حدث في مثل هذا اليوم 9 يوليو/ تموز

57

1948

وفاة العلامة والمؤرخ الكردي محمد أمين زكي    (( 1880 –1948 )) وقد نقل جثمانه إلى مدينة السليمانية التي خرجت عن بكرة أبيها لتودع مؤرخها الكبير.

ولد محمد أمين زكي بن عبد الرحمن بن محمود سنة 1880 في محلة (كويزة) التي تقع في مدينة السليمانية . وقد أدخله والده الكتّاب، حيث قرأ القرآن الكريم وحفظ، آياته وسوره، وفي سنة 1892، التحق بالمدرسة الابتدائية الرسمية التي كانت قد افتتحت في السليمانية آنذاك، وأمضى فيها عاما وحدا، انتقل بعدها إلى (المدرسة الرشدية العسكرية) التي تأسست في مدينة السليمانية لتخريج الضباط .

وفي سنة 1896، دخل الإعدادية العسكرية في بغداد وبعد تخرجه فيها تم قبوله في المدرسة الحربية في اسطنبول، وبعد تخرجه سنة 1902، انضم إلى واحدة من الفرق العسكرية للجيش العثماني السادس ( التنجي اوردو). وكانت بغداد مقره آنذاك . دخل مدرسة الأركان العثمانية وتخرج فيها برتبة رئيس ( رائد ركن) .

ترك محمد أمين زكي مؤلفات كثيرة باللغات التركية والكردية والعربية، فضلا عن دراسات وبحوث متميزة، ومما ساعده على ذلك اتقانه لغات عديدة منها الفرنسية والإنكليزية والفارسية كان باحثا مدققا غايته الوصول إلى الحقيقة ولم يكن يبخل على نفسه عندما يريد أن يحوز وثيقة أو كتابا . كما كان يتردد باستمرار على المكتبات الخاصة والعامة .

كان محمد أمين زكي يعد من أبرز الباحثين العراقيين المعاصرين الذين اهتموا بالتاريخ الكردي عبر عصوره المختلفة .. فهو أول من كتب بلغة الكرد عن أصل الشعب الكردي، وموطنه، وكتابه (خلاصة تاريخ الكرد وكوردستان) كان النواة الأولى التي اعتمد عليها المؤرخون في تدوين تاريخ الشعب الكردي بعد كتاب الشرفنامة للأمير شرف خان البدليسي الذي كتبه بالفارسية عن تاريخ الكرد. أما كتابه ( مشاهير الكرد وكردستان) فقد جمع فيه سيرة عدد كبير من العلماء والشعراء والأدباء الكرد الذين خدموا الحضارة العربية والإسلامية .

 

كان محمد أمين زكي أديبا، ومؤرخا، وعسكريا، وسياسيا، وشاعرا، ولم يقعده المرض عن الدرس والتحصيل لذلك فهو يحتل في قلوب العراقيين عامة والكرد خاصة مكانة كبيرة، وحين يتوارد اسمه على الخاطر، أو يذكر اسمه في مجلس فإن أول ما يقال عنه أنه كان بحق ( أبو التاريخ الكردي ) .

التعليقات مغلقة.