في مثل هذا اليوم.. ميلاد الأمير جلادت بدرخان مبتكر الأبجدية الكردية بالأحرف اللاتينية

133

 

 

ولد الأمير جلادت بدرخان رائد الصحافة والثقافة الكردية ومبتكر الأبجدية الكردية بالأحرف اللاتينية، في 26 نيسان (أبريل) 1893، في مدينة إسطنبول التركية، وهو من سلالة الأمير بدرخان أزيزي أمير جزيرة بوتان.

كان أول من كتب اللغة الكردية بالأحرف اللاتينية وأول من ضبط قواعدها، ورتب تلك القواعد في كتاب كردي.

في عام 1919م توجّه مع أخيه كاميران وأكرم جميل باشا وفائق توفيق من السليمانية مع الميجر نوئيل الإنكليزي  إلى كردستان للوقوف على مطالب الشعب الكردي. ونتيجة ظروفه المادية اضطّر للعمل حصّاداً لكي يؤمن ما يحتاج إليه من مأكل ومشرب وتكاليف دراسته له ولإخوته.

وفي عام1925م التحق جلادت بانتفاضة الشيخ سعيد بيران، ولأسباب عديدة أجهضت الانتفاضة وأعدم الشيخ سعيد مع الكثيرين في مدينة ديار بكر. عندها عاد مير جلادت إلى ألمانيا وأكمل دراسته في الحقوق وحاز على الليسانس فيها، بعدها عاد إلى مصرَ، فقد كان والده أمين عالي مريضاً هناك، وقد غادرها بعد موت والده في عام 1926م  إلى بيت عمه خليل رامي بدرخان في بيروت.

وهناك فقد تم بمساعدته اجتماع لرؤساء العشائر الكردية في يوم 5-10-1927 في مدينة بحمدون، وأسسوا جمعية “خويبون”، وبحسب ما راوه المرحوم جميل حاجو، مؤسسو الجمعية هم: “مير جلادت بدرخان، حاجو آغا وابنه الكبير حسن، حمزة بيك مكسي- أولاد بوطان من أمراء عشيرة البرازي في كوباني” اضافة  إلى العديد من الآغوات وشخصيات أخرى.

حيث أعدّ الأعضاء العدة لمساعدة ثورة آكري بشنّ هجوم عبر حدود سوريا وعلى أن يستولوا على ماردين، دياربكر، أورفه، مديات حتى يخففوا من ضغط الأتراك على ثورة آكري.

وعاش مير جلادت بدرخان بين أفراد عائلة حاجو قرب الحدود، وأمضى أياماً كثيرة في قراهم مثل قرية مزكفت في ضيافة جاجان حاجو، وأحيانا كان يمضي أياماً في مدينة الحسكة، وفيها وضع قواعد اللغة الكردية التي نشرها في مجلة هاوار.

غادر سوريا والتحق بثورة آكري ليكون إلى جانب الجنرال إحسان نوري وإبراهيم باشا تيلي، وبعد إجهاد الثورة لجأ زعماء الثورة إلى إيران والتقى هناك مع الشاه بهلوي الذي أبعد الأمير عن إيران إلى العراق بسبب طلب الأمير له بمساعدته للأكراد.

ومن هناك غادر إلى سوريا من جديد واستقر في دمشق مع أعضاء جمعية خويبون بمساعدة علي آغا زلفو الذي سارع إلى إيجاد مأوى لهم، وهناك وضع الأبجدية الكردية ورغب في إصدار مجلة خاصة ونشرها بين الأكراد، وبقي جلادت محافظاً على استقلالية رأيه، مخلصاً لأفكاره ومبادئه رغم العروض التي عُرضت عليه من مناصب.

في سنة 1935 تزوج من ابنة عمه روشن التي كانت معلمة في مدارس دمشق. كان الأمير جلادت صيادا ماهرا سيما في صيد الغزلان، وفي صباح 15تموز عام 1951 كان  الأمير جلادت يشرف على العمال وهو واقف على حافة البئر وإذا بجدار البئر ينهار تحته، فلم يعِ نفسه إلا وهو في قاع البئر.. لم تنقذه النجدة، ولا المشفى الفرنسي بدمشق، بل فارق الحياة بعد بضع ساعات من الحادثة المفجعة.

وشاع خبر وفاته في جميع أنحاء سوريا، في 16/7/1951م الساعة الرابعة  حيث شيع جثمانه إلى مثواه من بيته الكائن في حي المهاجرين إلى مقبرة الشيخ خالد النقشبندي، ودفنوه في مقبرة جده “بدرخان الأزيزي” نزولاً عند رغبته.

 

التعليقات مغلقة.