آلدارخليل: ما يحدث شيء خطير.. ونحن لا نريد التصعيد لهذه الدرجة وبهذا الشكل

100

القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي آلدارخليل لـ :Buyerpress

آلدار خليل1
القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي آلدارخليل

– ظهرت حالات رد فعل غير منظمة وفوضويّة، خصوصا من قبل بعض الشباب الفوضويين، وقامت الآساييش والقوى الأمنية بضبط الأمور وباعتقال البعض منهم.

– أصدرنا بيانات ومواقف عامة، لم نتمكن من التواصل المباشر، ولكن ما نتمناه ألّا يتمّ فرض حالة اقتتال وحرب، وظهور هذه الحالة سيكون في خدمة أعداء القضية الكردية.

– التعامل الأمريكي هو بحد ذاته اعتراف، لكننا نسعى للحصول على الموافقة من أجل الفدرالية.

– المجلس فوّت على نفسه الكثير من الفرص، ونحن أصدرنا بيانين باسم الحركة، نحن مع الحل السلمي والحوار والتفاوض؛ لكننا لا نرى أفقا مشجعا لطرح مبادرات أخرى.

– كحركة، قمنا بتوجيه رفاقنا وقواعدنا ألّا ينجرّوا لهذه الألاعيب، وكذلك الإدارة قامت بالكثير من الأمور والتدابير حيال ذلك.

– زيارة جون ماكين والوفود الأخرى كانت ذات مغزى سياسي إيجابيّ لروجآفا، وهي مشجعة وسيكون لها تداعيات إيجابية مستقبلا، وجاءت في وقت حساس.

                                                                                                                                                                             أجرى الحوار: قادر عكيد 

صث

– نود أن نبدأ عن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى اندلاع الاشتباكات بين قوات حماية شنكال وقوة بيشمركة روج، كيف كانت التحركات السياسية الأولى لتهدئة الأوضاع؟

كما تعلمون أن شنكال تعرضت لهجمات داعش؛ وتمّ سبي النساء والأخوات اليزيديات، حيث تعرضوا لمجزرة وفرمان امتداد للفرمانات السابقة، وهذا الواقع أثبت حقيقة هي أن الحماية الذاتية شيء ضروري لجميع المجتمعات، وليس فقط لشنكال، وأي مجتمع يريد أن يحافظ على نفسه ووجوده يجب أن يطوّر نظام حماية خاص به، وخاصة في الشرق الأوسط، ويجب على المجتمعات أن لا تسلّم إرادتها للحكومات والسلطات، وألّا تثق بحكومة كي تحميها، وهذا ساري المفعول في جميع البلدان، وهنا لا أختصر القول في كردستان أو غيرها، والتجربة المريرة التي مرّ بها أهل شنكال تثبت هذه الحقيقة وضرورة التوجه لهذا النظام، وحسب متابعتنا أعتقد أن أهل شنكال بعد هذه المآسي والمرارة التي ذاقوها وجدوا أنه لابدّ أن يكون هناك نظام حماية خاص بهم، وهذا إيجابي، وسمّوا هذه الوحدات بوحدات مقاومة شنكال، وهي نابعة من قلب وصميم شنكال، ولديهم آساييش خاصة بهم وقوات حماية، ونظام إداري يديرهم، أمّا موضوع ارتباطهم السياسي بأيّ دولة أو كيان فهذه أمور سياسيّة خاصة بهم، ولن نتدخل في التقييم، ولكن ما يهمنا أن تجربتهم كانت مشجّعة وناجحة.

أهل شنكال عانوا كثيرا من الحصار، وخاصة بعد تحريرهم من داعش، مازال معبر سحيلة مغلقا، ولازالوا يعانون من صعوبة الذهاب والإياب من وإلى المناطق العراقية الأخرى؛ وفي نفس الوقت يلاقون صعوبة في الذهاب إلى دهوك وهولير وغيرها، وهذا شيء مؤسف، فكيف لهم أن يعيشوا هكذا واقع بعد تحريرهم، والشيء الآخر أن أغلب الأهالي لايزالون يعيشون في مخيمات حوالي دهوك، ولا يستطيعون العودة.

وفي ظلّ هذا الواقع وجدنا أن توجّه ما يسمى بيشمركة روجآفا إلى خانه صور وتسببهم باستشهاد بعض عناصر وحدات مقاومة شنكال وكذلك استشهاد اثنين من قوات الدفاع الشعبي التابعة لمنظومة المجتمع الكردستاني، وهذا ملفت للنظر، وخصوصا أن الشهيدين، كانا يحاولان التوسط لدى الطرفين لتهدئة الوضع، لكن للأسف استشهدا.

ما يحدث شيء خطير، ونحن لا نريد التصعيد لهذه الدرجة وبهذا الشكل، ولكن يبدو أن الذين خططوا للأمر لديهم حساباتهم، أولا هم لا يريدون تطور مفهوم الإدارة الذاتية والحماية الذاتية في المنطقة؛ لأن تطوره يعني أن الوعي المجتمعي سيتطور وسيصل إلى مستوى يرفض الإدارة المركزية والتحكم المركزي وهذا سيتعارض مستقبلا مع نمط الإدارة في كردستان وخصوصا إذا تطورت فلسفة الأمة الديمقراطية.

أمّا سياسيا ومرحليا فهناك أمور أخرى يمكن الإشارة إليها، منها أن الموصل على وشك التحرير، وإذا تحررت ستتمكن روجآفا من فتح طريق أو معبر نحو الموصل وكركوك وبغداد والمناطق العراقية الأخرى وبالتالي كسر الحصار المفروض على شنكال وروجافا، وعندما تتحرر الموصل ستنتفي تلك الحالة، ويبدو أن المنتفعين من حالة الحصار لا يطيب لهم أن تبقى الأمور هكذا، ويريدون إغلاق المعبر المحتمل فتحه في المستقبل، وهذه خطوة تؤدي للتصعيد.

تركيا مستاءة من تطورات روجافا، وحاولت التدخل مباشرة في الباب ومنبج، ولكي تتمكن من النجاح في تلك الخطوات يريدون فتح جبهة أخرى في المنطقة الشرقية من روجآفا لإحكام الحصار، وبذلك عندما يتمّ فتح جبهة جديدة في شنكال يكونون قد قطعوا الطريق بين شرق وغرب روجآفا، وعندما يفتحون جبهة جديدة في شنكال يكونون قد أحكموا الحصار، والنقطة الأخرى هي استفادة الأتراك بضرب الكرد بعضهم ببعض، لأنهم يخشون أن تنجح باشوري كردستان في تطوير مطلبها وشعارها المتعلق باستقلال كردستان، وإن كانوا من حيث الشعارات يظهرون القبول لقيادات باشور كردستان وأنهم معهم في استقلال كردستان، إلّا أنهم أي الأتراك يرفضون ذلك.

– أفهم منك أن المشروع التركي في إجهاض مشروع روجآفا هو نفسه لإفشال مشروع استقلال كردستان؟

نعم، يريدون زجّهم في حالة حرب وتوريطهم لإضعاف باشور كردستان وخلق اقتتال كردي كردي، وبالتالي يكونوا قد أثّروا على باشور كردستان وتأجيل مشروعهم، وبالتالي على PKK أيضاً من خلال زجّهم في حالة الصراع كي لا يتطور نضال الحرية في باكور.

– هل كانت هناك تحركات سياسية في اللحظات الأولى من الصراع لتهدئة الأوضاع؟

حسب معلوماتي أن الجميع في شنكال وروجآفا وباكور وقنديل أعربوا عن مواقفهم الرافضة، لكن الطرف المهاجم، بطبيعة الحال لن يدعو لتهدئة الأمور؛ لأنه اتخذ احتياطاته على أساس الهجوم، ولكن يبدو أن الحسابات لم تظهر كما رسموا لها، وقد يكون جس نبض أو أنهم كانوا يتوقعون أن يصلوا إلى النتيجة خلال ساعات ولم يتوقعوا أن تطول الأمور هكذا.

– هل أنتم في حركة المجتمع الديمقراطي معنيون بالوضع في شنكال من الناحية السياسية والعسكرية؟

من الناحية العسكرية كلا، لكن سياسيا يعنينا ما يحصل في آمد ومهاباد وكركوك، فما بالك بشنكال، وهي على حدودنا وأغلبهم يعيش بيننا، والحدود بيننا وبينهم مفتوحة بعكس ما بينهم وبين إقليم كردستان، لذلك أي أمر يحدث نحن معنيون به، وسندافع عنه، ودافعنا قبل الآن ونحن على العهد دوما.

– هل أنتم مع أن يعلن أهالي شنكال إقليماً أو كانتونا خاصاً بهم؟

الأمر يعود إليهم، نحن من حيث المبدأ ليس فقط في شنكال بل في عموم منطقة الشرق الأوسط مع أن تدير المجتمعات نفسها بنفسها.

– منذ هجوم داعش في العام 2014عليها وبعد تحريرها وشنكال تحت سيطرة قوات مقاومة شنكال، لماذا في هذا التوقيت حدث هذا الأمر؟

هذا عائد لحسابات الطرف المهاجم، لأن الأتراك وجدوا التطورات في روجآفا تسير عكس مصلحتهم ولذا خلطوا الأوراق، ودفعوا بالجانب الكردي في باشور والحزب الديمقراطي وبيشمركته ليقوموا بخلط هذه الأوراق.

– هل هناك قوتين للبيشمركة في إقليم كردستان؟

منذ البداية وحتى الآن هناك في باشور قوتين سياسيا وعسكريا، وحكومتين داخل حكومة واحدة.. ومشروع استقلال كردستان عبارة عن شعارات ودعاية، ومقومات نجاحها غير متوفرة الآن، بالطبع في إقليم كردستان العراق حكومتين وإدارتين وقوتين من البيشمركة.

– بعد أن حدث الاقتتال، كيف تابعتم الأحداث وهل صحيح بأن الطرفين يحشدان القوات في منطقة شنكال؟

حسب المتابعة هناك تحشدات كثيرة لبيشمركة الديمقراطي وهناك دعم من وحدات خاصة تركية وبينهم ضباط، ويحاولون زجّ ما يسمى ببيشمركة روجافا في تلك المعارك، الحشود ضخمة، ونتمنى ألّا تسوء الأمور أكثر من ذلك.

“الجزء الوحيد الذي لم يحصل فيه اقتتال داخلي مقارنة بالأجزاء الأخرى هي روجآفا، وهذه المرة الأولى التي تتعرض لهكذا موقف، وسيكون طبعا بمثابة استنزاف للحالة المجتمعية لروجآفا”

– تبنّى المجلس الوطني الكردي في مؤتمره ومعظم بياناته وتصريحاته أن بيشمركة روجآفا تابعة لهم، والآن تبرّأوا منهم وقالوا أنها تابعة لإقليم كردستان؟

هم لو تبنوا تلك القوات فهذا يعني أنهم تابعون لروجآفا، حينها سيقول الشنكاليين ووحدات مقاومة شنكال وكل الناس، لمَ قوة تنتمي لروجافا تهاجم شنكال؟، ولن يكون لهم حجّة، ولذلك حاولوا أن يعطوها هوية أو صبغة باشورية ليبرروا لنفسهم هذا الهجوم.

من جهة أخرى المجلس الوطني الكردي في هذه النقطة بالذات فقط ذكر الحقيقة وهي أن هذه القوات ليست لهم، وهي المرة الأولى التي يقولون فيها الحقيقة، ادعاءهم السابق كان من أجل الحصول على الموافقة والاستحقاق لهم في روجآفا، وحين وجدوا أن الأمر غير ممكن قالوا الحقيقة، وسألنا الكثير من قيادات المجلس سابقا أثناء تشكيل هذه القوات أنكروا علمهم بذلك، وحتى هذه القوات غير موجودة في هيكليتهم ونظامهم الداخلي.

– بحسب ما تقول، لماذا استخدم “الحزب الديمقراطي” هذه القوات للهجوم على شنكال؟

السبب الأساسي لأنه سيشكل بذلك فتنة ويضعف روجآفا، فالجزء الوحيد الذي لم يحصل فيه اقتتال داخلي مقارنة بالأجزاء الأخرى هي روجآفا، وهذه المرة الأولى التي تتعرض لهكذا موقف، وسيكون طبعا بمثابة استنزاف للحالة المجتمعية لروجآفا.

– بحسب المهتمين بالشأن السياسي والعسكري أن قوات البيشمركة تحاول السيطرة على الخط الحدودي الذي تتنفس منه روجآفا، وأنتم ترفضون ترك المنطقة وخاصة المعبر الحدودي، كيف ترد؟

نحن من جانبنا سنحمي مناطقنا، ولن نسمح لأحد بالاعتداء عليها، ونتابع الأمور عن كثب، ونحاول الابقاء على موضوع افتتاح معبر بيننا وبين الموصل أن يكون رسميا بعد تحرير الموصل مستقبلا..

– يذكرنا “المعبر” بمعبر “إبراهيم الخليل” الذي وللأسف حدث اقتتال أخوي من أجل إيرادات المعبر، هل ستحاولون منع الاقتتال الأخوي؟

المنطلق مختلف، قد تكون التسمية فقط مشتركة، هناك كان الخلاف على واردات المعبر، أمّا في حالتنا فالطرف الآخر يرفض وجود المعبر، ونحن نريد متنفساً، مثلا هناك إعلاميين عالميين ووفود دبلوماسية وثقافية تريد زيارة روجآفا يتمّ منعهم، وكذلك وفود خاصة من حكومة روجآفا لديهم زيارات وجولات دبلوماسية فلا يستطيعون، إضافة للجانب الاقتصادي لروجآفا حيث لدينا إمكانيات هائلة وبوسعنا التواصل مع دول الجوار والاستيراد والتصدير.

– هل تواصلتم في حركة المجتمع الديمقراطي مع البارتي الديمقراطي في العراق ومع العمال الكردستاني في قنديل لضبط الحالة؟

كلا، لكننا أصدرنا بيانات ومواقف عامة، لم نتمكن من التواصل المباشر، ولكن ما نتمناه ألّا يتمّ فرض حالة اقتتال وحرب، وظهور هذه الحالة سيكون في خدمة أعداء القضية الكردية، ونحن لا نحبّذه، لأنه مطلب تركي، وبأيد تركيّة.

– ماذا نتج عن اجتماع قيادات عسكرية للطرفين أثناء الأزمة بين القوتين العسكريتين؟

حسب ما سمعنا لم يتفقوا على شيء؛ لأن الطرف المهاجم كان مصرّاً على إخلاء المنطقة والطرف الآخر كان مصرّاً على عودة القوات إلى خط ما قبل تاريخ الثالث من شهر آذار الجاري، لذا لم يتفقوا على شيء، وحين نطالب بعدم ظهور اقتتال، نطالب الجهة المهاجمة، لأن الموجودين على الأرض أي وحدات مقاومة شنكال هي في حالة دفاع، عندها لا يمكن قياس موقف الطرفين بنفس السوية لأن أحدهم مهاجم والآخر مهاجَم عليه.

– برأيك ماهي شروط العمال الكردستاني للانسحاب من شنكال؟

ليس لدي معلومات تفصيلية ولكن يبدو أن همّهم الأول هو ضمان أمن وسلامة شعبنا في شنكال، بحيث يتمّ التأكد أنه وصل لمستوى يمكنه إدارة وحماية نفسه.

– هل شنكال كردستانية أم عراقية؟

شنكال بالطبع كردستانية، وجزء من العراق.

– منذ بداية آذار الجاري انتقلت آثار تلك الأحداث إلى روجآفا ويعتقد الكثيرون بأن الأمور أصبحت خارج السيطرة؟

كلا، لكن ظهرت حالات رد فعل غير منظمة وفوضوية، خصوصا من قبل بعض الشباب الفوضويين، وقامت الآساييش والقوى الأمنية بضبط الأمور وقامت باعتقال البعض منهم، ولكن ظهور هذه الحالة مؤشر على وجود حالة نقمة في المجتمع، جرّاء ما تتعرض له شنكال، مثلا سقوط عدد من الشهداء وبينهم شهيد من قامشلو ومن عائلة وطنية كعائلة الشهيد عيسى حسو المعروفة لدى العامة، فالشهيد عيسى حسو كان من الهيئة القيادية للحزب؛ لذلك فإن ذلك أثّر على الحالة المعنوية، وجعل بعض الشباب يتصرفون تصرفات خارج القانون وتمّت معالجتها.

1– من هم “جوانن شورشكر”؟ لمن تتبع هذه المنظومة؟

حقيقة أنا سألت عنهم، لكن لا يوجد تنظيم بهذا الشكل، يبدو أنه اسم مستعار لجأ إليه البعض لتغطية ما يقومون به، ولكن التحقيقات مستمرة.

– ربما كانت ردّة فعل.. لكنك تعتبر أنهم يحاولون إثارة الفوضى والقلاقل؟

الدافع – حسب ما فهمنا – رد فعل عاطفي تجاه ما تعرضوا له ولإبداء موقف رافض لما يحدث، وقد يكون موقف ضغط على الإدارة الذاتية الديمقراطية لاتخاذ موقف تجاه ما يحدث، ونحن لا نقبل هذه التصرفات.

–  الكثير من النشطاء والمستقلين يطالبون منكم ومن قوات الآساييش الضرب بيد من حديد بخصوص التصرفات الأخيرة من هجوم وحرق على المكاتب الحزبية؟

نحن كحركة، قمنا بتوجيه رفاقنا وقواعدنا ألّا ينجرّوا لهذه الألاعيب، وكذلك الإدارة قامت بالكثير من الأمور والتدابير حيال ذلك.

– أنتم تسمحون بفتح تلك المكاتب للأحزاب الكردية إمّا أن تغلقوها لأنها غير مرخصة أو تقوموا بحمايتها؟

الحماية مرهونة – حسب القانون – بترخيص المكتب، فإن لم يكن مرخصا، ولا يعترف بالإدارة ومؤسساتها وآساييشها، فكيف سيتم حمايته، على أصحاب هذه المكاتب المبادرة لطلب الحماية، بعد الحصول على التراخيص، حينها ستكون الإدارة ملزمة بالحماية، وعلى حد علمي فإن بعض المكاتب لم يطلبوا الحماية ومع ذلك فإن الآساييش كانت تقوم من بعيد بحمايتها، لأن حماية المنطقة مطلوبة من الإدارة، ولكن كان الأمر سيختلف لو أنهم طالبوا بذلك…

– هل تمّ السيطرة على الحالة في روجآفا؟

– نعم.

– مواطنو روجآفا قلقون جداً من الأحداث الأخيرة، ماهي رسالتكم بشأن الشعب الكردي والشعوب الأخرى في روجآفا؟

جميعنا لا يريد ظهور حالات اقتتال وصراع بهذا الشكل، ومن كان له موقف عليه أن يبديه بطرق قانونية وسلمية، كالمظاهرات والندوات والبيانات والمسيرات المرخصة والسلميّة والاجتماعات، ولكن عن طريق العنف ووسائل أخرى لا يمكن القبول به وهو مرفوض، ونتمنى من جميع شعبنا ألا ينجرّ إلى هذه الألاعيب، ولذلك نتمنى ألّا ينتقل ذلك الصراع إلى المجتمع والعائلة.

– قبل فترة ليست بالبعيدة كانت لكم نداءات بشأن الحوار والعودة إلى التفاهمات الكردية، ماذا كان رد المجلس آنذاك، وهل لديكم نيّة بإطلاق مبادرة جديدة للعودة للحوار والتفاهم الكردي الكردي؟

المجلس فوّت على نفسه الكثير من الفرص، ونحن أصدرنا بيانين باسم الحركة، وعبّرنا عن جوهرهما والمواقف الرسمية، ولكن كان ردّهم دائما سلبيا على مواقفنا ونداءاتنا، وحتى تفسيرها كان سلبيا، وكأنها نابعة من موقف ضعيف، ونتأسف لتلك القراءة الخاطئة، وفي نفس الوقت الذي كنّا نناشدهم للحوار، كانوا هم يناشدون الدول والأمم المتحدة لوضعنا على قائمة الإرهاب، وشكّلوا لجان بنفس الفترة وتوجهوا إلى واشنطن لوضعنا على قائمة الإرهاب، كما استفزّوا وحرّضوا الكثير من الشباب، كذلك إعلاميا نشروا الكثير من الضغوطات والفبركات التي  تُسيء إلى حقيقة الوضع، وحاليا التصعيد الإعلامي الذي نشهده والحالة التي حصلت في شنكال ووفودهم التي في الخارج، وتصريحات قياداتهم الحالية مسيئة، وبالرغم من أننا لا نريد التصعيد أبداً ونحن مع الحل السلمي والحوار والتفاوض، لكننا لا نرى أفقا مشجعا لطرح مبادرات أخرى، وهذا ليس لأننا لا نريد ذلك، بل لأنهم لا يريدون ذلك، ويقومون بعكس ذلك، وعندما نجد أنهم غير منفتحين على هذا الأمر، نضطر نحن أيضا للتروّي، ومراقبة الوضع .

– لو نتحدث بشفافية، ماهي مطالب المجلس الوطني الكردي، هل صحيح بأنه يطالبكم بالنصف، “فيفتي فيفتي”؟

هم يصفوننا بالإرهابيين، وعملاء النظام، وأعداء الثورة والديكتاتوريين، فلم يطالبوننا بـ”الفيفتي فيفتي”؛ المطالبة بها يعني أنهم يريدون أن يصبحوا معنا نصف إرهابيين، ونصف عملاء للنظام، ونصف ديكتاتوريين، وهذا تناقض، إن كانوا يريدون العمل المشترك بالفعل، عليهم أن يبدو رأيا صريحا كيف يقرؤون الواقع.

– معلوماتك عن زيارة وفد المجلس الوطني الكردي إلى أمريكا، وهل حققوا انتصاراً سياسياً برأيك؟

هم وقعوا في “فخّ” اللعبة السياسية ولم يدركوها بعد، فمن وُجّهت لهم الدعوة هم الإخوان المسلمين، وفي هذه الفترة تدرس إدارة ترامب وضع الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب، ومن شجّعهم على الذهاب إلى واشنطن كان ذلك مخططا لوضعهم في إطار لوحة الإخوان المسلمين وهذا يفقد المجلس أي مصداقية –إن كانت موجودة- في أمريكا مستقبلا، وهذا سيفقدهم أي علامة يمتلكونها في أمريكا مستقبلا، لذلك فإن وضعهم في نفس الخانة مع الإخوان سيضعف موقفهم بالتأكيد، وهم لم يقوموا بشيء مؤثر لأن جميع لقاءاتهم كانت ضمن إطار وغطاء الإخوان المسلمين وهذا ساعدنا بحدّ ذاته، لأننا كنّا نريد أن نثبت للعالم أنهم يتحركون ضمن إطار الإخوان، لكن البعض كان يدافع عنهم، وهم بهذه الزيارة سهّلوا الكثير من الأمور لظهور الحقائق أكثر، والأمريكيين يعون ذلك، وإثبات ذلك أنهم في نفس الفترة التي كانوا فيها بواشنطن وجدنا أن الحكومة الأمريكية أبدت مواقف إيجابية تجاهنا وتجاه الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

– أفهم منك أن الإخوان يحاولون أن يكون المجلس بجانبه كي لا يصنّف هو ضمن قائمة الإرهاب؟

ليس ذلك، هناك من دفع الإخوان ليجرّ المجلس كي يضفي عليهم نفس صبغة الإخوان، وبذلك بات المجلس تحت قائمة المتهمين.

– سياسياً، لو نتحدث عن زيارة ماكين والوفود الأخرى إلى روجآفا أثناء عقد مؤتمر جنيف4،عن أي الملفات تمّ الحديث؟

كانت الزيارة ذات مغزى سياسي إيجابيّ لروجافا، وهي مشجعة وسيكون لها تداعيات إيجابية مستقبلا، وجاءت في وقت حساس، كان الجميع يتساءل عن ماهية الموقف الأمريكي بعد قدوم الإدارة الجديدة وخصوصا موضوع الدعم العسكري واللوجيستي.. وكانت رسالة مغزاها صحيح أنكم غير موجودين في جنيف ولكن جنيف موجودة عندكم.

– أي الملفات الأساسية تمّت مناقشتها؟

تمّ مناقشة جميع الأمور السياسية والعسكرية والعلاقات الإقليمية في المنطقة، وبشكل عام كان الانطباع إيجابيا.

– هل بات بالإمكان أن تعترف إدارة الرئيس ترامب بالإدارة الذاتية من الناحية السياسية؟

هي معترَف بها، لكننا نسعى للحصول على موافقة من أجل الفدرالية، ولكن تشكيل هيئاتها في ظل هذه الظروف بحاجة إلى بعض الأمور لابدّ من معالجتها والانتهاء منها، لكن الأمريكان لا يعارضون المبدأ، ولم يبدوا موقفا حاسما تجاه هذا الأمر، ولكننا نسعى لجعلهم يقبلون بهذا الأمر.

– بقدوم القوات الأمريكية إلى مشارف منبج، هل زال الخطر التركي على مدينة منبج وما تمّ الوصول إليه من تحرير واستحقاقات؟

الأتراك خبثاء، ولا يمكن التكهن بكلّ الاحتمالات، فالمعارضة بيدهم، وعلاقاتهم مع بعض الأطراف الكردية جيدة، ولديهم علاقات مع روسيا، ولهم جيش متوغل ضمن سوريا، ولذلك قد يحاول خلط الأوراق والتلاعب بها، ولكنا نحن أيضا تمكنّا من التحرك بصيغة أو طريقة لسدّ الطريق أمامهم.

– وجود القوات الأمريكية شيء إيجابي جداً؟

الأمر لا يقتصر على القوات الأمريكية، بل الحالة السياسية التي تمّ خلقها، وحالة الإدارة في منبج، والأمن، وغيرها.

– بوجود القوات الأمريكية في منبج هل بات حلم توصيل الكانتونات الثلاث ممكناً؟

طبعا لابدّ أن يتحقق، وهذا موضوع نضالي، نناضل من أجله، لتطوير هذا النظام وإيصال الكانتونات قد تظهر عقبات وصراعات وحروب، ولكن لن تبقى الأمور كما هي للأبد..

– الوجهة كانت الرقة، ودخلت دير الزور على الخط، هل ستقوم “قسد” بتحرير دير الزور والرقة لوحدها؟

حاليا الدير والرقة مرتبطتان ببعضهما في موضوع محاربة داعش، والفصل بينهما صعب، ولكن بعد دير الزور والرقة ماذا سيحدث، أعتقد أن الحديث لايزال باكرا، وحاليا المشروع الأساسي هو محاربة داعش، وبعد داعش لكلّ حادث حديث.

– هل أنتم في خطر من الناحية السياسية والعسكرية؟

كل سورية في خطر، فالخطر التركي أكبر تهديد للتجربة، وهو مازال قائما، وهذا يتطلب أخذ الحيطة والحذر، واتخاذ التدابير وتقوية نظام الدفاع وتنظيم المجتمع ليتمكن من حماية نفسه.

كلمة أخيرة بخصوص شهر آذار؟

الثاني عشر من آذار هو ذكرى الانتفاضة وكانت أساس وبذرة الثورة السورية التي حصلت، والكرد قادوا عملية كسر حاجز الخوف في سوريا، آنذاك لم تكن الأطراف الأخرى جاهزة حينها لدعم الكرد، لكن الكرد أثبتوا أنهم السبّاقون إلى كسر حاجز الخوف وتحطيمه، حتى وصلت الثورة إلى دمشق حينها.. ومن خلال هذا اللقاء استذكر شهداء انتفاضة12 آذار وجميع شهداء الحرية وأحيي تلك المقاومة وما نقوم به اليوم هو استمرار لانتفاضة12 آذار.

نشر هذا الحوار  في العدد “61″ من صحيفة Buyerpress تاريخ 15/3/2017

4

 

التعليقات مغلقة.