عطيناكن كل الحقوق ..بس رجعولنا الباقي..!

41

د. عماد خلف

عماد خلفنسخفي يوم المرأة العالمي والمصادف الثامن من آذار من كل عام, فقط أتذكر مأساة الرجال الملكومين على أمرهم والمضروبين بحجر كبير بأننا فراعنة وسي السيد، أتذكر إننا مازلنا رغم الاضطهاد الممنهج الذي يمارس بحقنا من أعمال سدّ وردّ ومدّ وجزر وتحميل وتغيير وتبديل للأشياء والأثاث والادوات، مازلنا مصنفين ضمن صف الفقاريات ولم نهبط ولله الحمد لصفّ الرخويات البرمائية.

 أتذكر أنه رغم تعرضنا المستمر للموجات الفوق صوتية والذبذبات الكهرومغناطيسية الغير طبيعية والصحية للنقّ الانثوي اليومي مازلنا نملك أغشية طبل بسندانه ومطرقته غير مبخوشة ومستقرة في مكانها نوعا ما. أتذكر أننا كجنس آدم وكما هو معروف ومعمّم “يأكل القط عشاه” في كل ليلة ونبقى جياع الرحمة والرأفة من جنس حواء والتي تملك يوما من السنة للاحتفاء بنفسها ومنجزاتها مرددة اسطوانتها في تحمل أعباء المنزل والاولاد والزوج, وكأننا أجبرناك على لبس الأبيض في العرس والاحمر أو الوردي في الخطبة حسب التوفر ورخص ثمن الآجار, لأن الفستان على أهل العريس، في هذا اليوم إناث العالم تترقب ما نخّزنه من حبّ ومشاعر عفوية تجاههن والتي تعبر فقط بهدية أو مال زهيد أو عشاء بيتزا مع بعض الفتوش أو سلطة الجرجير الحاضرة دائما كنوع من الخبث الأنثوي بعفته، تترقب في هذا اليوم وهي تمدّ يدها اليسار وتخبئ اليمين وتتجاهل تفننها بالشوفينية المركزة تجاهنا بجميع مراجعه الدولية، فأي حال نحن به.

 هناك يوم للمرأة ولا يوجد يوم للرجل وهناك عيد للأم ولا يوجد عيد للأب، فقط هناك نشيد “ماما ماما يا أنغاما تملأ قلبي بندى الحب”، وبالتوازي معه يوجد نشيد ” بابا بابا يومك طابا”  كنوع من جائزة الترضية، وبقية الأيام نحن نتدحرج لإرضائهن كالكرة المتدحرجة في أرض الملعب.

 سيدتي.. عندما تستقلين الحافلات, وعليك من المكياج ما يبهر, ومن العطر ما يخنق, تجدين قامات من الرجال “المشوربة”  لإعطائك مقاعدهن وأبقى أنا المسكين على قدميْ طول الطريق, ورغم ذلك تصابين بالروماتيزم وانقراص الفقرات قبلي. وفي طوابير الخبز والتموين لك أفضليه عدم الانتظار رغم مطالبتك بالمساواة ومع ذلك تصابين بدوالي القدمين قبلي.

 سيدتي.. نحن معشر الرجال منحناك مخيّرين وغير مجبرين جميع حقوقكِ وجزءً لابأس به من حقوقنا, ولكنك لم تعيدي لنا الباقي, رغم أنك تملكين “فراطة” من بقية حقوق, لا شأن لك به, وفائض لديك.

نشرت هذه المادة في العدد “61″ من صحيفة Buyerpress تاريخ 15/3/2017


5

التعليقات مغلقة.