لا أحدْ

28
لا أحدْ
صخر مجدل


صخر مجدل

هدوءٌ كثيفٌ، مُثيرٌ للقلقْ

عذابٌ طويلٌ كجنونِ ” دوردو ”

لم تتمايلِ السَّنابُلُ في أُذُني

ولا أنفاسُ الفُقراءْ

الذينَ يحتمونَ بِكسرَةِ خُبزٍ

ودلوٍ صغير

يُرى فيهِ بعضُ الماء

لم أتذكَّرْ شيئاً حينها

صوتُ أبي الغارِقُ في الطّين

بيتي الذي يمضغُ الجّوع

والحجارةُ التي يُوجِّهُ بِها

جدّي أغنامه

ومن على عتبَةٍ يتيمةٍ

أحلُمُ بِبُطءٍ

كسلَّةِ صَيَّادٍ فارِغة

تُخيِّطُ امتِلاءها مُنذُ سنواتٍ قد مضت

فَها هُنا تطوفُ بيَّ العَتَمَةُ

لا أُجيدُ المشيَ على هذهِ الأرض

لا جناحَ لي للهروبِ

من طاعونِ ” ألبير كامو ”

وما من أحدٍ يخطو بي

سِوى جرحي الذي يبدو فتيَّاً

هواءٌ خفيفٌ يلهو بي

هواءٌ طازجٌ

كأشجارِ ” عفرين ”

من هُناك

أراني كالصِّغار

أحبو بِألمٍ

لا أحدَ يراني، لا أحدْ

لا الهواءُ، ولا الماءْ

ولا دُموعُ الفُقراءْ

لا أحدَ هُنا، لا أحدْ

لا أحدَ يُصفِّقُ لِغنائي

ولا لِبُكائي

 

نشرت هذه المادة في العدد 57 من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 15/1/2017

16144051_1533320480016126_725447952_n

التعليقات مغلقة.