الناطق باسم (YPG) لـ Buyer :عفرين لن تسلم للنظام.. الإدارة الذاتيّة هي التي من ستديرها

102

 

أردوغان في مأزق كبير.. كان يفكر باحتلال الشرق الأوسط والوصول إلى القدس ..لكنه الآن لا يستطيع أن يصمد في قرية صغيرة بمدينة عفرين

 نوري محمود الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب (YPG) لـBuyer :عفرين لن تسلم للنظام.. الإدارة الذاتيّة هي من ستديرها إلى أن يكون هناك حلّ لسوريا.. نحن لم نخاطب النظام.. نحن خاطبنا الجيش السوري

– نمتلك أسلحة مضادة للطائرات، قمنا بشرائها من السوق السوداء وطورناها، كانت تركيا قد زودت التنظيمات الإرهابية بذلك السلاح.

نحن دعونا الجيش السوري إلى عفرين, ومن جاؤوا وقاموا برفع العلم السوري, فهي مجموعات تابعة للجيش السوري, وهي غير قادرة على وقف الحرب.

– بيشمركة روجآفا هي ليست لروجآفا, نرى الموقف السياسيّ للذين يتبنّون “البيشمركة”، أنّهم دوما يحاربون ثورة شمال سوريا.

– سوريا لديها بحر، وسوريا الفدرالية ستكون على البحر.  مشروعنا هو لكلّ سوريا.

روسيا أرادت المضيق وخط أنبوب الغاز الطبيعي من تركيا، شركات المافيا هي التي تحكم روسيا.

 

أجرى الحوار: أحمد بافى آلان

– جنرال نوري محمود في البداية، لو نتحدث عن هيكلية قوات حماية الشعب(YPG) في روجآفا؟

وحدات حماية الشعب، هي وحدات ثوريّة تأسست مع بزوغ الثورة، وبدأت بحماية الشوارع من ثم المدن, وبعد تمدّد الإرهاب في المنطقة, ووصل لدرجة أن يمتد إلى مدن أخرى، تم دعوتنا من قبل الشعب في تلك المدن كمنبج والرقة ودير الزور, هي بالمجمل قوى ثوريّة تحمي المجتمع، وتفسح المجال أمامه ليقوم بالتشاور والتحاور لإنشاء مشاريع جديدة لحلّ أمورها, ونلتزم بقرارات المشاريع المجتمعيّة، مثلا في الوقت الذي كنّا نحمي فيها الشوارع قام الشعب بإنشاء الكومينات وبيوت الشعب, وفي الوقت الذي كنّا نحمي فيه المدن قام الشعب بإنشاء المقاطعات ومن ضمنها الهيئة التنفيذيّة والتشريعيّة، والعدالة, ومن ثم فدرالية شمال سوريا حيث تمّ إنشاء قوة أكبر والتي هي قوات سوريا الديمقراطيّة.

– عسكرياً وسياسياً لمن تتبع وحدات حماية الشعب والمرأة في روجآفا؟

هي مؤسسة تابعة للمجتمع وتعمل لمصلحة المجتمع والقرارات التشريعيّة في المجتمع, لذلك أنا ركّزت على إنشاء الكومينات وبيوت الشعب في الشارع، ومن ثم المقاطعات في المدن ومن ثم  فدرالية شمال سوريا، ننتمي للمجتمع.

– أيضاً لو نتحدث عن السبب الرئيس لبقاء هذه الوحدات باسمها، بعد تشكيل قوات سوريا الديمقراطية؟

حتى الآن، قوات سوريا الديمقراطية هي سقف للقوات الموجودة في شمال سوريا، مثل وحدات الشعب والمرأة وكذلك قوات الدفاع الذاتي، المجلس العسكريّ في منبج والرقة ودير الزور،  والمجلس العسكري السريانيّ، والصناديد، كل هذه القوات مجتمعة تحت سقف قوات سوريا الديمقراطية ضمن تحالف حسب فدرالية شمال سوريا.

– في الفترة الماضية، أعلنتم عن تأسيس فوج روجآفا باسم وحدات حماية الشعب وإعلان الانتساب للفوج وبرواتب جيدة وضماناتٍ صحيّة واجتماعية للمقاتلين، من الدّاعم لتشكيل هذا الفوج، وأين وصلت عملية بناء وتأسيس الفوج؟

طبعا المشاريع تطورت في شمال سوريا، بداية من الشّارع إلى شمال سوريا عامّةً، هذه المشاريع كانت ذو أبعاد عدّة، كبعد الحماية، والاقتصاد والقانون والعدالة والتربية والصحّة، وكلما تطورت هذه المشاريع كلما تطورت المؤسسات, فهذه الضمانات من قبل وحدات حماية الشعب، بل هي من قبل المشاريع التي طورها وأنشأها المجتمع في إطار المناطق التي  كنّا نحميها, وحتى الرواتب التي تتحدث عنها بأنها رواتب جيّدة، لا تكفي مقاتلينا.

– أين وصل المشروع حتى الآن؟

هو مستمرّ حتى الآن، ولكلّ منطقة أفواجها، طبعا تسميتها هي قوات  حماية شمال سوريا وروجآفا، توجد أفواج في منبج، دير الزور ومناطق أخرى, ومفهوم الفوج أنّه عبارة عن قوة تكون جاهزة للتدخُّل.

– نعود ونتحدث عن الحدث الأبرز والأهم، وهو الهجوم التركي برفقة مسلحي التنظيمات المعارضة للنظام السوري ضدّ مدينة عفرين، بدايةً كيف تابعتم التحضيرات التي بدأها الجيش التركي؟

حقيقةً، الجيش التركي مؤسسة عليها أن تحمي تركيا وشعب تركيا, ولكن ما نراه الآن أنّه يقوم باحتلال أراضي سوريا, ويقوم بتهيئة الأرض لحربٍ لا قانونيّة ولا أخلاقيّة, ولمشاريع دكتاتوريّة للسلطان التركي الحالي أردوغان، وما سميتهم بالمعارضة السوريّة, هم ليسوا معارضة, وأنتم كإعلاميين شهود على فترة سبع سنوات من ما أسموه بالثورة, هم حقيقة كانوا يعملون لدى السلطات التركية كعتّالة لنقل البنية التحتيّة السورية إلى  تركيا، والآن يدخلون لعفرين ويسرقون الممتلكات, وبإمكاني القول إنّ هذه القوات والمنظمات الإرهابيّة كجبهة النصرة وداعش داعمين لمشروع السلطان العثماني المتطّرف الحالي، كما كانت نفس الذهنية تدير مشروع الإخوان المسلمين وداعش, ورئيس الوزراء التركي السابق  طرح على الرئيس السوري أن يتنحّى  لصالح الإخوان المسلمين، هؤلاء هم كانوا أساس الإرهاب في سوريا والمنطقة ، وجاؤوا اليوم تحت اسم المعارضة السورية ليحاربوا  لصالح تركيا، لأنّ لأردوغان مشروع هو قطع جزء من أراضي سوريا وضمّها لتركيا كما فعلت الدولة التركية قبل الآن في لواء اسكندرون، والآن  تدّعي الدولة التركية أنّ هناك في تركيا 3 ملايين ونصف من سكان سوريا  مهجَّرين في تركيا ، تم منحهم الجنسيّة التركية, ويريد الآن عبر هذه العملية تغيير الديمغرافية بتوطينهم في عفرين, ويقوم بإنشاء ولاية حلب من جديد.  

– كيف كانت تحضيراتكم لهذا الهجوم الذي تشنّه ثالث قوة عسكريّة في العالم وهي ضمن الناتو، ضدّ وحداتكم في عفرين؟

الاستراتيجية الحالية في عفرين واجهناها قبل الآن في سري كانييه، حينما هاجمتنا جبهة النصرة والقاعدة، وفي نفس الوقت واجهناها في كوباني, وفي هذه الفترة اكتسبنا تجارب ضدّ هذه  الاستراتيجيات التي تحاربنا الآن في عفرين، واليوم نحن في عفرين نعي كيف عقل مخطِّط الهجمات التي تستهدفنا, وكما ترون أنّ الشعب في عفرين يقاوم, ومعهم وحدات حماية الشعب والمرأة, وحتى الآن- ورغم دخولنا الشهر الثاني، وكما قلت أحد أكبر الجيوش تحاربنا في عفرين- لم يحقق أي تقدم يُذكر بريّاً, تقدّمه في بعض القرى المحاذية للحدود فقط, حتى الآن هذه القرى هي مناطق ساخنة.

– هل لديكم السلاح الكافي لمواجهة الجيش التركي، وقد صمدتم حتى الآن لأكثر من شهر؟

طبعاً، قواتنا لا تقارن مع الجيش التركي الكبير, وسلاحنا أيضاً لا يقارن، لأنهم يمتلكون كل التقنيات المتطورة في العالم، وبنفس الوقت فهو يمتلك عدد كبير من المقاتلين بالتعاون مع إرهابيين ذو خبرة في الإرهاب، لكن ما نقوم به هو قراءة عقل هذا الاحتلال, ووضع مخططات عسكريّة حسب عقل هذا الاحتلال, ونحن نقاوم بأسلحة بدائيّة.

– يقول بعض المحللين العسكريين، إنّ الطائرات التركية أربكت قواتكم، هنا أود أن أسأل ألا تملك وحدات الحماية وقوات سوريا الديمقراطية أسلحة مضادة للطيران؟

تعلمون أنّ عفرين محاصرة من الجهات الأربعة, والأسلحة التي حصلنا عليها هي من السوق السوداء عن طريق التجار, في اعزاز والباب وجرابلس, وهي الأسلحة التي قدّمها الجيش التركي للإرهابيين في تلك المناطق, وقمنا بشرائها في السوق السوداء عن طريق التجار، عن طريق وسطاء تجار.

الطائرات لم تكن بقوة السيارات المفخخة لداعش، نحن واجهناها، لكن الطائرات تقصف المدنيين والأطفال النازحين في عفرين، تهجم على موارد الحياة والبنية التحتية، والمخابز والمساجد، السلاح الجويّ لم يخدم تقدم جيش السلطان التركي وإرهابه.

– برأيك، هو يحاول إرباك القوات، ودفع الشعب للنزوح؟

نحن لا نملك أسلحة مضادة للطيران، لكن الجبال تساعدنا جداً ضد هذه الطائرات.

– هل أنتم ممنوعون من امتلاك هذا النوع؟

مثلما قلت لك نحن نحصل على هذه الأسلحة من السوق السوداء وليس هناك طرف آخر في العالم داعم لعفرين حتى الآن.

– الجنرال سيبان حمو أوضح لصحيفة الشرق الأوسط، بأنّكم تمتلكون هذا النوع من الأسلحة وتمّ شراؤها من السوق السوداء وقمتم بتطويرها, يعني أفهم منك أنّ قواتكم في عفرين تمتلك هذا النوع من الأسلحة؟

نعم تمتلكه, وقامت بشرائه من السوق السوداء.

– هناك تنظيمات كجبهة النصرة تمتلك هذا النوع من السلاح، من أين تحصل النصرة برأيك على هذا السلاح؟

هذا واضح جداً, مصدرها الجيش التركي، وهي الآن موجودة وتحاربنا في عفرين مع الجيش التركي، والطائرة الروسيّة التي وقعت في إدلب، كانت بسلاحٍ تركي مضاد للطيران.

– هل كنتم تتوقعون أن تهاجم تركيا مدينة عفرين بهذه القوة الضخمة؟

طبعاً، كنّا نعلم أن تركيا ستهاجم, وكنّا على علم بذلك, وتقوم بحركات دبلوماسيّة، تقف أمامنا في أي مكان ننضم فيه للحوار إنْ كان في أستانة, أو جنيف، أو سوتشي، ولا تريد الحوار والاستقرار في سوريا، وما تفعله الآن هو زعزعة الاستقرار من أجل إفشال هذا المشروع الذي قد يؤثر على المجتمع التركي.

نحن لم نفتح الطريق لأي طرف، نحن قمنا بالاتفاق ضد الإرهاب, واليوم دعونا الجيش السوري للوقوف في وجه الإرهاب والاحتلال التركي، وإذا لم يقم الجيش السوريّ وروسيا بالوقوف في وجه الاحتلال والإرهاب، حينها، أيّ قوة أخرى تساعدنا سنفتح لها الطريق”

– حسناً، لو نسأل هنا جنرال نوري لماذا عفرين وليست قامشلو أو  ” كوباني” مرة أخرى؟

عفرين بالنسبة لهم هي ولاية حلب, وهي المنطقة الأكثر محاصرةً, وهي بوابة بالنسبة لهم, إذا فشلنا في عفرين قد يتقدمون إلى أطراف أخرى ويتجاوزون سوريّا ويقومون باحتلال بلدان الشرق الأوسط كما فعلوا في الماضي, وكما قاموا بهذا المشروع عن طريق الإخوان المسلمين وداعش, فاليوم عفرين هي النقطة الأولى, أو بوابة الدخول إلى مشروعه الكبير.

 

– برأيك هل تأكدت تركيا أنّ المشروع الفيدرالي بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه وتثبيته على الأرض حتى أقدمت على هذه العملية العسكرية؟

نحن نؤمن بربيع الشعوب وما نراه في عفرين هو ربيع الشعوب- كما ترون- ما نشاهده في عفرين منذ أكثر من شهر، شعب عفرين لم يخرج، وبل توجه أهالي الجزيرة والمناطق الأخرى إلى عفرين أيضاً، لذا فأنّ هذه الثورة ستستمرّ، مهما كان الوضع. تعلمون أنّ سوريا قدّمت مئات الآلاف من أجل تغيير الأنظمة, واليوم عفرين تقاوم بدل كل الثورات التي حصلت، وبالتأكيد المقاومة ستستمر في عفرين حتى النهاية, ليس فقط لتثبيت مشروعنا الفدرالي، نحن نقترح مشروع التحاور، و نقترح مشروع الفدرالية الديمقراطية، قد يكون هناك مشاريع أفضل من مشاريعنا, فالتحاور هو الذي سيوصّلنا إلى سوريا الديمقراطية المستقبلية،  وإذا كان هناك مشروع آخر من قبل أي جهة معارضة, من الممكن أن نتحاور عليها إذا كان لكل المكوّنات والأطراف السياسيّة إرادة في هذا المشروع.

– بحسب المتابعين، فأنّ تركيا تأكدت أنّ الكرد سيصلون إلى المياه الدافئة(البحر الأبيض المتوسط) وسيوصّلون كانتون عفرين مع الجزيرة وكوباني، كيف ترد بشان ذلك؟

دع المحللين وشأنهم, نحن نريد وحدة الأراضي السورية، ومن صرّح من حركة المجتمع الديمقراطي (Tev_Dem) بهذا لا يمثلونني، بإمكانك أن تسألهم.

نحن في سوريا نريد أن نصل إلى المياه الدافئة, سوريّا التي تحتوي الكرد والعرب والأرمن، والآثور والشركس.

سوريا لديها بحر، وسوريا الفدرالية هي على البحر.  مشروعنا هو لكلّ سوريا, نحن نقترح مشروع الفدرالية لسوريا كلها، حتى دمشق، يجب أن تكون سوريا موحَّدة وداخلها مشروع فدرالي يمثّل جميع المكونات والثقافات الموجودة في سوريا، لذا فأن الشاطئ السوري لكل السوريين، بكرده وعربه، وكل المكونات.

– لقاءات عديدة جرت قبل الهجوم التركي بين قائد وحدات حماية الشعب الجنرال سيبان حمو والروس، أهم ما جاء في تلك اللقاءات وماذا كان يطلب الروس وأنتم رفضتم حتى جرى هذا الهجوم على عفرين؟

نحن دوما كنّا نتحاور مع الروس من أجل حلّ القضية السورية, وسوتشي كان  إحدى أسباب الحوار, وبعد مناقشة إنهاء داعش في المنطقة, كان  سوتشي أمل أن يكون منصّة الحوار  للقضية السورية عامة, ولكن تركيا أعاقت حضورنا فيه, واتفقت مع روسيا بتنازلاتٍ تركيّة لشركات روسيّة إنْ كانت أنابيب الغاز أو مضيق إسطنبول أو النظام الجمركي الموجود أو التحضيرات لاتفاقية سايكس بيكو التي هي على وشك الانتهاء, ففتحت الطريق لتركيا لاحتلال أراضٍ سوريّة.

العدد المؤكد من خسائر الجيش التركي ومرتزقته حتى الآن هو 1219 قتيل ما بين الجيش التركي والإرهابيين وتدمير 66 آلية ما بين دبابات ومصفحات وسيارات، كما تم إسقاط مروحتين وطائرة استطلاع وطائرة “درون”

– لماذا لم تتفق روسيا معكم؟

روسيا أرادت المضيق وخط أنبوب الغاز الطبيعي من تركيا، شركات المافيا هي التي تحكم روسيا.

– أنتم تتهمون روسيا مباشرة بما حصل في عفرين؟

نحن نتّهم الشركات الموازية للحكومة الروسيّة التي تتكلم باسم الشعب الروسي والدولة الروسية، والرئيس الروسي على ما يبدو تحت تأثير هذه الشركات.

– أمريكا أعلنت بأنّها لا تستطيع التدخُّل في عفرين والوحدات في تحالف عسكري مع قوات التحالف التي تقودها أمريكا، برأيك هل تخلت أمريكا عنكم في عفرين أم أنّها بالفعل لا تستطيع التدخل والمساعدة، لو أمكن أن تشرح لنا هذه الجزئية؟

ما نراه من مواقف عالمية تجاه تركيا غير قادرة على إيقاف الحرب والاحتلال التركي لعفرين, رغم أننا أعلننا للعالم أننا من الممكن حلّ أي قضية عن طريق الحوار بشكل ديمقراطي, ولكن ما تقوم به السلطة الحالية في تركيا يشبه تعامل داعش مع سوريّا والمنطقة، فهي تفرض نفسها على العالم وتستغل الناتو والجيش الموجود في اتفاقية الناتو, ولكن حتى الآن فأنّ الدول العظمى التي تدّعي أنها جاءت لمحاربة الإرهاب والعمل على استقرار سوريا، لا تقف في وجه من يزعزع الاستقرار في سوريا.

لم نوجّه نداء, وما نراه أنّهم ليس لديهم أي شعور طبيعي بالمسؤولية تجاه البلد والوطن، عليهم العودة من هذا الطريق، نحن لا نتدخل بالأمور السياسية , ولكن كمتابعين تصريحاتهم لا تخدم سوريا والمجتمع الكردي”

  • لم لا تتواجد أمريكا في عفرين؟

لها حججها، وتقول إنّ هذه المنطقة تحت السيطرة الروسيّة, وعليها أن تقوم بهذا العمل، وروسيا تتفق مع تركيا بصفقات رأسمالية رغم أنّها دولة اشتراكيّة, ولكن تتفق مع تركيا بهذه الصفقات.

– أيضاً أمريكا أعلنت رسمياً هذه المرة، أنّها متواجدة على رأس قوات التحالف في شرقي الفرات، ولن تسمح بأن تتكرر تجربة عفرين في مناطق تواجدها، هل نفهم  أنّ أمريكا ستدافع عن كانتون الجزيرة حتى شرقي الفرات إن حصل هجوم مماثل لما حصل في عفرين؟

طبعاً، على أمريكا أن تقوم بها لأننا في شمال سوريا حاربنا داعش سوية وما زلنا نحارب في دير الزور, وحققنا انتصارات كبيرة للعالم أجمع، وبنفس الوقت نحن الآن متفقين على جلب الاستقرار لسوريا مع قوات التحالف وأمريكا, وهي أعلنت قبل الآن أكثر من مرّة عن التزامها بالدفاع عن شرق الفرات، ولكن نحن كقوات سوريا الديمقراطيّة، ووحدات حماية الشعب والمرأة كنا نحمي هذه المنطقة قبل قدوم أمريكا وسنبقى نحميها، وإذا كان هناك تعاون آخر نحن نرحّب به، وعلى الدول العظمى وخاصة أمريكا القيام بواجبها، ونحن مستمرون حتى الآن بالبقاء ضمن قوات التحالف رغم الموقف الضعيف لأمريكا؛ بسبب وجود تركيا في الناتو.

– لو انتصرتم في عفرين هل ستفتحون الطريق للأمريكان للوصول إلى هناك؟

نحن لم نفتح الطريق لأي طرف، نحن قمنا بالاتفاق ضد الإرهاب, واليوم دعونا الجيش السوري للوقوف في وجه الإرهاب والاحتلال التركي، وإذا لم يقم الجيش السوريّ وروسيا بالوقوف في وجه الاحتلال والإرهاب، حينها، أيّ قوة أخرى تساعدنا سنفتح لها الطريق.

– أهم الإحصائيات التي لديكم بشأن قتلى الجيش التركي والمليشيات المرافقة له وخسائره في الهجوم على عفرين؟

العدد المؤكد من خسائر الجيش التركي ومرتزقته حتى الآن هو 1219 قتيل ما بين الجيش التركي والإرهابيين وتدمير 66 آلية ما بين دبابات ومصفحات وسيارات، كما تم إسقاط مروحتين وطائرة استطلاع وطائرة “درون”.

– أيضاً لو نتحدث عن خسائركم البشرية ممن فقدوا حياتهم في مدينة عفرين  من مقاتلين ومدنيين؟

   الشهداء المدنيين أكثر من 180، ما بين طفل وامرأة وكبار سن، وبينهم نازحون, إضافةً لما يقرب من 500 جريح من المدنيين، أما بالنسبة لمقاتلينا فقد وصل عددهم حتى الآن إلى 177 شهيداً.

– هناك أنباء من عفرين،  أنّ الجيش التركي استخدم أسلحة كيمياوية محرَّمة دوليّاً ضد المدنيين في عفرين، كيف تابعتم الأمر، وهل ثبت الهجوم الكيمياوي ومع من تواصلتم من الدول الغربية بشان ذلك؟

حسب تصريحات الهلال الأحمر الكردي والمجلس الصحيّ بعفرين, شخّصوا ست  حالاتٍ تأثرت من الغازات السّامة (غاز الكلور) وكان هناك حكة في الجلد إضافة لضيق نفس, وسيلان دموع، ويشتبه في بعض القذائف التي قصفوا بها عفرين أنها قذائف تحتوي مواد كيماوية, وقامت مؤسساتنا بالتواصل مع الجهات المعنية.

– سياسياً، هناك طرف كردي وهو المجلس الوطني الكردي ضمن الائتلاف المعارض وقوات الأخير ضمن من يهاجم على مدينة عفرين، هل وجهتم نداء بشأن ذلك للمجلس الوطني الكردي، أم أن وحدات الحماية لا تتدخل في الأمور السياسية؟

لم نوجّه نداء, وما نراه أنّهم ليس لديهم أي شعور طبيعي بالمسؤولية تجاه البلد والوطن، عليهم العودة من هذا الطريق، نحن لا نتدخل بالأمور السياسية , ولكن كمتابعين تصريحاتهم لا تخدم سوريا والمجتمع الكردي.

– منذ أيام وبحسب دعوة من الإدارة الذاتية في عفرين لبت قوات النظام السوري الدعوة وتوجهت مجموعات شعبية للدفاع عن عفرين، برأيك لماذا سميت بالمجموعات الشعبية المقاتلة، وليست بقوات الجيش السوري؟

نحن دعونا الجيش السوري إلى عفرين, ومن جاؤوا وقاموا برفع العلم السوري, فهي مجموعات تابعة للجيش السوري, وهي مجموعات غير قادرة على وقف الحرب، وها نحن في يومنا الثامن والجيش التركي لم يقف قصفه والحرب مستمرة, رغم قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النّار الذي رحبنا به وأعلنا التزامنا عبر بيانٍ رسميّ، وما نراه أن هذه القوة  التي قدمت لعفرين لا يمكنها وقف الاحتلال حتى الآن، وعلى الجيش السوري القيام بواجبه القانونيّ والحقوقيّ حسب المواثيق الدولية.  

– وافقتم على دخول تلك المجموعات إلى وسط عفرين ورفع العلم السوري وصورة الرئيس السوري في عفرين التي هي تحت سيطرتكم من سبعة سنين, وماذا أردتم من ذلك؟

حتى الآن، العالم يخاطب هذا الجيش كجيش سوريّا, ونحن أردنا من ذلك وحدة أراضي سوريا، نرى أن القضايا الأخرى تأتي بعد وحدة الأراضي السورية، لأنه إذا لم تبقَ سوريا لا يمكننا مناقشة الوضع السوري، هنالك احتلال يهدف لاقتطاع أجزاء من سوريا, ونحن أردنا أن يأتي الجيش السّوري ويحمي وحدة أراضي سوريا حسب المواثيق الدولية, والقضايا الأخرى تأتي بعد ذلك.

– هل تعتقدون أنكم وضعتم الرئيس التركي أردوغان في (خانة اليك) بهذا العمل؟

أردوغان في مأزق منذ بدايته، هو كان يفكر في الشرق الأوسط, وكان يفكر بفتوحات وبالذهاب للقدس, كانت له مشاريع كبيرة, هو الآن يحاول أن يحارب قرية صغيرة.

– أهم ما جاء في المفاوضات بين الوحدات والجيش السوري بخصوص الدفاع عن عفرين؟

هي كانت دعوة في إطار قانوني، وآلية دخول الجيش السوري إلى حدود عفرين، الجيوش تُؤسس لحماية الحدود.

– من سيدير عفرين بعد انتهاء الحرب؟

ستقوم الإدارة الذاتيّة بإدارتها إلى أن يكون هناك حلّ لسوريا، ولن يتم تسليمها إلى مؤسسات النظام. نحن لم نخاطب النظام, نحن خاطبنا الجيش السوري، وبوسعهم إقامة قواعد عسكرية على الحدود إذا لزم الأمر, لأنّ هذا حقّ قانوني حسب المواثيق الدولية.

 

– هل وضعتم حليفكم الأمريكي بشأن التفاوض مع النظام مسبقاً ولاحقاً في حيثيات التفاوض؟

كلّ العالم يعلم ذلك، وليست هناك مفاوضات, المفاوضات تكون حينما يكون هناك استقرار, أمّا كدعوة فالكل يعلم وحتى الحليف الأمريكي.

– كيف كان الموقف الروسي وشروطه من المفاوضات مع النظام بشأن عفرين؟

هو موقف سيء؛ لأنّه يقف إلى جانب القوات التركية، خرج عن الأخلاق والقوانين الدولية، فتح سماء عفرين وسحب قواته منها, كان عليه أن يتعامل في إطار خفض التصعيد في المنطقة.

هل صحيح أنّكم رفضتم تسليم عفرين للنظام قبل الهجوم لذلك استدارت روسيا إلى الصفقة التركية؟

روسيا أرادت أن تستبدل عفرين بمطار أبو الظهور وأنبوب الغاز الطبيعي ومضيق اسطنبول والجمارك التركية.

– هناك نداءات لكم كقوات وحدات حماية الشعب لدخول بيشمركة روجآفا والمشاركة معكم في الدفاع عن عفرين؟

بيشمركة روجآفا هي ليست لروجآفا, نرى الموقف السياسيّ للذين يتبنّون هذه البيشمركة، أنّه دوما يحارب ثورة شمال سوريا.

– هل لديكم شروط بشأن ذلك؟

لكل مواطن في شمال سوريا وروجآفا الحق في الدفاع عن روجآفا, وهناك مجال وإمكانيات لذلك بقيادة قوات سوريا الديمقراطية, فلا أعلم كيف ستدافع بيشمركة روجآفا وهي تعمل لصالح الائتلاف، والائتلاف يحاربنا في روجآفا.

 

 

نشر هذا الحوار في العدد /75/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 1/3/2018

 

 

التعليقات مغلقة.