في مثل هذا اليوم…حريق سجن الحسكة المركزي

102

 

تمرّ اليوم الذكرى الخامسة والعشرين على حريق سجن الحسكة المركزي والذي حدث في 1993/3/24 وراح ضحيته 61 شخصاً من السجناء بينهم 25 من الكرد.

وكان السجناء قبيل حادث الحريق يعيشون أوضاع صعبة نتيجة الفساد المستشري بين عناصر الحراسة وإدارة السجن من جهة ومن جهة أخرى.

وجمع النظام البعثي في ذلك السجن بالمعتقلين السياسيين مع المعتقلين من جرائم السلب والنهب والمخدرات لخلق التناقضات داخل مهاجع السجن.

يؤكد أكثر من سجين في سجن الحسكة أن الحريق الذي نشب في حوالي الساعة السادسة مساء بتاريخ الرابع والعشرين من شهر آذار 1993 وتسبب في حرق المهجع الثاني في سجن المركزي بالحسكة، كان سببه تواطئ ادارة السجن مع مجرمي المخدرات في السجن بافتعال الحريق.

ويروي شهود الحدث أن ادارة السجن وزعت مادة الكاز على السجناء الذي كان مفقوداً من قبل وأخبروا السجناء بأن الكاز سينقطع لذلك خزن السجناء كمية كبيرة من مادة الكاز التي تسببت في سرعة اشتعال المهجع، وبعد قيام تلك المجموعة التي كانت على علاقة مع ادارة السجن بافتعال الحريق، نشب الحريق في المهجع ورغم تعالي اصوات السجناء إلا أن ادارة السجن لم تفتح الابواب.

وبدأت النيران تتوسع و تخرج عن السيطرة وخاصا مع تواجد كميات كبيرة من مادة الكاز داخل المهجع وفي هذه الأثناء قام قهرمان علي وهو احد السجناء في المهجع الثالث بفتح باب المهجع بالمفتاح الذي أخذه من السجان بالقوة بعد ان حاول الهرب من المكان وبدأ السجناء بالخروج من المهجع ولكن نتيجة طول المهجع الذي يصل الى حوالي 30 مترا واتساع رقعة النيران حالت دون خروج كل السجناء من المهجع وأدى الحريق إلى مصرع حوالي 61 سجينا واصابة الآخرين بالجروح وحالات الاختناق نتيجة الدخان المتصاعد من الحريق، وبحسب أقوال شهود الحدث أن جميع السجناء في المهجع فقدوا حياتهم اختناقاً بعد أن نالت منهم النيران .

وعلى أثر الحادث قامت السلطات السورية بتنفيذ حكم الاعدام بحق أربعة اشخاص بتهمة تسببهم بافتعال الحريق داخل المهجع الثاني في السجن ولتخفي بهذه الطريقة ملابسات القضية و دورها فيه.

وتفي شهادات الناجين بأن النيران التهمت إحدى المهاجع، في تمام الساعة الحادية عشرة ليلاً ووصلت إلى المهاجع المجاورة، لتحرق كلّ شيء تصادفه، فيما أوصدت أبواب المهاجع، ولم تحاول السلطات فتحه أو إطفاء الحريق.

ويقول ناجون أن إدارة السجن “أمرت برش المهجع الذي احترق بداية بمادة بودرة بيضاء ذات رائحة زكية (أرضية وبطانيات) بحجة مكافحة الحشرات، حيث لب النار بشكل مفاجئ في تلك المادة بسرعة هائلة دون قدرة السجناء على إخماده”.

وقد جاء في تقرير قائد شرطة الحسكة حينها إلى وزارة الداخلية لاخفاء معالم الجريمة , تحت الرقم 1321|ص:

أن مسببي الحريق هم مجموعة من مدمني المخدرات. وبعد شهرين أعدم المتهمون الخمسة وهم: علي محمود قاسم مواليد الحسكة 1966، فريد محمود الجبري مواليد الحسكة 1972، قهرمان جمهور محمد مواليد قامشلو 1961، محمد أمين محمد مواليد ديريك 1968، محمد فرحان سكفان مواليد قامشلو 1965.

جدير بالذكر أن سجن الحسكة بني في الستينات من القرن الماضي أثناء الوحدة السورية المصرية، وهو مخصص لحوالي مأتي سجين، لكن السلطات السورية كانت تزج فيه أكثر من 700 شخص.

 

التعليقات مغلقة.