مبادرة طلاب جامعة روجآفا ومآلاتها

57

آلدار خليل

في إطار المساعي الدائمة من أجل التطوير في مناطق شمال وشرق سوريا؛ لا بدّ من أن تكون كافة المؤسسات وبكافة اختصاصاتها تعمل من أجل خلق التغيير الفعلي بمعنى ما يتوازى مع حجم المشروع الذي تقوده مكونات شعبنا والذي يتضمن الانطلاق نحو رؤية جديدة من النواحي كافة؛ تكون معبّرة بشكل عملي عن الرؤية الحقيقة في التغيير، يتحمل الشباب في هذا الإطار مهام كبيرة ودور هام ولا بدّ من أن تكون المبادرات الشبابية واسعة وعلى الصعد كافة، حيث ما قام به قبل عدة أيام مجموعة من الطلبة والأساتذة في جامعة روج آفا (حملة النظافة) تعبير عملي عن حجم المسؤولية والانطلاقة الذاتية في ضرورة المساهمة لبناء ثقافة الوعي الذاتي في مجتمعنا؛ هذا إجراء هام وعامل ضروري من أجل النهوض بالمجتمع الديمقراطي في ظل الانتماء القوي والحرص في الأداء الذاتي وقت الضرورة.

في الدولة ونظام حكمها كل شيء مرتبط بها بحيث التعامل مع المجتمع يكون تعامل الرعية وتكريس للنظام السلطوي؛ ذلك أنّ الدولة تحكم ومؤسساتها تنظم ما يخدم الدولة، والجيش يدافع عن الدولة، هنا الدور الهام للمجتمع وتكويناته غائب بينما في النموذج الديمقراطي القائم على البناء الذاتي يكون المجتمع هو الذي يدير ويعمل ويؤسس لما يحتاجه فإن الأمر مختلف؛ في هذا الإطار المسؤولية هي مسؤولية المجتمع (الذي يتشكل منا جمعياً) والدور له. لذا؛ يجب أن يكون كل أفراده متحلين بثقافة الوعي الذاتي ولا يجب أن يكون هناك دواعي لشرح المهام والواجبات بحكم إنها واضحة ونابعة من الحاجات، حينما تكون هناك حاجة للدفاع عن المجتمع يجب ألا يكون هناك نظام يحدد هذا الشيء إلا من باب توضيح الأمور لا من باب تحديد من يقوم ومن لا يقوم ، وكذلك في مجال الحفاظ على البيئة، العناية والاهتمام بالنظافة، الجوانب الاقتصادية، المثقفين ودورهم في الدفاع عن مجتمعهم، الطلاب، والعمال.. وإلخ..

ما أريد توضيحه هو إن التحلي بالمسؤولية شيء عظيم للغاية وإننا في شمال وشرق سوريا عموماً نعتمد على كل الإمكانات الذاتية في تطوير واقعنا من النواحي كافة، وهنا كل التطور الموجود من ناحية التنظيم الإداري أو المجتمعي هو نابع من المجتمع ومن الشعب ذاته؛ بمعنى أنه تأسس بالجهود العامة وبالتضحيات التي قدمتها مكونات شعبنا وهنا كل شيء هو ملك للجميع بحكم إننا نعيش في مجتمع متعدد. ولكن؛ الكل يعيش ويعمل بلونه. لذلك؛ التطوير هو تطوير لمجتمعنا الذي نحن ننتمي إليه ونعمل فيه ومن أجله.

المبادرات الذاتية تعبير هام عن حالة الوعي والتعمق في فهم الواقع وحاجاته وكذلك انتماء قوي للمجتمع ومساعي فعلية في تطويره. لذا؛ أية مبادرات تظهر هي مثمنة وذات أهمية ولا بد لنا من أن نصل في مجتمعنا إلى واقع يكون فيه كل أشكال الأداء للواجبات والمهام نابعة من توجهاتنا الذاتية، حينما يكون الكل واحداً أمام المجتمع ويرى كل فرد بأنه المسؤول؛ فإن ذلك يلغي الاتكالية ويؤكد حقيقة المجتمع الديمقراطي وثورته العملية التي تختلف عن الأشكال الأخرى كالتي تتبعها أجهزة الدول.

نحن أمام تحديات صعبة مسؤوليتنا في اختبار كلما كنا مسؤولين عن مجتمعنا وعن ما هو موجود فيه؛ سنكون أقوياء امام التخلي أو الاتكالية، الضعف في الشعور بالواجب وفهم الحاجات لا يمكن أن يكون مقبولاً في مسار الثورة الديمقراطية ومجتمعها المتبني لأهدافها على وجه الخصوص حينما يكون نداؤنا هو مجتمع حُر وديمقراطي وذاتي القرار والإدارة والتوجيه. اليوم توجد الكثير من الأمور التي تستوجب أن ننضم إليها دون أن ننتظر القرار من أي أحد، القضايا كثيرة وتم التطرق لمجملها آنفاً، يجب أن نحمي ثقافة التوجه الذاتي ونطورها ويجب أن نكون مسؤولين وحريصين على مجتمعنا بما يحقق تطوره وبما يليق بالنضال الذي قاده شعبنا ودفع التضحيات التي سنكون مدينون لها – التضحيات- لطالما نحن موجودين.

 

نقلا عن صحيفة روناهي

 

التعليقات مغلقة.