حوار مع جوانا بوخنِسكا …

37

KONICA MINOLTA DIGITAL CAMERA

 

 

 

 

د. جوانا بوجنسكا:الفرصة متاحة الآن لإعلان الدولة الكردية

د. جوانا بوجنسكا,الأستاذة في جامعة جاغيلونيان البولونية, زارت حتى الآن شمال وجنوب كردستان خمسة عشر مرة, تتقن اللغة الكردية, وأطروحتها في الدكتوراه كانت عن الكرد….

هل بإمكانكم التعريف بنفسكم أكثر للقارئين؟           

أنا جوانا بوجنسكا ولدتُ سنة 1978 في مدينة كراجو البولونية, مختصة في العلوم الكردية, أكملت رسالتي في الدكتوراه و أدرس في جامعة جاغيلونيان أطروحتي في الدكتوراه كانت تحت عنوان ” هوية وأدبيات الكرد في شمال كردستان “, وهي بشكل عام عن أجزاء كردستان الأربعة وخصوصاَ عن شمال كردستان, أطروحتي انتهت في سنة 2009وفي سنة 2011 تمت طباعتها ككتاب, ولدي موقع باللغة الكردية والانكليزية والبولونية أيضاً.

كيف تعلمتِ الكردية, ولماذا اخترتِ اللغة الكردية كموضوع للبحث الذي قمتِ بإنجازه؟

في بداية سنة 2004 تعلمت اللغة التركية وبعد ذلك عن طريق القراءة والكتابة والاستماع تعلمت اللغة الكردية بشكل ذاتي, بالتأكيد كان اهتمامي الأكبر باللهجة الكرمانجية, وخلال سنتين تعلمت اللغة الكردية وكان بوسعي أن أكتب وأقرأ وأتحدث بها, الآن مواضيعي مكتوبة باللغة الكردية حول النقد والأدب الكردي في مجلة ” الأدب والنقد ” ويتم نشرها.

كنت أود أن ـ أنجز بحثاً عن الكرد, لدعم أواصر الصلة مع الكرد في موسكو, بعد ذلك في سنة 2001 قمت بزيارة شمال كردستان التي عرفتها في روسيا. في سنة 2004 قررت بأن تكون أطروحتي عن الكرد وكردستان. البعض من أصدقائي ساعدوني. في شمال كردستان, كنت أود أن أعرف المزيد عنهم,

ما هي التغيرُّات الملاحظة في الزيارة التي قمت بها إلى شمال كردستان بعد 12 سنة؟

المرة الأولى التي قمت فيها بزيارة مدن كردستان” وان, ماردين, دياربكر, ورأيت مدن أخرى, في ذلك الوقت كانت أحوال الكرد ليست على ما يرام, لكن في زيارتي لها العام الفائت حدثت تغيرات كثيرة, المدن أصبحت جميلة, خصوصاً مدينة ماردين تغيرت كثيراً مقارنة بالسنوات الماضية, جامعات كبيرة أُحدِثت و فُتِح فيها القسم الكردي.

قمتِ بزيارة جنوب كردستان سنة 2011, ماذا فعلت خلال رحلتكِ ؟

تمت دعوتي إلى هولير, من قِبل د. فرهنك محمد دعوة خاصة من جامعة صلاح الدين, في رحلتي ألقيت عدة محاضرات حول بولونيا واللهجة الكرمانجية في جامعة صلاح الدين وفي مدينة دهوك.

وأجريت أبحاثاً حول عدة مواضيع, هذه هي المرة الثانية التي أزور فيها جنوب كردستان, و كمجموعة ” دراسة علم الكرد في بولونيا ” وبهدف البحث و التحقيق عملنا الكثير من النقاشات والمجادلات, هذه السنة أصبحت المرة الثالثة التي أزور فيها كردستان و بغرض البحث والتدقيق تمت دعوتي, يجب أن أشكر د. هاشم أحمد زادا على تواصله الدائم.

كيف يكون تواصلكم مع الكرد في الخارج؟

بولونيا بلد يوجد فيه الكثير من الكرد, عدد منهم كتاب و يكتبون عن الكرد وكردستان, أتواصل معهم , مثل الكاتب فؤاد جومان من غرب كردستان.

تدَّرسين علم الكرد بجامعة ياجلونسكي باللغة الكردية, هل يفسحون المجال للطلاب بأن تكون رسالة الماجستير عن علم الكرد ؟

أقوم بتدريس القاموس الكردي و سينما الشرق الأوسط, أحياناً أدرس باللغة الكردية, لكن الآن بشكل قليل. للأسف حتى هذه اللحظة لا نستطيع إتاحة الفرصة لطلابنا لكي يقوموا بتقديم رسالة الماجستير عن علم الكرد, لكن نخطط لهذا في وقت قريب بأن نعطي أهمية لدروس علم الكرد ونفسح المجال للطلاب بأن تكون رسالتهم عن علم الكرد.

إلى أي درجة وصل الأدب الكردي برأيكم؟

اللغة الكردية غنية جداً, هناك لهجات مختلفة, لها تأثير بشكل إيجابي باعتقادي, وفي الصبح و المساء أستمتع بالأدب الكردي, لكن هذا الأدب يجب أن يخرج من الحدود الداخلية لـِ كردستان و يتوسع أكثر, أن يتم إعطاؤه أهمية أكثر في الدول الأوروبية. في الوقت الذي أكتب فيه عن النقد أحد أهدافي هو توسيع الأدب الكردي, لأن مواضيع النقد في البلاد الأخرى هدفها توسيع الأدب, أكتب من وجهة نظري حول القِدم والفلسفة في الادب الكردي.

هل أوروبا تفكر بـِ كردستان بِمدنية ؟

للأسف في أوروبا هناك فكرة غير صحيحة عن كردستان, وباعتقادهم فقط يوجد مسلحين في كردستان, وهذه ليست لمصلحة الكرد و في الحقيقة ليست كذلك, يجب على الكتاب والمثقفين محاولة تصحيح وإزالة تلك الأفكار لدى الأوروبيين وأن يوضحوا بأنه يوجد روائيين ومخرجين وفنانين من كردستان.

في بولونيا ما هي درجة الأهمية التي تعطى للأدب الكردي و للكرد و كردستان ؟

يوجد عدد من الكتب باللغة البولونية عن الكرد وكردستان تم طباعتها من كتاب بولونيين, وعلى حد علمي هناك 13 كتب مطبوعة, كتاب ” كردستان و الكرد ” لـِ عبد الرحمن قاسملو تم ترجمتها إلى البولونية, وقمت بترجمة بعض القصص باللهجة الكرمانجية إلى البولونية و خصوصاَ المتعلقة بالفلكلور الكردي, هناك فقط كتاب عن الكرد و كردستان للكاتب فرهاد جومان باللغة البولونية.

في كتابكِ ” هوية الأدب الكردي في شمال كردستان ” (MIEDZA CIMNOSCIA) التي تم نشره باللغة البولونية, عن ماذا تحدثتِ ؟

بشكل عام تحدثت عن كردستان الكبرى و على وجه الخصوص شمال كردستان, و تحدثت عن تقسيم كردستان في أوقات مختلفة و يجب على المواطنين أن يعرفوا ذلك, لأنه موضوع مهم, أيضاً تحدثت عن عدة مواضيع مهمة مثل القاموس الكردي, أتمنى في يوم ما أن يترجم كتابي إلى الكردية, و كما أيضاَ تحدثت عن الكاتب حسن متي و سيدا طلعت و عدد من الكتاب في شمال كردستان الذين لديهم أعمال و كتابات باللغة الكردية, لكنني لاحظت بأن سكان شمال كردستان و حتى جنوب كردستان لا يعرفونهم.

باعتقادكِ لماذا تم تقسيم كردستان ؟

أعتقد بأن السبب هو الجهل و فقدان المسؤولية للكرد, لأنه في الوقت الذي كانوا يعيشون بظروف صعبة لم تصل أصواتهم إلى المحافل الدوليَّة و لم يسمعوا بذلك, يجب أن يتم صنع فكر متين و قوي, هذه الخطوة تأتي من المثقفين السياسيين.

لكي يصبح للكرد دولة ماذا يجب عليهم أن يفعلوا ؟

أكثر من دور الاقتصاد والسلك الدبلوماسي هناك دور أكثر أهمية للمثقفين السياسيين. إذا لاحظنا في الدول الأوروبية نرى بأنه المثقفين السياسيين ذوي الخبرة هم المطلوبين أكثر و في الدرجات العالية, يجب أن يكون للكرد دولة, لأن الكرد هم أناس لديهم حقوق و مستقلين بذاتهم, هم أكثر من 40 مليون من المكونات المهمة في الشرق الأوسط, أتمنى أن يكون لنا دولة نحن الكرد, الآن هذه الفرصة متاحة, خاصةً في جنوب كردستان و يجب أن يفكروا بشكل صحيح. وقت مناسب جداَ لإعلان الدولة الكردية و خصوصاَ أنه يوجد عائدات النفط. أنا أرى بولونيا مثالاَ واضحاَ لأنه تم تقسيمها سابقاَ, قبل عدة سنوات أتيحت الفرصة لهم و أصبحوا دولة مستقلة, في شمال كردستان تغيرات كثيرة حصلت, قضية الكرد هي قضية سياسية. الآن الكرد هم بفكر واحد و واثقون من نفسهم, أعتقد أحياناً بأنه يمكن للكرد أن يكونوا دولة و أحياناً أخرى لا. هناك كفاح و نضال مستمر من أجل الاستقلال و إعلان دولة كردية, لكن في جميع الأوقات يوجد بين الأحزاب الكردية اختلاف واضح, هذا غريب جداَ مادام الهدف واحد هو الاستقلال ولا يجب أن ينظروا إلى كردستان بنظرة أخرى, يجب على الكرد أن يتوحدوا فيما بينهم و أن لا يقفوا في وجه بعضهم البعض, من الضروري أن يتعرف الكرد على المكونات الأخرى, أنا أعمل على أمل الدولة الكردية, لكنني لا أستطيع تحديد التوقيت و هي مرتبطة بالكرد جميعاً, أحد أهدافي هو التعريف بالكرد في أوروبا, لكي يتعرفوا عليهم ليس فقط كمسلحين. أقول عدة مرات بأن الدولة الكردية من حقها كدولة و تعود أيضاَ للدول الخارجية.

قمتم بزيارة شمال و جنوب كردستان أكثر من خمسة عشر مرة, هل يوجد في خططكم زيارة كردستان مرة أخرى ؟

بلا شك أتمنى أن تستمر زيارتي إلى كردستان, أكثر من شهر قمت بزيارة جنوب كردستان, أخطط لزيارة شمال كردستان في شهر تموز القادم لمدة شهر.

المـــــصدر: Basnews

عن الكرديّة :Bûyerpress

التعليقات مغلقة.