رواية كتبت قبل قرن تحكي عن أحداث اليوم الإرهابية

140

العرب اللندنية- Buyerpress

يُعدّ جوزيف كونراد من أعظم الروائيين الذين كتبوا باللغة الإنكليزية، وهو أحد رواد الحداثة، رغم أن أعماله تحتوي عناصر واقعية القرن التاسع عشر. أثّر أسلوبه السردي وشخصياته غير البطولية في العديد من المؤلفين، بمن فيهم سكوت فيتزجيرالد، ووليام فولكنر، وإرنست همنغواي، وجورج أورويل، وغابرييل غارسيا ماركيز، وسلمان رشدي.

يعتبر العديد من النقاد والدارسين رواية “العميل السري” للروائي الإنكليزي جوزيف كونراد، من بين أفضل روايات كونراد. هي واحدة من الأعمال الأولى في الأدب الإنكليزي التي تستكشف بشكل جاد موضوع الإرهاب. كما أنها أيضاً تُعتبر من قبل العديد من المختصين العلميين واحدة من روايات التجسس الأولى في القرن العشرين.

جُسدت هذه الرواية، التي صدرت نسختها العربية حديثاً عن منشورات المتوسط في إيطاليا بترجمة العراقية ميادة خليل، في أعمال فنية عدة، فعرضت في المسرح عشرات المرات، واقتُبست في أفلام سينمائية، وعدة مسلسلات على قنوات تلفزيونية.

ويؤكد الكاتب والناشر خالد سليمان الناصري أن رواية “العميل السري” قد تأخرت ترجمتها إلى العربية كثيرا على الرغم من أهميتها كمرجع أساسي في تفسير وتحليل العديد من الظواهر التي شهدها العالم في القرن العشرين ومطلع الألفية الثالثة، بدءا من ظاهرة العمليات الإرهابية والانتحارية، والجماعات اللاسلطوية أو الثورية.

ولفت الناصري إلى أن موضوعها عن الإرهاب كان له أثر كبير على رؤية المحللين السياسيين وخبراء الإرهاب، فقد لوحظ أنها “أحد أكثر ثلاثة أعمال أدبية ذكرا في وسائل الإعلام الأميركية” بعد نحو أسبوعين من أحداث 11 سبتمبر 2001. واحتلت المرتبة الـ46 ضمن أفضل مئة رواية مكتوبة بالإنكليزية في القرن العشرين حسب تصنيف المكتبة الحديثة. في مقدّمته لروايته كشف كونراد أنها أتت مباشرة بعد سنتين من الانهماك الشديد في مهمّة كتابة “نوسترومو”، تلك الرواية النائية بأجوائها اللاتينية – الأميركية القَصيّة، “أيضاً هي مرحلة كان فيها حسّي بحقيقة الأشياء زاخراً بخيال قوي جداً، واستعداد عاطفي، كان حقيقياً ومخلصاً للحقائق كما كانت”.

وهو ما يبدو جليا في رواية كتبت منذ قرن فيما تتحدث عن عنف اليوم والراهن المتشابك والعنيف في مختلف أقطار العالم.

وُلد الكاتب البولندي جوزيف كونراد أو جوزيف تيودور كونراد كورزينيوسكي في 3 ديسمبر 1857 في بيرديتشيف في بودوليا، في جزء من أوكرانيا الحديثة التي كانت تنتمي إلى المملكة البولندية قبل التقسيم الثاني لبولندا عام 1793.

بعد استقراره في إنكلترا، بدأ يكتب باللغة الإنكليزية. كتب في أوج الإمبراطورية البريطانية، جمع تجاربه الوطنية البولندية وتجاربه الشخصية في التجارة البَحْرِيّة الفرنسية والبريطانية ليؤلّف قصصاً وروايات، عكست جوانب من عالم الهيمنة الأوروبية، بينما تستكشف العمق النفسي للإنسان. يعتمد كثيراً في سرده على ذاكرته الشخصية. لذا يُنظَر إلى رواياته وقصصه على أنها تنبّئية، في ضوء الكوارث الوطنية والدولية اللاحقة في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

التعليقات مغلقة.