شهادة الزمن

102

فلورا قازان

 

في ذلكَ الزَّمَنِ الجَّميلِ

حينما أحْبَبْتُكَ

كانَ الليلُ نبياً عاشِقا

والقَمَرُ نَغَماً يضْحَكُ لنا مُغْرَما

والنُجومُ تتساقطُ أمَلاً

على أكْتافِ أحْلامِنا

في ذلكَ الزَّمَنِ الجَّميلِ

حينما أحْبَبْتُكَ

كانَ الفَجْرُ شَهياً

يَسْتَيْقُظُ على قَرْعِ شِفاهِنا مَخْمورا

والصُّبْحُ يَتَدلّى بِسنابِلِ النُّورِ دِفْئاً

على نَوافِذِنا حَنانا

في ذلكَ الزَّمَنِ الجَّميلِ

حينما أحْبَبْتُكَ

كانَتْ العَصافيرُ تُرَنِمُ بَسَماتِنا

على أغْصانِ الفِتْنَةِ ألْحانا

كانَ البَحْرُ وليفاً

يَهْدُرُ على شَهْدِ حُبِنا زَبَرْجَدا

والمُوجُ يَتَخَبَّطُ وَلَهاً

على وَقْعِ هّمْسِنا مَسْحورا

والحَواري هائِمَةٌ يَسيلُ لُعابُها زبدا

في ذلكَ الزَّمِنِ الجَّميلِ

حينما أحْبَبْتُكَ

كانتْ السَّماءُ رَبيعاً

تُمْطِرُ كونَنا بَنَفْسَجا

والرّيحُ عواصفاً

(مايسترو) ماهراً

يُهْدي عيدَ النّسيمِ كَرْنَفالا

يُغْرِقُ الجَّداولَ فصولا

والجِّبالَ والوِدْيانَ

مِنَ الهَوى أشْكالاً وألْوانا

في ذلكَ الزَّمِنِ الجَّميلِ

حينما أحْبَبْتُكَ

تَعَرَّتْ طُقوسُ الخَجَلِ

مِنْ ضَجيجِ مَواسِمِنا

وتَحَرَّرَتْ تاءُ الأنوثَةِ

مِنْ سِجْنِها تُطارِدُ استِهْجانا

وأسْقَطَتْ جُرأةُ النونِ

تَقاليدَ نقابٍ عَنْ أعْيُنِنا

فَقَطْ في ذلكَ الزَّمَنِ الجَّميلِ

حينما أحْبَبْتُكَ

كانتْ الزَّنابِقُ

تَرْتدي خِلْخالاً غَجَرياً

يُشْعِلُ أوتارَ الكَمانِ والنَّايا

يُقافِزُ سيقانَ النَّرْجِسَ والنَّهْدَ

على ضِفافِ الأنْهُرِ هَوْسا

في ذلكَ الزَّمِنِ الجَّميلِ

حينما أحْبَبْتُكَ

أزْهَرَتْ قَصائِدُ الماءِ

في كُفوفِ العَبيرِ مَرْمَرا

وتَسَكَّعَت أساطيرُ الغَرامِ

بِلَذَةٍ صُوفيةٍ على أرْصِفَتِنا

وعاقَرَتْ حَناجِرُ العَنادِلِ

الدَّهْشَةَ مِنْ نَشْوَةِ تَرانيمِنا

فَقَطْ في ذلكَ الزَّمِنِ الجَّميلِ

حينما أحْبَبْتُكَ

أطْعَمْنا هُدْنَةَ الحَواسِ شِعْرا

وأثْمَلْنا مَحابِرَ النَّبيذِ مَطَرا

ارْتَدَيْنا أجْنِحَةَ الأحْلامِ

واسْتَوْطَنَ حُبُّنا السَّماءَ نورا

فقط حبيبي في ذلك الزمن الجميل

حينما أحببتك …

 

نشرت هذه المادة في العدد (66) من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 15/8/2017

التعليقات مغلقة.