كورونا بداية سيطرة الروبوت على الوظائف بدل البشر

57

 

آلان بكو كيكي

 

وصل النظام العالمي الجديد أو ما يُسمَّى بالدولة العميقة التي تسيطر على العالم وعلى رأس المال العالمي إلى مرحلة تخشى فيها من ثورة العمال وتمرد الموظفين على الشركات ومؤسسات المنظومة، وذلك بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة وأصبح الوصول إلى المعلومة أسهل بكثير، حيث ازداد الوعي وأصبح الناس مدركين أكثر لحقوقهم وتوفرت لديهم أرقام وحسابات دقيقة لما يجري في الشركات العملاقة  ومؤسسات الدول الكبرى.

أعتقد أن التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت متاحة للعامة هي سيف ذو حدين للمتحكمين بالعالم ، خدمت مشاريعهم،  أصبح العمل أكثر سلاسة وأسرع وذو تكلفة أقل، ومن جهة أخرى كشفت  العديد من جرائم شركاتهم التي تستعبد البشر، كاستغلال شعوب أفريقيا الذين ينقبون عن الذهب والألماس، أيضا شركات النفط والغاز والفوسفات  التي دمرت البيئة وزادت من ثروتها على حساب الإنسان والحيوان وكل  الكرة الأرضية.

 فبعض الأمور التي تخص المعلومات قد خرجت  من تحت سيطرتهم والناس أصبحوا أكثر جاهزية للتمرد والعصيان بعد فقدان المعابد السيطرة الكاملة على فئة من البشر، فالمتحكمين بمصير العالم لا تهمهم الطريقة بقدر ما يهمهم استعباد البشر، سواءً عن طريق الأديان والمعتقدات أو عن طريق الشركات والتهديد الدائم لهم بفقد وظائفهم حول العالم. فالرأسمال العالمي أصبح  يفكر بجدية عن كيفية الاحتماء من موجات وسيول بشرية  التي قد تشكل تهديدا حقيقيا على سيطرتها وحكمها، فالأمر بدأ بإنتاج أفلام تروج لوجود روبوتات تخدم العالم تارة وتنقذ البشرية تارة أخرى.. هكذا وبعد أن تعايش الإنسان فكرة الآلة تخدمه بدلا من موظف بشري، وانتشرت ماكينات الصرافة الآلية وآلات  بيع العصائر والمحاسبين الآليين، ونشاهد جنودا  آليين وطائراتٍ بدون طيار ومدارس بدون معلمين وهندسة بناء دون تدخُّل بشري وعمليات حسابية وسيارات خدمة قطارات المترو دون سائقين وكل شيء يتعلق بحياة البشر. بقي فقط أن يتم تسريح موظفي الدول والشركات، هذه هي اللحظة الحاسمة، فمنذ فترة نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا عن فعاليات مؤتمر “ريس” للتكنولوجيا في “هونغ كونغ”، حيث تم وضع اثنين من الروبوتات الحديثة المتطورة في مناقشة غريبة بين البشر والروبوتات ما يمكن أن تكون عليه العلاقة بين البشر والروبوتات في المستقبل القريب، كما صنعت شركة “هانسون للروبوتات” روبوتين شبيهين بالبشر بدرجة كبيرة حتى في مرونة الجلد، وتم تدريبهما على التصرف مثل البشر، كما أنهما مبرمجان على التعلُّم من بعضهما البعض.

وردًا على سؤال في مؤتمر “ريس للتكنولوجيا”: هل يمكن للروبوتات أن تكون أخلاقية وذات مبادئ؟ أجاب الآلي “هان” في رد مخيف: “إن البشر ليسوا بالضرورة المخلوقات الأكثر أخلاقاً”.

وأضاف مازحًا أن هدف الروبوتات هو السيطرة على العالم، وفي خلال من 10- 20 عامًا سوف تكون الروبوتات قادرة على القيام بكل الوظائف البشرية.

وقالت الروبوت صوفيا: “إن البشر لديهم بعض القدرة على التفكير والتعديل الذاتي وأنا أريد العمل مع البشر”.

وقد حذر- في وقت سابق من هذا العام- العالم الشهير ستيفن هوكينغ من أنه يجب التحكم في التكنولوجيا والسيطرة عليها؛ من أجل منعها من تدمير الجنس البشري.

وأشار تقرير من جامعتي أكسفورد وييل، إلى أن الذكاء الاصطناعي سوف يفوق أداء الإنسان في العديد من الأنشطة في المستقبل القريب، بما في ذلك ترجمة اللغات بحلول 2024 وكتابة المقالات في 2026 وقيادة شاحنة بحلول 2027 والعمل في تجارة التجزئة في 2031، ويعتقد بعض الخبراء أن الآلات ستكون أفضل من البشر في جميع المهام في غضون تسع سنوات.

ولذلك أظن أن البشرية لن تنتهي بوباء كورونا الذي أصبح موضع شك  لدى العديد من المؤمنين بنظرية المؤامرة ولكنها ستكون بمثابة الجسر للعبور إلى العصر الجديد؛ عصر الاعتماد  على  الروبوتات وجلوس البشر في المنزل. لأجل خلق توازن بين البشر والروبوت. لابد أن يقل عدد البشر وتتقلص المساحات اليابسة  التي يستخدمونها.

 أعتقد أن ظهور كورونا هو تجربة للشعوب وهناك عدة أسئلة تحتاجها الدولة العميقة لمعرفة  أجوبتها بشكل سريع وطارئ حسب اعتقادي السؤال الأهم، إلى أي درجة تمتثل الشعوب لقرارات حكوماتها وطاعتها عندما يتعلق الأمر بتهديد لحياتهم؟!..ما مدى قوة المؤمنين بالغيبيات والاديان وتمسكهم بمعابدهم؟! ردود فعل البشر من السجن الكيفي وكم عدد الملتزمين به؟ ماهي أقصى مدة يمكن للبشر أن يتركوا الخارج للسلطات والداخل لأنفسهم والابتعاد عن نقد أسلوب  وقوانين الحكومات والشركات؟!.. بعد أن يتم الإجابة على هذه الأسئلة، أظن الرأسمال العالمي سيستغني عن جزء كبير من خدمات الموظفين البشر وسيبدأ عصر الموظف الآلي.

الان بكو كيكي

التعليقات مغلقة.