بيان تيار مستقبل كردستان سوريا بمناسبة الذكرى الـ 9 لاغتيال مؤسس التيار مشعل تمو

132

 

أكد تيار مستقبل كردستان سوريا السير في الخط الوطني والديمقراطي الكردي السوري الذي ضحى الشهيد حريته و دمه في سبيل ترسيخها ورسم ملامحها.

وقال في بيانه اليوم الثلاثاء،  إن مشعل تمو فتح حوار بين الكرد والمعارضة العربية، انطلاقا من إيمانه بأن القضية الكردية في سوريا هي قضية وطنية سورية بامتياز.

وجاء في نص البيان:

“تمرُّ هذه الأيام الذكرى التاسعة لاغتيال القائد الكردي، والوطني السوري الكبير “مشعل تمّو” والثانية والثلاثون لوفاة الدكتور نورالدين ظاظا رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا – فقد تعرّض التمّو لعملية اغتيال قام بها النظام الأسدي وشبيحته في السابع من شهر تشرين الاول بمدينة قامشلو – السياسي البارع ، والمثقف الاستثنائي، الذي ارتبط اسمه بالدعوة الى التحرر من الثقافة الموروثة، والعمل على الإصلاح السياسي والتنظيمي، وبناء شخصيّة كردية سورية مستقلة في قرارها، والابتعاد عن عبادة الاصنام والتخندق، وممارسة النقد البناء والموضوعي، مما أثار الكثير من الأسئلة والعواصف المحملة بقيم الحرية والليبرالية والعلمانية، بعيداً عن التكفير والتخوين .

كان مشعل التمّو مهندسا مقاتلا من أجل الحقوق الكردية، فقد ترك العمل الوظيفي ـ وتفرَّغ للعمل السياسي والدفاع عن القضية الكردية والقضية الديمقراطية العامة في سوريا ، مسكونا بسوريةٍ عميقةٍ، لا تقلُّ عن كرديته، التي أفنى حياته في سبيلها .

ترك مشعل تمّو حزب الاتحاد الشعبي الكردي في نهاية التسعينات ليتفرَّغ للعمل الثقافي والمدني. فانضم إلى لجان المجتمع المدني، وأسس منتدى جلادت بدرخان الثقافي خلال فترة “ربيع دمشق ” إلا أن النظام قام بمداهمة مقر المنتدى وأغلقه بعد التراجع عن وعود الإصلاح التي رافقت خطاب القسم ، ثم عاد تمّو ليؤسس مع مجموعة من الشباب الكردي تيار المستقبل الكردي في سوريا بعد أن صقلت تجربة اللجان وعيه الأولي، وساهمت الانتفاضة الكردية في 2004 في بلورة وتصقيل هذا الوعي في الحاجة إلى تأسيس تيار ثقافي سياسي مدني ينطلق من واقع السياسة الكردية- السورية في مواقفها وممارساتها بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، وكان تمّو اللاعب الأساسي في هذا التأسيس وما تلاه.

كان مشعل خطيبا مفوَّهاً، ومعارضاً شرساً لسياسات النظام الأسدي وممارساته الاستبدادية، رغم انتمائه لماركسيةٍ “ميكانيكيةٍ ” أعلن انفصاله عنها في مقال كتبه في جريدة اتحاد الشعب بعنوان” كنتُ ماركسياً ” فـ تمّو حاد الذكاء، سريع الفطنة، يعرف كيف ينتقي كلماته ليقنع الآخر بلغة حوارية هادئة وموضوعية . له طباع سياسية وإنسانية خالصة، لا تفارق الابتسامة محياه، ولديه حماسة وقدرة على التحاور وإبقاء خطوط الاتصال والتمّاس مفتوحةً مع خصومه ومعارضيه . لا يهاب المغامرة والمخاطرة. صاحب فكر وقدرة على التأثير في الآخرين من خلال قوة المنطق والحجة. هاجسه الأساسي، يكمن في كيفية بناء حزب قوي، واستعادة للوحدة الكردية، وفتح حوار بين الكرد والمعارضة العربية، انطلاقا من إيمانه بأن القضية الكردية في سوريا هي قضية وطنية سورية بامتياز، لا يمكن حلها إلا من خلال الحوار والتفاهم الأخوي مع شركاء الوطن، بعيداً عن التقوقع والانعزال القومي، وقد استضاف العديد منهم في القامشلي، وذهب إليهم في دمشق ودير الزور، ولم يغب عن ذهنه التواصل مع المجتمع الدولي عبر سفاراته المتواجدة في دمشق.

بعد خروجه من السجن في 2011 انخرط الشهيد في الثورة، وعمل على عقد لقاء تشاوري في القامشلي والإعداد لمؤتمر الانقاذ في دمشق، إلا أن النظام هاجم موقع المؤتمر في القابون بالرصاص الحي مما أدى إلى استشهاد العشرات من الشباب المساهمين في التحضير للمؤتمر، ورغم ذلك أصر مشعل على المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن موقف هيثم المالح والآخرين من عروبة سوريا ومن الحقوق الكردية جعله يقاطع المؤتمر عبر بيان أكد فيه على الانتماء للثورة وعدم المساومة على الحقوق الكردية وعلى الجزء الكردستاني الملحق بها .

دعا الشهيد الشباب الكردي من سجنه إلى الانخراط في الثورة والعمل من أجل إسقاط النظام وبناء سوريا ديمقراطية تعددية مدنية تقر وتعترف بحقوق جميع أبنائها ومكوناتها على أساس الشراكة والمواطنة المتساوية وحكم القانون، لم يعرف مشعل اليأس والتراجع والتعب ولذك بقي مؤمناً حتى آخر لحظة من حياته بقيم الحرية وانتصار الثورة.

والقضية الكردية بما هي مسألة وقت، وأن إمكانية تكوين حالة كيانية متاحة رغم حالة الضعف والتفكك الكرديين.

في هذه المناسبة الأليمة لا يسع تيار مستقبل كردستان سوريا إلا التأكيد على السير في الخط الوطني والديمقراطي الكردي السوري الذي ضحى الشهيد حريته و دمه في سبيل ترسيخها ورسم ملامحها، سوريا الحريات الديمقراطية والمدنية والتعددية، سوريا التي تصون وتحفظ حقوق جميع ابنائها ومكوناتها ، سوريا التي لا ظالم فيها ولا مظلوم، سوريا دولة القانون والمؤسسات والمواطنة المتساوية”.

 

 

التعليقات مغلقة.