عن حياة ثاني أقدم شجرة في  الحسكة…!

56

حسكة_ Buyerpress

 تلة ترابية مسورة بعناية بين البيوت في حيّ الناصرة  تعلوها شجرة الكينا الباسقة قاطعة جزءا كبيرا من الفراغ بأوراقها الخضراء المتدلية وجذعها المنحوت بعشرات القصص التي تروي جانبا مهمّاً من حياة سكان الحي وبشكل خاص في أعياد ميلاد السيد المسيح.

السيد جميل صلبو من أوائل سكان الناصرة وشاهد حيّ على هذه الساحة والشجرة الوحيدة فيها، يقول: “في هذه الساحة كان هناك منزل ترابي بغاية الروعة عائد لعائلة بيت توما في أواخر الستينات من القرن الماضي، حيث بقي البيت قائما لمدة طويلة ثم تم إزالته من قبل الورثة وأصبحت ساحة البيت مرتفعا نتيجة الأنقاض المتبقية كأنها تلة في شارع بين البيوت”.

وأضاف صلبو” قام سكان الحي ببناء سور حول هذه التلة حتى يقي الشارع من التراب المنزلق وخاصة في موسم الأمطار،  وكما ترى بقيت هذه الشجرة المعمرة شاهدة على حقبة زمنية طويلة الأمد”.

أما السيد هراج  وهو صاحب مكتبة ايزلا  في حي الناصرة يقول:

“هذه الشجرة حسب معلوماتي هي ثاني أقدم شجرة في مدينة الحسكة وأعتقد أن الشجرة الأقدم موجودة الآن في مركز المدينة على زاوية كنيسة الأرمن الكاثوليك، أظن أن عمر شجرة الناصرة أربعين عاما على وجه التقريب”.

بيت توما سكنوا البيت وزرعوا  هذه الشجرة وبعد سنوات تركوا المنزل وتم إزالته وبقيت الشجرة، بعد أن أصبحت كبيرة جدا مع التقادم بالزمن، وأتذكر جذعها السفلي وقد غار وأصبح جوفا يتسع لعدة أشخاص اذا كان أهل الحارة يقيمون مغارة بيت لحم حول الشجرة وداخل الجوف الكبير للشجرة في ميلاد السيد المسيح .

ولكن في إحدى المرات تعرضت الشجرة للحريق بسبب ماس كهربائي ورغم ذلك بقيت الشجرة وحافظت على خضرتها وتم تغطية معظم الجذع بالتراب والآن  الشجرة عادت إلى الحياة بسبب اهتمام أهل الحارة.

الدكتور الصيدلي عمر نوحي من سكان الناصرة ومنزل أهله قريب من تلك الشجرة قال عنها:

“أتذكر  زينة عيد الميلاد كانت تزين هذه الشجرة الكبيرة في الأعياد وأتذكر أيضأ أطفال الحارة كانون يلعبون حولها وكانت ساحتها ملعبا ومستراحا لهم ولكن لم أكن من ذلك الجيل من الأطفال فقد كنت طفلا عندما كان المنزل قائما وقد أصبحت شابا عندما تم إزالة البيت بالكامل وبقيت هذه الشجرة”.

نشرت هذه المادة في العدد /82/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 1/8/2018

التعليقات مغلقة.