من الشعائر الثابتة في عامودا.. أضحية العيد

93

Buyer

تزداد حركة سوق الماشية في عامودا مع حلول عيد الأضحى من كل عام، حيث يتوجه الأهالي لشراء أضاحي العيد لنحرها صباح العيد وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.

“شفان أحمد” تاجر ماشية؛ وصف حركة السوق هذا العام بالمقبولة والجيدة وأوضح أنها تزداد مع اقتراب العيد ويتوجه الأهالي من عامودا وريفها لشراء الأضاحي، وأن الأسعار ليست باهظة مع أنها ارتفعت قليلا بحلول العيد، مضيفاً أن حركة السوق كانت متوقفة قليلا قبل العيد وكان لبائعي الماشية بعض المعاناة، لكن مع حلول العيد ازدادت حركة البيع والشراء. وتمنّى أحمد أن يكون هذا العيد عيد خير وبركة على جميع أهالي سوريا وروجآفا.

ويرى المواطن بهجت سليمان الذي قابلناه في السوق أن توجه الأهالي للسوق وشراء الأضاحي حالة اعتيادية في العيد، وأنه أخذ المواظبة على هذه الشعيرة الاسلاميّة  عن والده وجدّه واصفاً شعوره بالرائع في تلك اللحظات حينما يشتري أضحية العيد.

 ويؤكد سليمان أن حركة السوق قبل أربعة أعوام كانت جيدة لكن ازدادت منذ عامين أكثر، بسبب المساعدة المادية التي يبديها المغتربين لذويهم وهذا دليل إحساسهم بالمسؤولية تجاه أهلهم وذويهم من الفقراء والمحتاجين، مشيراً أن شعورهم بالفقراء والمحتاجين من أبناء مدينتهم واجب على كلّ مغترب.

يقول تعالى في كتابه المقدّس” فَصَلِّ لربّك وانحرْ” ويقول ابن عباس رضي الله عنهما أن معنى “صلّ لربّك” أي صلاة العيد وكلمة “انحر” يعني نحر الجذود، والمقصود بها الأضحية، وهذا يدل على مشروعية الأضحية في الإسلام.
 والأضحية سنّة مؤكّدة عند جمهور العلماء الشافعية والحنابلة والمالكية أما في المذهب الحنفي فالأضحية واجبة، هذا ما قاله “أحمد ملا عثمان” إمام وخطيب جامع الأمام أبي حنيفة في عامودا.  وتابع عثمان :” الشاة تجزء عن شخص واحد أما البعير والأبل والبقر عن سبعة أشخاص بينما الماعز والغنم كل منها عن شخص واحد والشروط الواجب توافرها في الاضحية أن تكون سليمة من العيوب، لقول رسول الله (أربعة لا تجزأ في الأضاحي؛ العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها، والعجفاء التي لا تنقى) أي لا تجوز التضحية بالعمياء أو العرجاء ولا بالعوراء ولا بالمريضة أو من ذهب منها عضو لازم كالأذن والذنب”.

وأضاف عثمان:” أن هناك عمر محدّد للأضحية فالغنم والماعز ما أتمّ سنة ودخل في الثانية، والبقر ما أتم له سنتان ودخل السنة الثالثة” منوّهاً أن “الأضاحي تذبح بعد صلاة عيد الأضحى ولا يجوز ذبحها قبل صلاة العيد ويستحبّ أن يذبح المضحي بيده اقتداء بالنبي ويستحبّ على المضحي أن لا يقصّ شعره وتقليم الاظافر في العشر الأول من ذي الحجة، والحكمة أن تبقى كامل أجزاء البدن لتعتق من النار”.

وأوضح عثمان أن المذهب الشافعيّ يرى أن أيام عيد الاضحى كلها وقت لذبح الأضاحي، والأحناف قالوا ” مدتها ثلاث أيام ولا تجوز في اليوم الرابع ويُقال للقصّاب وكّلْتُكَ بذبح هذه الأضحية عن نفسي أو عن والدي أو أولادي” ويقال عند الذبح ” بسم الله والله أكبر بسم الله والله أكبر بسم الله والله أكبر وعلى سنة رسول الله”.

واختتم أحمد ملا عثمان إمام وخطيب جامع الإمام أبي حنيفة في عامودا حديثه بالقول:” يجب أن يُعطى القصاب أجار ما قام بذبحه ولا يعطى له جلد الأضحية أو صوفها إنما يُعطى لبيت من بيوت الفقراء”.

بالنسبة للتوزيع فمن السُنّة أن يؤكل الثلث ويتصدق بالثلث ويدخر له الثلث، والأفضل أن يدخر شيئا قليلا لعائلته ويوزع الباقي على الفقراء والمحتاجين.

تختصّ الأضحية بالإبل والبقر والغنم ويدخل معه الماعز، ولا تصحّ الأضحية بغيرها من الحيوانات المأكولة كالغزال والارانب والديك الرومي والدجاج كما قال الفقهاء، لأن الله سبحانه جعل الأضاحي من الأنعام وأمر بذبحها تقرّبا إليه، فقال جلّ وعلا: “لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين”.

تمضي السنون وتتغير الأوضاع والأسعار، إلا أن ما يبقى ثابتاً هو التزام المسلم في عامودا وريفها بشعائر الله تعالى أيام الأضاحي حيث يرون ذلك واجبا اسلاميا بيّنه الله لهم, و تلك الشعيرة من موجبات التقرب إلى الله وزرع المحبة والتعاطف بين الأهل والجيران.

 

تقرير: بريندار عبدو

التعليقات مغلقة.