قبل بضعة أيام، وقبل بدء الغارات الجوية على داعش، تمكنت امرأة سورية من الرقة كانت قد سافرت إلى الخارج من العودة مجدداً إلى مدينتها. أما هدف دخولها هذا، عبر تركيا إلى مسقط رأسها الذي تحول إلى قلب دولة داعش، فإظهار الصورة للعالم، وتبيان كيف يعيش الرقاويون متشحين بالسواد الذي غمر مدينتهم.

دخلت إذاً ابنة الرقة، مزودة بكاميرا خبأتها في حقيبتها، مرتدية النقاب، عبرت شوارع المدينة، حيث النساء المنقبات يسرن في الطرقات، وعناصر داعش يتجولون حاملين الرشاشات.

لداعش كلمته الأولى والأخيرة هنا، من اللباس إلى منع السجائر والكحول بطبيعة الحال. كما يفرض على جميع المحال الالتزام بمواعيد الصلاة.

بكل بساطة لم تعد مدينتها كما عرفتها سابقاً، هي التي خرجت في بداية الثورة للمطالبة بسقوط النظام، عادت اليوم إلى مدينتها، إلا أن النظام لم يسقط، بل أضيف إلى طغيانه، حكم داعش.

يتدخل عناصر التنظيم المتطرف في كل شاردة وواردة، حتى إن أحدهم يظهر في الفيديو وقد اقترب من المرأة ليوجه لها ملاحظة بشأن نقابها، قائلاً: نقابك شفاف، يمكننا رؤية وجهك.” فتعتذر المرأة على هذا الخرق السافر. ليعاود الحديث قائلاً: “إن الله يحب المرأة التي تخفي وجهها”.

هذا جانب من الحياة التي يعيشها سكان الرقة في ظل داعش، جانب يسير التقطته الكاميرا، إلا أن ما وراء الكاميرا الكثير بعد.

تختم المرأة المتخفية جولتها “الرقاوية” في محل للإنترنت، حيث تلتقي بعدد من النساء الفرنسيات من أصل عربي، يحاولن الاتصال بأهلهن في فرنسا. هؤلاء أتين للالتحاق بأزواجهن في سوريا.

تلك هي حال مدينة الرقة التي اتشحت بالسواد منذ دخول تنظيم داعش المتطرف إليها. لعل بعض التغييرات قد تأتي مع تدخل التحالف الدولي الذي بدأ منذ الثلاثاء الماضي بشنّ ضربات جوية في سوريا.

عن العربية نت