محاربة “داعش” تكسر جليد واشنطن وأكراد سوريا

231

08_28_07_33_

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في خضم المداولات الجارية داخل أروقة البيت الأبيض لتحديد خيارات أكثر منطقية وواقعية تلجم نفوذ تنظيم داعش في سوريا، أصبح البحث عن حلفاء عسكريين والتنسيق معهم داخل الأراضي السورية أمرا لا مفر منه إذا ما أرادت واشنطن أن تكلل عمليتها المحتملة بالنجاح المطلوب.
هذه القوة العسكرية والتي لا تلقى الحيز الإعلامي المتداول، تعرف بوحدات حماية الشعب الكردية والتي تعتبر الذراع العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وتسيطر على المناطق الثلاث الحيوية في شمال شرقي البلاد (الجزيرة، عين العرب، عفرين) وتسمى بـ «المقاطعات الثلاث»، وفق آلية الإدارة الذاتية المدنية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي في وقت سابق من هذا العام.

وحدات حماية الشعب
وتخوض وحدات حماية الشعب صراعا محتدما ضد «داعش» منذ قرابة عام تقريباً، وقد أثبتت جدارتها الحربية العالية عبر إحباط إستراتيجية التنظيم في اجتياح المناطق الكردية الموزعة في شمال شرقي البلاد أو ما يعرف بـغربي كردستان، وهي لم تكتفِ بمحاربة «داعش» داخل سوريا، بل إنها أنقذت في الآونة الأخيرة على قمم جبل سنجار في العراق أكثر من عشرة آلاف لاجئ إيزيدي، في خطوة اعتبرها المراقبون، انها القوة الرادعة تستوجب ادراجها ضمن حسابات واشنطن حيال سوريا. ويقول الناطق الإعلامي باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل إن «وحدات حماية الشعب هي الجندي المجهول عالمياً في مقارعة إرهاب داعش».

ويضيف خليل: «على العالم رؤية ذلك، والتخلي عن الازدواجية في مواقفه، وتقديم ما يجب تقديمه لهذه القوات التي أثبتت وبجدارة صمودها أمام هجمات الإرهابيين طيلة ثلاثة أعوام ونيف وبإمكانات ذاتية بسيطة».

تحوّل مواقف
ولم تصدر إلى الآن مواقف رسمية من الدول الغربية توضح عزمها مؤازرة القوات الكردية داخل سوريا على غرار ما جرى في العراق مع قوات البيشمركة، بيد أن مصادر إعلامية ودبلوماسية رجحت حدوث تحول في المواقف الغربية، فالتركيبة العسكرية للقوات الكردية من الناحية الذاتية تناسب شروط الغرب في دعم الفصائل العسكرية المحتملة، إذ إن هذه القوات لا تعاني من التشتت والتبعثر من الناحية التنظيمية رغم هيمنتها على جغرافية واسعة، وتتمتع بعقلية قتالية جيدة من ناحية الدفاع والهجوم على الخصم، كما أنها لا تعتبر متشددة دينياً.

متغيرات جديدة
غير أن تحفظات واشنطن الرسمية تنبع من المنظار الموضوعي، فهي تعتبر هوية هذه القوات تتطابق مع عقيدة حزب العمال الكردستاني المصنف ضمن المنظمات المحظورة عالمياً. لكن هذه المواقف والتي تبدو للوهلة الأولى ثابتة قد عصفت بها متغيرات جديدة بفعل خطورة «داعش»، الأمر الذي قد يدفع واشنطن أن تفكر جدياً بتزويد هذه القوة بالأسلحة النوعية.

جسم معارض
لا يزال الغرب يراهن على بلورة جسم معارض عسكري معتدل في مواجهة تزايد الجماعات المتطرفة في سوريا، وبناء على هذه المقاربة، فقد أبرم لأول مرة المجلس العسكري الثوري لحلب اتفاقاً مع وحدات حماية الشعب يقتضي بمحاربة المجموعات لـ «داعش» في ريف حلب الشمالي وإيقاف تمددها. وهذا المؤشر كشف نوايا واشنطن في توحيد القوات المعارضة بحيث تحتل القوات الكردية مكانة إستراتيجية فيها.

فرهاد حمي

عن البيان الإماراتية

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.