حدث في مثل هذا اليوم 9 مايو/ أيار

242

9/5/1991

وفاة الشاعر الكردي ملا أحمدى بالو

ولد ملا أحمد بالو في قرية(سيرا جور) التابعة لمدينة بالو القريبة من الجبل الأبيض في كردستان الشمالية عام 1920، و ينتمي إلى قبيلة الكمالي من الزازا، شارك والده محمد في الحرب العالمية الأولى وتوفي في ثورة شيخ سعيد بيران عام 1925، وترك ابنه أحمد خلفه يتيماً ابن خمس سنوات وانتقل إلى كنف أعمامه, وبدل من رعايته واحتضانه والاهتمام به كانوا يكلفونه بأعمال تفوق قدراته العضلية, قضى تلك الفترة من صغره مشتت الحال حافياً عارياً لا يجد من يأخذ بيده ويبقى إلى جانبه في محنته, فهرب إلى بلدة ( سويركي ) ويصف بالو مشواره إلى سويركي في قصائده, وبعد فترة يقرر الهجرة الى ماردين وقد وصف معاناته ومرضه في محنته تلك التي انتهت به في نهاية المطاف بالمستشفى في مدينة ماردين, وبقي فيها مدة شهرين يعاني مرارة الألم والعذاب, وبعد خروجه من المشفى تابع رحلته الى قرية ( ويسيك 1930م) فعمل راعياً للأبقار لمدة ثلاث سنوات, ثم توجه إلى قرية خزنة, واستقر فيها طالباً للعلم, وبدأ بتعلم القرآن الكريم على يد الشيخ عز الدين الخزنوي رحمه الله، وكان بالو على علاقة وثيقة وقوية مع الشعراء أمثال جكر خوين، ملا نوري هساري، ملا حسني كرد، سيداي تيريج وسيداي كلش و محمد علي حسو وغيرهم.

 

اعتقل بالو من قبل السلطات السورية 1959، في قرية قريبة من مدينة عامودا في عهد الضابط ( حكمت ميني ) رئيس المخابرات العامة آنذاك وذلك بسبب اهتمامه بقضية شعبه الكردي المظلوم من خلال أدبه الرفيع والجريء, واعتقل أيضا في حيّ المحطة القديمة بمدينة قامشلو في أعوام الثمانينات وصادر الأمن السوري الكثير من أعماله الشعرية، وأيضاً تمّت مصادرة الآلة الكاتبة الخاصة باللغة الكردية.

 

كان بالو شديد الحب والوفاء للقائد الكردي ملا مصطفى البرزاني, هذا الحب الذي كان له الأثر على مسيرة حياته فيما بعد, فقد كان لسماعه نبأ وفاة البرزاني الأثر الأكبر على نفسه, حيث وقع الخبر عليه كالصاعقة, الأمر الذي أدى إلى فقدانه توازنه وسقوطه على الأرض وهو يغتسل فاصطدم رأسه بالأرض وكُسرت كتفه اليمنى, وبقي متأثرا بالخبر مما هيأه للتعرض للمرض لأدنى صدمة مهما كانت صغيرة.

 

تعرض بالو لمرض عضال استمر لعدة سنين, وفي التاسع من شهر أيار 1991 وعند الظهيرة توقف قلبه عن الخفقان عن عمر يناهز 71 عاماً مخلفاً وراءه مجموعة ضخمة من آثاره الأدبية وثروة أدبية ضخمة لم ترَ النور, وما زالت أسيرة الظلام، تلك المخطوطات التي تنتظر من يخرجها إلى النور، وشاركت مجموعة كبيرة من الأدباء والشعراء والسياسيين والأصدقاء المقربين في أربعينية بالو.

 

للأديب والشاعر الكردي (ملا أحمدى بالو) الكثير من الأعمال الأدبية المتميزة، منها:

– ملحمة (اجتماع الخالدين) وتتألف من عشرة آلاف بيت شعري.

– سبعة دواوين شعرية مخطوطة.

– ترجمة ديوان (بندي عطار) للشاعر المعروف فريد الدين عطار من اللغة الفارسية إلى اللغة الكردية.

– كتاب: (قواعد اللغة الكردية).

– قاموس كردي – تركي.

– كان يتقن ثلاث لغات إلى جانب لغته الأم الكردية: التركية والعربية والفارسية.

– وكان يتقن اللغة الكردية بثلاث لهجاتٍ: الكرمانجية والصورانية والزازية .

التعليقات مغلقة.