الإدارة الذاتية: مواقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لا تتوافق مع قيم الاتحاد الأوربي

37

 

قالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إن موقف وسياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي وعدت تركيا بمساعدات جديدة لرعاية اللاجئين السوريين، لا تتوافق مع قيم الاتحاد الأوروبي الذي تراجع خطوة إلى الوراء بسبب ابتزازات أردوغان.

وأشارت خلال بيان أصدرته اليوم السبت إلى الرأي العام، حول موقف السيدة ميركل بتقديم المساعدة لللاجئين السوريين من خلال تركيا, ولفت البيان إلى صمت المستشارة ميركل أثناء تهجير مئات الآلاف من أهالي عفرين، وبأنهم لم يسمعوا أي إدانة ضد حروب وسياسة أردوغان، و أيضاً في مسألة توطين 400 ألف مستوطن في عفرين.

وجاء في نص البيان:

“تستمر دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من عناصر داعش والنصرة في خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم في سوتشي بين روسيا وتركيا واحتلال المزيد من مناطقنا وممارسة التطهير العرقي بحق شعبنا بالإضافة إلى عمليات النهب والسلب والتغيير الديمغرافي، حيث يتم اختراق القوانين والمواثيق الدولية وتجاوز كافة القيم الأخلاقية والإنسانية بشكل علني من خلال هذا العدوان.

واليوم يتم بشكل علني وأمام مرأى العالم استهداف بلدة عين عيسى بشكل همجي وعدواني أدى لنزوح الآلاف وزاد من تفاقم الأزمة الإنسانية, حيث تم العدوان بمختلف أنواع الأسلحة والمدفعية صباح هذا اليوم كما ولا يزال مستمراً إلى الآن.

يستخدم كذلك أردوغان و مرتزقته في هجماته ضد مناطقنا ومكونات شعبنا أسلحة الاتحاد الأوربي وحلف الناتو ويهدف من خلال استخدام ورقة اللاجئين السوريين وفتح الأبواب لهم إلى استخدامهم بشكل غير أخلاقي كورقة ابتزاز وما زال مستمراً في تلك السياسة اللاأخلاقية بحق اللاجئين، حيث يتم استخدامهم كورقة ضغط يساوم عليهم في استثمارات سياسية وخصوصاً ضد الدول الأوروبية خاصة أن بينهم الآلاف من عناصر داعش والنصرة وعوائلهم.

وبشكل استفزازي يتحدث أردوغان أنه وَطَّنَ في منطقة عفرين 400 ألف لاجئ سوري, لكنه في المقابل أخرج وشرّد مئات الآلاف من أهل عفرين قسراً و بالإجبار.

بعض الدول الاوربية التزموا الصمت وخضعوا لتهديدات أردوغان المنافية للقيم الديمقراطية الذي لا يعطي أي اعتبار لكيان الاتحاد الأوروبي، فهذا يعني القبول باستمرار الاحتلال والضغط والظلم الذي يمارس ضد الشعوب العربية والسريانية وإبادتهم مع الكرد.

السيدة ميركل تقول إنهم من أجل مساعدة اللاجئين السوريين مستعدون لمساعدة تركيا, لكن عندما تم تهجير مئات الآلاف من عفرين، لم نسمع أي إدانة ضد أردوغان و الآن أيضاً في مسألة توطين 400 ألف مستوطن من غير أهل عفرين، لم يتم إبداء أي إدانة واستنكار، وهذا يعني القبول بسياسات تركيا العدوانية.

على الاتحاد الأوروبي وكافة دول العالم بغية احترام شعوبها والقيم الديمقراطية عوضاً عن إبداء الدعم العسكري والمادي لتركيا التي تستخدم اللاجئين بشكل لاأخلاقي للتسول وتحقيق مكاسب سياسيه من الواجب عليهم أن يوضحوا موقفهم ويفرضوا عقوبات صارمة على الدولة التركية لإيقاف عدوانها.

هناك تجاوز لكافة المعايير الأخلاقية والقيم الإنسانية ومواثيق حقوق الإنسان واستمرار في سياسة الضغط والابتزاز.

قدمت مكونات شمال و شرق سوريا في الحرب ضد داعش تضحيات عظيمة، فالأمن الذي تنعم به ألمانيا و أوروبا اليوم ليس هو إلا ثمرة نضال الشعب الكردي والعربي والسرياني في حربهم ضد داعش، والذين ضحوا في سبيلها بأكثر من 11 ألف شهيد و أكثر من 25 ألف مصاب و جريح.

يوجد الآن الآلاف من مرتزقة داعش الخطيرين المحتجزين في السجون تحت حماية قوات سوريا الديمقراطية, واستخدامهم كورقة ضغط وابتزاز ضد ألمانيا و أوربا لا يتلاءم مع قيمنا وأخلاقنا لكن في المقابل، كان يجب على الاتحاد الأوربي عدم الخضوع والبقاء صامتاً جراء هجمات دولة الاحتلال التركية التي تستخدم بقايا داعش والنصرة في حربها على شمال شرق سوريا وتمارس بحقهم الاحتلال والنهب والإبادة.

موقف وسياسة السيدة ميركل لا يتوافق مع قيم الاتحاد الأوروبي الذي تراجع خطوة الى الوراء بسبب ابتزازات أردوغان.

استناداً للاتفاق المبرم ما بين تركيا والاتحاد الأوروبي بخصوص مسألة اللاجئين, فقد وفت أوربا بالتزاماتها و قدمت ما يقارب 6 مليار يورو للدولة التركية, بالرغم من هذا وعوضاً عن وضع حد لتهديدات وابتزازات أردوغان من قبل السيدة ميركل والاتحاد الأوروبي، فإنهم ما زالوا مستمرين في سياستهم المتمثلة بضعف الإرادة والخضوع و أن هذه السياسة تؤدي إلى إصرار الدولة التركية في الاستمرار بمخططها الابتزازي و في الوقت ذاته يدفعها إلى المضي قدما في هجماتها العدوانية وإبادتها لشعوب شمال شرق سوريا.

تم الإشارة مراراً و تكراراً على أن نضالنا ضد داعش الذي يهدف إلى توفير الأمن والاستقرار للإنسانية جمعاء, تبنيناه كواجب لنا و قلناها سابقا بأننا مفتخرون بهذا وبالتضحيات التي قدمناها.

في شخص السيدة ميركل، نطالب الاتحاد الأوربي بأن لا يبقوا صامتين جراء هجمات أردوغان الذي يحتل مناطقنا ويمارس عملية التغيير الديمغرافي عليها و أيضاً اتخاذ موقف واضح حول تصريحات المجرم أردوغان إزاء توطين 400 ألف شخص غريب في عفرين و تهجير مئات الآلاف من الكرد العفرينيين من أرضهم.

عندما تقولون بأنكم مستعدون لتقديم المساعدة, عليكم إن تعلموا جيداً بأن تركيا تستمد الجرأة من هذه المواقف وتكون سبباً في غضب واستنكار واسع لدى شعوب شمال شرق سوريا من الكرد والعرب والسريان.

نحن في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا وبكافة مكوناتها سنستمر بكفاحنا المشرف، بوجودنا وكرامتنا لأجل حماية القيم الديمقراطية للإنسانية.

مهما كانت التضحيات، سنستمر في مقاومتنا حتى إنهاء الاحتلال والعدوان التركي”.

 

الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا

عين عيسى23 \11\2019

التعليقات مغلقة.