الحبُّ قصيرٌ عمرُهُ

43

جميل داري

ما أبعدَ الحبَّ وأقساهُ

تلوحُ لي بعيدةً ذُراهُ

 

فكلما صعدتُهُ أسقطَني

لا سخطُهُ مجدٍ ولا رضاهُ

 

كأنّني وهوَ على نقيضٍ

دنيايَ في وادٍ ودنياهُ

 

من أملي يأسي يفرُّ دائماً

مشرَّدٌ والكونُ مأواهُ

 

صوتي الذي قد خانَهُ صداهُ

يبحثُ في الصَّحراءِ عن صداهُ

 

ماضيَّ ماتَ.. حاضري قتيلٌ

وكلُّ أهلي شُرِّدوا وتاهُوا

 

لي قالَتِ الرِّيحُ.. وحينَ قالَتْ

سمعْتُ ما قدْ غابَ معناهُ

 

فصرْتُ أحتسي رمالَ ظلّي

كأنّما رمالُهُ المياهُ

 

القمرُ الذي بدا منيراً

أمسِ خبا.. فلم يدمْ سناهُ

 

وهكذا الحبُّ قصيرٌ عمرُهُ

يأخذُهُ الموتُ ويرعاهُ

 

التعليقات مغلقة.