حزب الشعوب الديمقراطي: دعوات داود أوغلو خطوة مرحب بها من قبلنا… لكنها ليست كافية

53

في خطوة غير مسبوقة دعا رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، يوم الأحد، لاستخدام اللغات الأم في المدارس والحياة الاجتماعية بحريّة في بلاده، وذلك خلال أول زيارةٍ رسمية له منذ تأسيس حزبه، لمدينةٍ كردية تقع شرق تركيا.

وعبّر داود أوغلو، رئيس حزب “المستقبل” خلال زيارته لمدينة “وان”، عن رفضه تعيين الحكومة لأمناءٍ من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، كرؤساء للبلديات التي فاز فيها حزب “الشعوب الديمقراطي”، بعد عزل رؤسائها المنتخبين والفائزين في الانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد العام الماضي.

واعتبر مسؤول بارز في حزب “الشعوب الديمقراطي” المعارض للرئيس رجب طيب أردوغان أنه “يمكن البناء على دعوات داود أوغلو فيما يتعلق بحق تداول اللغة الكردية وإنهاء تعيين الأوصياء الحكوميين على بلديات حزبنا”.

وقال ارول قاطرجي أوغلو، وهو أستاذٌ جامعي معروف ونائب عن الحزب المؤيد للأكراد في البرلمان التركي، إن “قراءتنا الايجابية لما أدلى به رئيس الوزراء التركي الأسبق مؤخراً، لا تعني أبداً أننا نتمتع بعلاقة وثيقة تربطنا به”.

وأضاف أن “دعوات داود أوغلو هي خطوة مرحب بها من قبلنا، لكنها ليست كافية أبداً في الوقت الراهن لإقامة صلات مع حزبه نتيجة ما فعله حين كان رئيساً للوزراء، فقد تصرّف كعدوٍ للأكراد خاصة بعد الانتخابات المحلية عام 2015”.

وتابع أن “داود أوغلو تعهّد في تلك الفترة بتحويل منطقة (صور) التاريخية وسط مدينة ديار بكر لمنطقةٍ شبيهة لتوليدو الإسبانية وقد أدلى بهذه التصريحات في وقتٍ كانت فيه المنطقة تحت نيران الجيش التركي وكان أهلها يموتون. لقد تحدّث حينها وكأن شيئاً لم يكن بدلاً من المساهمة في إنهاء تلك الحرب”.

كما شدد على “أننا في حزب الشعوب الديمقراطي لسنا دعاة انتقام رغم كلّ ما جرى سابقاً، ونريد أن نكون مع كلّ من يريد ديمقراطية حقيقية في البلاد، لذلك قد يكون هناك تعاون بيننا وبين داود أوغلو مستقبلاً لا سيما وأن هناك سياسيين أكرادا في حزبه وهذا أيضاً أمر جيد”.

وكان داود أوغلو قد شنّ هجوماً لاذعاً على حليفه السابق أردوغان لعزله رؤساء البلديات المنتمين للحزب المؤيد للأكراد وتعيين أوصياء حكوميين في 46 بلدية من أصل 71 فاز فيها الحزب في الانتخابات المحلية العام الماضي.

كما تطرّق داود أوغلو خلال زيارته لمدينة “وان” يوم السبت الماضي، لحق “الجميع” في تداول “اللغة الأم” والتي غالباً ما تعني اللغة الكردية التي تحظرها أنقرة منذ عقود.

وقال داود أوغلو: “لا يمكن لتركيا أن تنعم براحة البال حين يعاني كرديٌ واحدٌ من مشكلة الانتماء”، مؤكداً أنّ بلاده لن تكون قوية إذا لم تستطع “رعاية” جميع الأكراد في وان أو ديار بكر أو إسطنبول وحتى سوريا أو العراق.

ويقود داود أوغلو منذ تأسيس حزبه نهاية العام الماضي، حملةً شرسة ضد أردوغان محمّلاً إياه مسؤولية كلّ المشاكل التي تمرّ بها البلاد كالتدهور الاقتصادي وتراجع الديمقراطية والحريات العامة.

 

المصدر: العربية نت

 

التعليقات مغلقة.