تحرير المرأة هو عينه تحرير الرجل..الفكر الحر وليس الجسم الحر

63

 

Buyer

حاورها: كولوس سليمان

– من هي هناء داوود؟

هناء فتاة تنحدر من عائلة كردية، تنتمي إلى المعاناة الكردية والألم الكرديين، أنتمي إلى الجيل الذي فرضت عليه ثوب التقاليد والأعراف والتدين، وما زاد الطين بلة إني من عائلة مكتومة القيد.

الفتاة التي ترعرعت في هذه الظروف الصعبة تساءلت عن الحقيقة الكامنة وراء ما هو قائم بحكم العادة وبدأت ترفض الواقع الموسوم بالعار، والضريبة كانت الابتعاد رويدا رويدا عن كل ما يميّز الفتيات البسيطات ذوات الأحلام البسيطة. عندما كانت الفتاة العادية تسعى لشراء الذهب أو ما شابه كنت أنا أشتري الكتب.

– ما الذي كسبته هناء من خصوصيتها وما الذي فقدته؟

لست نادمة على ما أنا عليه وإن كانت خصوصيتي متعبة للغاية. حملت هما ثقيلا من البداية، ففي المراحل الأولى من حياتي كانت مداركي أوسع من وعي طفل أو سذاجة مراهق، بالتالي أستطيع أن أقول أني لم أعش تلك المرحلة كما يجب حسب المفهوم العام، بدأت مبكرة مع عالم الفكر والثقافة والأدب وتعرفت على الكاتبة نوال السعداوي والتي شكلت اللبنة الأولى من شخصيتي. أقولها بصراحة لو عدت للمراحل السابقة من حياتي لاخترتها بالصورة التي عشتها قبلا، فالمرأة التي تؤمن بحقها ستتميز حقا.

– ما هو تأثير الكاتبة المصرية نوال السعداوي على شخصيتك؟

في مرحلة الانتقال من الطفولة إلى البلوغ تعرفت على هذه المرأة من خلال نتاجها الفكري والأدبي. وبدل التواري عن الأنظار علمتني أن هذه الحالة الأنثوية هي قوتها الحقة ولا يجب أن تكون سببا في الشعور بالدونية، نوال علمتني أنوثتي وأن أقف في وجه الثقافة التي ترفض الحالة الفيزولوجية السيكولوجية عند المرأة. في الوقت الذي كان المجتمع يعمل على إضعافي، كانت نوال تدعمني حتى أكون ما أنا عليه، كائنا طبيعيا.

– هل كانت ردة فعلك عنيفا تجاه المجتمع وهل فرزت الردود أخطاء؟

 الوعي يلعب دورا كبيرا في عدم الانجرار إلى مظاهر التحرر، فالأخير ليس من الخارج كاللباس والبهرجة، بين الوقاحة والجرأة شعرة، أنا أطالب بحقي وليس أكبر من ذلك، للأسف مجتمعنا بشكل عام يعتبر أبسط حقوق المرأة شذوذا. في قصيدتي “لا وقت لديه لي” أقف أمام الأنا الذكورية المريضة المفعمة بالفساد والأنانية، وليس ضد الذكر، فهو ليس عدوا, وأنا ضد الأخطاء وليس الأشخاص.

العلاقة بين الطرفين تشاركية وليست تنافسية. إذا لم تتحرر المرأة فلن يتحرر الرجل لأنهما ليسا كائنين منفصلين بل يكمل أحدهما الآخر.

ولكي أتجنب الأخطاء يجب أن يعلم الجميع أن حرية المرأة ليست شعارا والبناء يكون دائما من الداخل وليس العكس.

فالتحرر من الخارج كاللباس والبهرجة يكون مثله كمثل من يبني بيتا دون أساس أو دواعم فلا يمكن أن ننتظر صموده والسقوط حتمي بالتأكيد. فأنا أدعو إلى الفكر الحر وليس الجسم الحر.

– ما هي ثمار تلك المرحلة وماذا أعطت هذه التجربة الشخصية من تأثير؟

على الصعيد العائلي وجدت هذا الاهتمام الجميل بالثقافة والفكر والأدب وخاصة عند الأطفال الذين تم توجيههم إلى المختلف المتميز. ذاتيا أشعر بالراحة عندما أجد نفسي ذات فعالية وتأثير.

أقوم بدوري بمساعدة قريناتي أن يعرفن أنفسهن ويدركن أنهن لسن سلعا وإن لهن حقوق إلى جانب واجباتهن ليكن جميلات من الداخل وهذا الأهم.

– ماذا قدمت هناء على الصعيد الأدبي والفكري؟

أنا خريجة كلية الأدب العربي وعملت في منظمة آسو لمناهضة العنف ضد المرأة من خلال الاستبيانات والدراسات والمقالات عن المرأة. بالإضافة إلى ذلك عملت على إحياء أمسيات شعرية في مدن عديدة.

لي ديوان شعر بعنوان ” والنجوم تسافر أيضأ” عام 2014 وكتاب فيه بحث عن تجربة عمر حمدي مالفا وهو جمع وإعداد. قيد الطباعة ديوان شعري بعنوان “أربعون هزيمة وأنا”.

هناء داوود من مواليد دير الزور وتعيش الآن في مدينة الحسكة حي العزيزية، لها محاولة في كتابة الرواية، نأمل أن ترى النور قريبا.

نشرت هذه المادة في العدد /82/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 1/8/2018

التعليقات مغلقة.