دع طفلك يتخذ قراراته بنفسه وعليك تقبلها

248

مختصون يؤكدون أن بوضع حدود واضحة للتعامل مع الطفل العنيد أمر أساسي ومهم لتربية شخصيته القيادية، فعليه أن يتقبل وجود فكرة الفشل والنجاح. هل يرغب طفلك في ارتداء السترة الصفراء أم الزرقاء؟ هل يرغب في تناول البسكويت المملح أم التفاح؟

غالبا ما نقرأ أنه ينبغي على الآباء جعل أطفالهم يشاركون في اتخاذ القرار في عمر مبكر قدر المستطاع. ولكن متى يكون الصغار حقا في موقف يقررون فيه أمرا بين عدة خيارات؟

يقول أولريك ريتسر- زاكس من خدمة الاستشارة الإلكترونية في المؤتمر الألماني للتوجيه التربوي “من حيث المبدأ، يمكنهم فعل هذا وهم في الثانية من العمر”.

وهذا لا يعني أن الطفل سيختار شيئا منطقيا، فربما يذهب حتى إلى خيار ثالث في حين أن الوالدين لم يقدما سوى خيارين. وما يعنيه هذا للوالدين هو أنه من الجيد السماح للأطفال باتخاذ قرارات في عمر مبكر قدر المستطاع، ولكن البالغين يحتاجون إلى احترام هذه القرارات، على الرغم من أنه يمكن أن يكونوا غير راضين عن هذه القرارات.

ويوضح ريتسر- زاكس “إذا كان الجو حارا ويرغب طفلي في ارتداء حذاء برقبة وهو متوجه إلى الحضانة، يجب أن أضع له حذاء إضافيا تحسبا للظروف”. ومن المفيد أن يسأل الوالدان نفسهيما ما إذا كان قرار الطفل من المحتمل أن يؤذيه أم أنه ببساطة يناقض أفكارنا البالغة حول الطريقة التي يجب أن تسير بها الأمور. وغالبا ما تقع الخيارات الغريبة على الفئة الثانية.

وفي مثل هذه الحالات، يمكن للوالدين أن يكونا أكثر هدوءا عندما يمشي الطفل بملابس تبدو غريبة للغاية أو عندما يرغب في مغادرة المنزل واضعا على رأسه لباسا داخليا.

وأوضح مختصون أنه لا يمكن التعامل مع الطفل العنيد بطريقة عصبية أو إلقاء الأوامر عليه تباعًا دون التفكير في العواقب، فهذه الشخصية تعتمد بشكل كلي على المناقشة والإقناع، لذلك إن أرادت ابنتكِ الذهاب إلى الحضانة يومًا بملابس النوم، فلا توقفيها إلا عندما تجدين لها حلولًا بديلة تقنعها بالعدول عن ذهابها بملابس النوم، وإن لم تجدي فاتركيها تذهب بملابس النوم طالما أن هذا القرار لا يسبب خطورة عليها.

كما نبهوا إلى أن وضع حدود واضحة للتعامل مع الطفل العنيد أمر أساسي ومهم لتربية شخصيته القيادية، فعليه أن يتقبل وجود فكرة الفشل والنجاح.

وأشاروا إلى أن التفهم لمشاعر الطفل عند تنفيذ الحدود أمر مهم للغاية، فبدلًا من أن تقولي “انتهى وقت اللعب وستعاقب إن لم تتوقف على الفور”، يمكنكِ القول “أعلم أنك تحب هذه اللعبة، ومن الصعب أن تتوقف عن فعل شيء تحبه، لكن علينا أن نتحكم في ذلك ونعود إليها غدًا”. ففي الحالتين أوصلتِ هدفكِ، لكن الطريقة التي تفهمتِ بها مشاعر طفلكِ، ستعزز عنده فهم مشاعره.

المصدر: العرب اللندنيّة

التعليقات مغلقة.