أربع رسائل بيضاء ..

52

 

(1)

أبيض من قلب الثلج

أرق من راحة يد الضباب

أكثر عشقاً من مزهرية مريم

أخشن من جبهة أشجار الصنوبر

أتسلق برج كبريائك

أقترب من صوتك

أمزق المسافة

و أحرق الصمت

و أبحث عن موطني على خطوط يديك

فأغرق في بحر ليلة ياقوتية

قي قعر كأس من العشق الأخضر

(2)

على الجهة الأخرى من الشارع

قريباً من الشارع الخلفي للقول

من كعب الوجود أبدأ البدء

من أخمص قدم التعبير

من حنجرة الصمت المسكونة بالصراخ

أطلق صرختي

أتسلق سلم الشك

درجة درجة

على مسافات من الغضب و الوجع

أنثر خطواتي

في مساء العمر

أجلس على أريكة الذكرى

بأقلام مكسورة الخاطر

ملئى بحبر النسيان

حبلى بالنحيب و البكاء

أكتب حزني على جدران

هذا الكون الزائل

أرسم أنفاسي

على زجاجة هذا الرحيل

الذي سيدفن عيوني يوماً

في مزهرية العدم

أضع خطاباتي البيضاء

و أعبر بها أزقة المطر

و أعطيهم لطائرات خيالي الورقية

(3)

سلام على منتصف العمر

على رسائل بيضاء فارغة

سلام على ظل الصوت

على صدى النظر

سلام على تضاريس الحديث

سلام على آثار أقدام الكذب الصادق

و آثار أصابع الصدق الكاذب

سلام على رسائل كاذبة

أركض وراءها

أقيم بين حروفها

طقوسي المجنونة

أقترب من حدقة عينيك

و المسافة تجلد خطوتي

و أعود إلى الصمت

أعود أنتظر

أصحو على سراب الكلمات

و يفاجئني “اللاشيء”

برسالة أخرى بيضاء

تساقطت حروفها

على المسافة ما بين الكذب و الصدق

(4)

كل الطرق في الدنيا تبدأ و تمتد و تنتهي

إلا طريقاً ياخذني إلى قلبك

لا إبتداء له و لا إمتداد له

لأنه لم و لن يبدأ يوماً

النور كل النور يأتيني من عينيك

الصوت كل الصوت يأتيني من شفتيك

و أنا مازلت خلف جدران هذا الليل الأسود

لا أملك حتى قنديلاً يضيء

غرفة إنتظاري

كأنني سطر وقعت من

قصيدة بلا عنوان

نشرت هذه المادة في العدد /81/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 15/7/2018

التعليقات مغلقة.