الوحدة (يكيتي) يؤكد على أهمية الحوار الجاد مع العاصمة دمشق برعاية دولية

37

 

أكد حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)، على أهمية الحوار الجاد مع العاصمة دمشق برعاية دولية، في سبيل الوصول إلى صيغة لحل وطني للقضية الكردية.

وعقدت الهيئة القيادية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) اجتماعها الاعتيادي في أواخر شهر كانون الأول2019  في مدينة قامشلو.

وجاء في نص البلاغ:

“وبعد الوقوف دقيقه صمت على أرواح شهداء الحرية والكرامة وشهداء الكرد وكردستان، تم اعتماد جدول عمل الاجتماع الذي تضمن عدة قضايا محورية في الشأن السوري، والتداعيات التي أفرزتها سنوات الحرب المنصرمة، بالإضافة إلى معاناة شعبنا الكردي، وخاصة في عفرين وسري كانييه (رأس العين) وكري سبي(تل أبيض)، والتهديدات التركية المتلاحقة باستمرار اجتياحها واحتلالها لكافة  مناطق شمال وشمال شرق سوريا، كما تم الوقوف على قرارات الاجتماع السابق ومدى تنفيذها، إضافة إلى تقييم أداء  الهيئة القيادية للحزب خلال الفترة الماضية .

في الوضع السياسي العام : تناول الاجتماع  العناوين البارزة  على الساحة السياسية في الوقت الراهن ومناقشتها، وكان أهمها الأوضاع المأسوية التي تشهدها المناطق السورية المحتلة، لاسيما المناطق الكردية منها ( عفرين ،كري سبي، رأس العين ) وما ترتكب فيها من جرائم قتل وخطف وسطو مسلح، وانتهاكات على أيدي عناصر من جيش الاحتلال التركي، وأعوانه من المجموعات المسلحة الإرهابية المنضوية تحت مظلة ما يسمى (بالجيش الوطني السوري).

كما توقف الاجتماع مطولاً، حول الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية، القاضي بنشر قوات من حرس الحدود السوري على طول الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا، في المناطق الواقعة تحت سيطرة  ” قسد “، واعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح،  كواجب ومسؤولية ملقاة على كاهل الحكومة السورية في الدفاع عن حدودها البرية والسيادة الوطنية من جهة، وتفنيد وسد الذرائع أمام تركيا بأن أمنها القومي مهدد من خلال حدودها الجنوبية مع سوريا من جهة أخرى.

وفي معرض الوقوف على الاتفاقيتين المبرمتين مع تركيا من قبل كل من أمريكا وروسيا على حدة، بخصوص إقامة المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا، بين رأس العين وتل أبيض، رأى الاجتماع بأن الاتفاقيتين لم تدخلا حيز التنفيذ، وتم خرقهما بشكل فاضح من قبل الجيش التركي، الذي لم يتوان في اجتياح المناطق المذكورة فور انسحاب القوات الأمريكية منها، وإجبار سكانها على الفرار، تحت وطأة القصف الجوي والمدفعي، ليُسَّهل لمرتزقته غزو المنطقة، وترويع سكانها، من أجل إجبارهم عل النزوح، وترك أملاكهم ومنازلهم، لاستكمال عملية التغيير الديمغرافي والتطهير العرقي، وتوطين عوائلهم فيها بدلا من سكانها الأصليين، كل ذلك على مرأى ومسمع الضامن الروسي والأمريكي للاتفاقيتين، في تحد صارخ للقوانين الدولية وشرعة حقوق الإنسان، رغم الالتزام الكامل لقوات سوريا الديمقراطية بمضمون الاتفاقيتين، وانسحابها إلى المسافة والخطوط المتفق عليها، وبناءً عليه، أكد الاجتماع ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي، ودول التحالف، وروسيا الاتحادية، والولايات المتحدة الأمريكية مسؤولياتهم، والضغط على الدولة التركية لوقف اعتداءاتها، والعودة إلى حدودها الدولية. وفي هذا السياق، ثمن الاجتماع التضحيات الجسام التي قدمتها قوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب، وصمودها في وجه قوات المحتل التركي، وأعوانه من قطعان (الجيش الوطني السوري) ومرتزقته، دفاعاً عن الأرض والعرض.

أما بخصوص الأزمة السورية، التي كادت أن  تتجاوز عامها الثامن دون وجود أي ملامح لإنهائها من قبل الأطراف المعنية ، رغم تعدد المؤتمرات والمنصات ذات الصلة، وتعدد الموفدين الدوليين، الذين اضطر ثلاثة منهم إلى رفع الراية البيضاء، حيث يتحمل النظام المسؤولية الأولى تجاه تفاقمها، بيد أن هذا لايعني بأن المعارضة في منأى عما توصلت إليه الحال في سوريا، من خلال استسهالها لسيطرة الإسلام السياسي الإخواني، المرتهن لأجندة ومصالح بعض الدول الإقليمية وفي مقدمتها تركيا على زمام الأمور في كافة أطرها ومؤسساتها، لذا أكد الاجتماع،  أنه لابديل عن حل سياسي للأزمة السورية وفق القرار الأممي 2254، والإتيان بنظام ديمقراطي تعددي لامركزي، يحظى فيه الشعب الكردي بحقوقه القومية المشروعة، وفق العهود والمواثيق الدولية، مع مراعاة حقوق وخصوصية كافة المكونات الأخرى .

وفي الشأن الكردي السوري العام: عبّرَ المجتمعون عن أسفهم حيال ما آلت إليه أوضاع الحركة السياسية الكردية في  سوريا، من تشرذم وتشتت وضعف في الأداء المطلوب، في مرحلة نحن الأحوج فيها إلى رص الصفوف، ونبذ الخلافات، ولتلافي هذه الحالة، أكد الاجتماع تأييده للمبادرة التي أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية ،الجنرال مظلوم عبدي، بهدف تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية الكردية، وتوحيد الصف والخطاب الكرديين، للوصول إلى صيغة جامعة، تفضي إلى بناء شراكة فعلية بين الإدارة الذاتية وجميع الأحزاب والأطر السياسية الكردية الأخرى.

كما تم التأكيد على أهمية الحوار الجاد مع العاصمة دمشق برعاية دولية، في سبيل الوصول إلى صيغة لحل وطني للقضية الكردية، بعيداً عن لغة التخوين، وعقلية الاستعلاء، وكيل التهم الواهية التي لا تعبر عن جوهر وحقيقة المطالب الكردية، في إطار وحدة الأراضي السورية.

في ذات السياق تم التأكيد، على أن التحالف الوطني الكردي في سوريا لايزال يمثل عنواناً سياسياً إيجابياً، يجب العمل على تفعيل دوره وتطويره . كما تم التأكيد مرة أخرى، على أهمية وثيقة العمل المشترك، الموقعة  بين حزبنا والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، والعمل من أجل ترجمة مضمونها على أرض الواقع.

في المجال التنظيمي : قيّم الاجتماع أداء الهيئة القيادية من خلال مراجعة نقدية للفترة المنصرمة ،  وتم التأكيد على تلافي التقصير والسلبيات التي بدرت خلال تلك الفترة، والإشادة بدور ونشاط  منظمات الحزب، وكافة فعاليات المجتمع المدني في الداخل والخارج، لاسيما الأنشطة التي قامت بها  بهدف تعرية وفضح جرائم وممارسات الاحتلال التركي، ومرتزقته من الفصائل المسلحة  في عفرين وكري سبي وسري كانييه وكافة الأراضي السورية.  

 قامشلي 27/12/2019

التعليقات مغلقة.