في مشاهد إذلال بشعة.. تركيا تواصل طرد اللاجئين السوريين

162

تواصل تركيا حملتها لطرد اللاجئين السوريين وسط مشاهد من الإذلال البشع لهم، حيث عمدت السلطات التركية إلى تكبيل أيديهم ورميهم في الحافلات العامة قبل أن تقوم بترحيلهم، في صورة تحاكي حال المجرمين أو الإرهابيين عند اعتقالهم.

وتتجدد يومياً مخاوف أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري في تركيا من الإجراءات الأمنية المشددة التي تنفّذها السلطات في أماكن وجودهم المختلفة داخل البلاد بغرض تضييق الخناق عليهم، خاصة بعد تداول صور وفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» التي ضجت بالغضب، حيث ترصد معاملة سيئة وإيقافاً وترحيلاً للسوريين.

وانتشر مقطع فيديو لطالب سوري، وهو يشكو ترحيله من مدينة إسطنبول إلى محافظة إدلب السورية، بسبب نسيانه البطاقة الموقتة في منزل أقاربه، كما انتشرت مشاهد عديدة، ترصد اللاجئين السوريين مصفّدين في حافلات الترحيل.

وقال رئيس منبر الجمعيات السورية مهدي داود، الذي يضم عدداً من المنظمات السورية غير الحكومية، في تصريح صحافي سابق لوكالة «فرانس برس»، إن «أكثر من 600 سوري» غالبيتهم يحملون بطاقة الحماية الموقتة اعتقلوا الشهر الماضي في إسطنبول وطردوا إلى سوريا.

واعتبر أن عمليات الطرد تتعارض مع تعليمات وزارة الداخلية التركية نفسها، «لأن هؤلاء الأشخاص كان يفترض أن ينقلوا إلى الولايات التركية المسجلين فيها وليس إلى سوريا»، مضيفاً أنهم «أجبروا على توقيع وثائق يعترفون فيها بأنهم يعودون إلى سورية طوعاً».

ويفتقر اللاجئون السوريون إلى أبسط حقوق اللاجئين المقررة في أغلب دول العالم، حيث يعيش أكثرهم في مخيمات برعاية صحية متدنية جداً، ويقوم على رعايتهم في أغلب الحالات اختصاصي تمريض وليس أطباء، فيما أشارت صحيفة «دويتشه فيله» الألمانية إلى تعرّض الكثير من الجرحى السوريين لعمليات سرقة الأعضاء، كما تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من قصص انقطاع الإعانات التي تقدمها المنظمات الأممية للاجئين، وسرقتها في بعض الحالات.

وحملات الطرد التي تمارسها السلطات التركية على اللاجئين السوريين لم تكن الجريمة الوحيدة بحقهم، إذ تورطت تركيا في قتل المئات من الهاربين من الحرب على حدودها، حيث تشير إحصاءات لمنظمات دولية وحقوقية إلى مقتل 436 مدنياً سورياً، وتعرض 370 إلى الإصابة والاعتداء الجسدي على أيدي الجنود الأتراك، فضلاً عن أكثر من 450 مدنياً قُتلوا خلال قصف الطائرات والمدفعية التركية خلال غزوة عفرين، كما قتل عدد آخر في حوادث مشبوهة في تركيا نفسها.

يذكر أن حملة طرد اللاجئين تأتي بعد هزيمة حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان في انتخابات بلدية إسطنبول.

ويرى مراقبون أن الأعداد الكبيرة للاجئين (547 ألف سوري مسجلون في مدينة إسطنبول بحسب مكتب الحاكم) أضرت بشعبية الحزب الحاكم.

وكان أردوغان قال في وقت سابق إن حكومته ستتخذ خطوات تجاه السوريين في تركيا، تتضمن ثلاثة ملفات، هي التشجيع على العودة، وترحيل مرتكبي الجرائم، واقتطاع الضرائب في المستشفيات، فيما سنّت الحكومة التركية بعض القوانين التي تحرم اللاجئين السوريين من العمل داخل تركيا، ما عدى تشغيل الأطفال بأجرة لا تكفي لتأمين لقمة عيشهم.

المصدر: الحياة

التعليقات مغلقة.