ماذا عن التفاهم الأخير في سوريا؟!

191

لم تكن الإدارة الذاتية منذ بداية تأسيسها تتأرجح في مواقفها لا، بل كان كل أعمالها ضمن سوريا الواحدة. منع التجزئة والتقسيم سمات واضحة وثابتة في عمل الإدارة حتى وحينما بلغت الإدارة الذاتية دورها الهام والمؤثر؛ اندفع البعض ووصف الموقف في شمال وشرق سوريا بأنه العائق الأكبر لأي مخطط، في ظل وجود الإدارة وثباتها على مبادئها؛ طبعاً نحن نتحدث عن المخططات التي أرادت ولا تزال إلحاق الضرر بجوانبه كافة في سوريا وشعبها؛ هذا العائق حسب وصفهم والعامل المفشّل لمخططاتهم كان سبباً لتعرض مناطقنا لهجمات وتهديدات بكل الأشكال والنماذج وآخرها ما يحدث اليوم في سري كانيه (رأس العين)، وما سبق ذلك في عفرين وقبل ذلك كوباني والجزيرة فيما بعد.

العمل دائماً ضمن الإطار الوطني السوري كانت رؤية واستراتيجية ولم يكن ذلك نتاج توجه مرحلي فقط، التفاهم الذي حصل مؤخراً نابع من عدة أساسيات حيث منها وأهمها:

– الإدارة الذاتية الديمقراطية مشروع سوري وآليات الإدارة لا تتعارض مع أية جهود حقيقية في سبيل وحدة سوريا وكذلك مشروع هام في تحديد الشكل الديمقراطي بمستقبل سوريا، أي الشكل الضروري واللازم لسوريا.

– الحوار وحلّ الأمور ضمن سوريا مبدأ واضح وتم تأكيده في كل اللقاءات المباشرة وغير المباشرة التي تمت مع كل الأطراف المعنية في سوريا.

– وجود الجيش السوري في الحدود من جهة هو مسؤولية بحكم إن الحدود هي حدود سوريا، وكذلك الإجراء المذكور لا يتعارض مع وجود الإدارة الذاتية الديمقراطية ومؤسساتها وحتى ذلك لا يشكل أي تطور سلبي على حياة وعمل المواطنين في مناطق الإدارة الذاتية، أي ذلك واجب ومسؤولية لكل السوريين ولا سيما أن الهدف الرئيسي يكمن في استهداف سوريا في مناطق شمال سوريا.

– لطالما نحن نتحدث عن الهجوم التركي وتبعاته الخطيرة؛ فإن المرحلة الآن هي حول كيفية ردعه وإيقافه، بعدها وحال نجاح هذا التفاهم طبعاً سيكون هناك نقاش مستقبلي حول كافة القضايا والأمور. لذا، التفاهم الآن هو عسكري بحت ومفتوح من حيث القضايا اللاحقة فيما بعد، سياسياً وإدارياً.

نحن اليوم أمام مشروع تركي خطير، هدفه كبير ويحمل الكثير من النتائج السلبية التي سوف تعصف بالمنطقة وتعيد الأمور إلى بداياتها، حيث الفوضى والتطرف وعوامل التقسيم في سوريا وكذلك فتح مجالاً مفتوحاً أمام الصراع والتناحر الداخلي؛ ناهيكم عن الخطر الأكبر وهو وجود عناصر داعش بكثرة بين من يهاجمون اليوم مناطق شمال وشرق سوريا.

إن المساهمة الفعلية في منع دولة الاحتلال التركي من تنفيذ هجماتها وعدوانها بحق شعبنا وعموم الشعب السوري وخروجها مع المرتزقة من المناطق كافة التي تحتلها وفي المقدمة مدينة عفرين؛ ستفتح الطريق أمام مرحلة هامة في سوريا، حيث يمكن الحديث عن إنها مرحلة التوجه نحو الحل والاستقرار الحقيقي في سوريا؛ أي إفشال المخططات التي تريدها غيرها والقوى ذات التوجه الجهادي المتطرف.

 

نقلا عن روناهي

التعليقات مغلقة.