالإصابة بعدوى بكتيرية، ينبغي أن يتناول المريض جرعات المضاد الحيوي كاملة حتى عند شعوره بالتحسن؛ حتى يتجنب عودة الأعراض مرة أخرى. المسكنات التقليدية: يعد الباراسيتامول (الاسم التجاري: Panadol)، والإيبوبروفين (الاسم التجاري: Advil) من أشهر المسكنات المستخدمة في تسكين آلام الحلق. مضادات الهستامين: يعاني بعض المرضى من التهاب الحلق الناتج عن الحساسية، وفيه تبدأ إصابة المريض باحتقان الأنف الذي يسبب التنقيط الأنفي الخلفي، ومن ثم التهاب الحلق، تساعد بعض مضادات الهستامين على علاج احتقان الأنف والحد من أعراض التهاب الحلق. أقراص الاستحلاب: هناك الكثير من أقراص الاستحلاب التي تحتوي على مواد طبيعية تساعد على تهدئة التهاب الحلق، كما يوجد بعض المنتجات التي تحتوي على مخدر موضعي يسكن من آلام الحلق بمنتهى السرعة والفعالية.
التخلص من التهاب الحلق بالطرق المنزلية
تعد الطرق المنزلية البسيطة خياراً هاماً في علاج التهاب الحلق، خاصةً التهاب الحلق الفيروسي الذي لا يحتاج المريض فيه إلى تناول مضادات حيوية، ويعتمد العلاج فقط على التعامل مع الأعراض التي يعاني منها المريض، نستعرض في السطور القادمة أشهر الطرق المنزلية المستخدمة في التخلص من التهاب الحلق.
الغرغرة بالماء والملح
يعد استخدام الغرغرة بالماء والملح من أشهر الحلول المنزلية الفعالة في علاج التهاب الحلق، فهو يساعد على تخفيف آلام الحلق والحد من الحكة التي يعاني منها معظم المرضى، كما يخفف المخاط ويساعد على نقل المهيجات إلى سطح الحلق؛ حتى يسهل التخلص منها.
يمكنك تحضير محلول الغرغرة بنفسك، كل ما عليك هو خلط نصف ملعقة من الملح مع 200 مللي من الماء، واستخدام هذا المحلول في الغرغرة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً.
العسل والليمون
يساعد مزيج العسل والليمون على تحسن أعراض التهاب الحلق، حيث يتميز العسل بخصائصه المضادة للبكتيريا، كما يساعد على الحد من تورم والتهاب الحلق، بالإضافة إلى ذلك يساهم الليمون في تفتيت المخاط، ويساعد على تخفيف آلام الحلق، إلى جانب دوره الهام في تعزيز مناعة الجسم في مواجهة الميكروبات؛ نتيجة لاحتوائه على فيتامين سي.
المشروبات الساخنة
يوصي الأطباء دائماً بضرورة تناول المشروبات الساخنة أثناء الإصابة بالتهاب الحلق؛ لأنها تساعد على تخفيف تورم الحلق، وتقلل من الحكة الناتجة عن التهاب الحلق، يمكنك تناول الشاي الأخضر وشاي القرنفل؛ فهما يتمتعان بخصائص مضادة للبكتيريا والالتهابات، كما يعد شاي البابونج خياراً جيداً لتخفيف آلام الحلق؛ نتيجة لاحتوائه على بعض المركبات التي تساعد على تهدئة تهيج الحلق.
تدليك الغدد اللمفاوية
يعاني بعض المرضى من تورم الغدد اللمفاوية التي تقع على جانبي الرقبة أثناء الإصابة بالتهاب الحلق، يساعد تدليك هذه الغدد على حدوث تصريف ليمفاوي يقلل من آلام الحلق، كما يحسن من الدورة الدموية في هذه المنطقة، ومن ثم يحفز من سرعة التخلص من مهيجات الحلق.
النعناع
يساعد استخدام البخاخات التي تحتوي على زيت النعناع على تخفيف التهاب الحلق؛ لأن النعناع يحتوي على مادة المنثول التي تخفف المخاط وتخفف من حكة وآلام الحلق، كما يتميز النعناع بخصائصه المضادة للميكروبات، مما يعجل من سرعة التعافي من أعراض التهاب الحلق.
أسباب التهاب الحلق
هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض التهاب الحلق، من ضمن هذه الأسباب:
العدوى: تعد العدوى الفيروسية وأشهرها فيروس الإنفلونزا من أشهر مسببات التهاب الحلق، كما تساهم بعض أنواع البكتيريا وأشهرها البكتيريا العقدية في ظهور أعراض التهاب الحلق البكتيري. الحساسية: يتفاعل بعض المرضى مع مسببات الحساسية بطريقة تؤدي إلى ظهور بعض الأعراض ومنها احتقان الأنف والتهاب الحلق، تضم هذه المسببات: حبوب اللقاح، والغبار، ووبر الحيوانات الأليفة. التهاب اللوزتين: يتسبب تورم اللوزتين في التهاب الحلق ومعاناة المريض من صعوبة في البلع. التلوث: يساهم التعرض للملوثات البيئية خارج المنزل، أو بعض المواد الكيميائية داخل المنزل في ظهور أعراض تهيج والتهاب الحلق. إجهاد الصوت: تتعرض عضلات الحلق إلى الإجهاد عند المبالغة في الصراخ، أو التحدث بصوت عال لفترات طويلة، مما يؤدي إلى التهاب الحلق. الارتجاع الحمضي المريئي: يتسبب ارتداد السائل المعدي إلى المريء في ظهور أعراض تهيج والتهاب الحلق التي يعاني منها مرضى الارتجاع المريئي.
أعراض التهاب الحلق
إلى جانب التهاب وتورم الحلق، هناك بعض الأعراض التي يعاني منها المرضى أثناء التهاب الحلق، تضم هذه الأعراض:
صعوبة في البلع. تورم في الرقبة. آلام في الجسم. صداع في الرأس. سيلان الأنف والعطس. تغير في نبرة الصوت. ارتفاع درجة حرارة المريض. احمرار وتورم اللوزتين في بعض الحالات. ظهور بعض البقع البيضاء أو الصديدية في بعض الحالات المتقدمة.
الوقاية من التهاب الحلق
هناك بعض الإرشادات البسيطة التي تجنبك الإصابة بالتهاب الحلق، من أهمها:
الحرص على غسل اليدين كثيراً بالماء والصابون. تجنب الأشخاص المصابين بأي عدوى في الجهاز التنفسي. تجنب لمس الأنف أو الفم بقدر الإمكان. استخدام المناديل لتغطية الأنف أثناء السعال والعطس، والتخلص منها فوراً. تناول الأطعمة والمشروبات التي تعزز الجهاز المناعي.
متى يجب زيارة الطبيب
لا تعد مشكلة التهاب الحلق من المشكلات الخطيرة التي تستدعي القلق في أغلب الحالات، لكن هناك بعض الأعراض التي ينبغي أن يلتفت إليها أي مريض عند حدوثها؛ حتى يتجه على الفور إلى زيارة الطبيب، تضم هذه الأعراض:
آلام المفاصل. آلام في الأذن. ظهور دم في البلغم. صعوبة البلع أو التنفس. سيلان اللعاب خاصةً عند الأطفال. عدم تحسن الأعراض مطلقاً خلال بضعة أيام. عودة أعراض التهاب الحلق مرة أخرى بعد تحسن المريض. استمرار ارتفاع درجة حرارة المريض عن 38 درجة مئوية لأكثر من ثلاثة أيام.
يعد التهاب الحلق من المشكلات الشائعة التي تتكرر الإصابة بها، لهذا السبب يساعد التعرف على كيفية التخلص من التهاب الحلق بسرعة على تعافي المريض وتحسن أعراضه، كما ينبغي أن نضع في اعتبارنا العوامل التي تساعد على الوقاية من حدوث التهاب الحلق؛ حتى نتجنب الإصابات المتكررة به.
المصدر: وكالات