هل وقعت روسيا في الفخ التركي أم مازال لديها الوقت للنجاة؟!!

54

آلدار خليل

“عفرين كانت موقعاً للمقايضة لكنها افشلت العدوان وفضحت خفايا الأمور وايقظت روسيا بأنها في منحىً خاطئ بتعاونها مع تركيا، روسيا هي التي تقصف عفرين بطائرات تركية”

في وقتِ قريب وليس ببعيد جداً وبالتحديد بعد إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا ومقتل الطيار في شهر تشرين الثاني من العام ٢٠١٥ وبعدها بأسابيع افصحت روسيا عن عمليات مقايضة بالدلائل والصور الفضائية بين تركيا وداعش وتحدثت وقتها روسيا عن صفقات اسلحة حيث لم تكن تلك الدلائل هي العينية فقط على هذا التورط التركي وإنما معلومات استخباراتية أيضاً تؤكد كذلك إن تركيا تمارس إجراءات تزيد من تمدد الإرهاب ومنها فتح الحدود أمام آلاف الإرهابيين الذي جمعتهم تركيا في سوريا بهدف زعزعة الاستقرار، روسيا أدركت بأن تركيا منذ البداية لا يمكن لها أن تكون دولة صديقة وأردوغان على رأسها حيث انقلب أردوغان على الدولة السورية وعلاقاته مع الأسد وهو حليف استراتيجي لروسيا.

كذلك عارضت الوجود الروسي واتهم أردوغان مراراً وتكراراً ممارسات روسيا في سوريا بأنها عدوانية إلا إن روسيا يبدو إنها لا تقرأ الجانب الميداني التركي بشكل جيد أو ربما تتجاهله على وجه الخصوص في المرحلة الأخيرة حينما بدأت روسيا تفكر في إن الاعتماد على تركيا قد يحقق بعض المكاسب لها وتزيد من تقارب بعض الوجهات في النظر المختلفة دون حسبان في إن تركيا شكل التعاون معها أو حتى النقاش ينعكس بالسلب خاصة في ظل التهرب التركي من جميع وعوده ومنها ما تعلمه روسيا جيداً وهو الحد من دعم الإرهاب والتعاون لتحقيق الاستقرار في سوريا، وهذا الكلام طبعاً منذ أكثر من سنة، عملية عفرين والموافقة الروسية الضمنية ومن ثم العلنية خطأ استراتيجي وتعويل خاطئ في إن روسيا لا تميز حتى الآن في آليات كسب الأصدقاء حيث وبالرغم من تاريخ تركيا السيء المنافي للعهود مع روسيا جاء الاعتماد الروسي على أردوغان في الدخول بمقايضة سياسية منها ما هو متعلق بعفرين ومنها ما هو متعلق بضمانات تركية بصفتها متحكمة بالمعارضة في سوتشي في موضع الاتفاق مع رؤية تركيا في سوريا- وهي عدائية بالصرف وممولة للإرهاب- لأن أردوغان لم يتدخل بدون موافقة روسيا كما إنه وبعد بدء العملية على عفرين ساهم في تعطيل المؤتمر من جانبين الأول عدم الإيفاء بما تم الاتفاق عليه حول عفرين والثاني منع مشاركة الكرد الذي وبعد فشل أردوغان بالأساليب السياسية من منعهم فدخل بمقايضة مع روسيا وهو يعلم إن الكرد لن يشاركوا لطالما روسيا ترعى الحرب على عفرين وترعى المؤتمر، روسيا تخسر الآن مصداقيتها ودورها في المستقبل السوري، نحن نتألم للشهداء في عفرين وخاصة المدنيين والأطفال والشيوخ والنساء ومنهم اللاجئين ونتألم لصمت المجتمع الدولي حيال القصف بالطائرات وتدمير القرى والمزارع والمستشفيات والمدارس ولكننا نزداد بمقاومة وتمسك شعبنا ولا نندم على خيار المقاومة والدفاع الذي اخترناه في عفرين، عفرين كانت موقعاً للمقايضة لكنها افشلت العدوان وفضحت خفايا الأمور وايقظت روسيا بأنها في منحىً خاطئ بتعاونها مع تركيا، روسيا هي التي تقصف عفرين بطائرات تركية وعدم تبنيها لموقف أخلاقي سيقوض من دورها و ثقتها وليسأل اصحاب القرار في روسيا إلى أين يمضون في ظل وقوعهم في خطأ التعاون مع تركيا وخذلناهم للشعب السوري ومنهم مكونات شمال سوريا.

التعليقات مغلقة.