American Honey-عسل أمريكي.

ميلاد إسماعيل

من أقوى الأفلام التي سلطت الضوء على الرذائل الاجتماعية في أمريكا..

أول مشهد يقسرك على ان تحترم الفيلم وتراهن عليه حتى النهاية،

ويهدَّ جميع الاعتقادات السيئة التي قد تبنيها عن الفيلم كونه لا يحمل اسماءً

رنانة باسثناء “شيا لوبوف-بطل المتحولون”…

فالفيلم منذ ثوانيه الأولى يعلن عن نفسه  أي نوع من الأفلام أنا..

حيث اول مشهد للفيلم:

((مراهقة سمراء تتجول داخل حاوية مع طفلة صغيرة تقلّب معلّبات غذائية لتتفقد تاريخ صلاحيتها ان كانت صالحة للآكل ام فاسدة، ينتظرهما طفل اشقر كالشمس خارج الحاوية يتلقف الأطعمة التي ترميه المراهقة التي تتجول داخل الحاوية..

تفعل كل ذلك وهي تلقي النكات وكأن ما تقوم به في ذاك الصباح الصيفي هو عملها المعتاد..أو كأنها تتسوق داخل أرفه المتاجر الأمريكية)) ..

بهذه الصور يفتتح الفيلم..

ذكّرني بمفتتح رواية للاديب السوري سليم بركات-“لوعة الأليف اللاموصوف المحير في صوت سارماك”

أول جملة محكية في الرواية :

((سآكل كبد مَنْ قَتلَ سارماك، أول مضغة ستكون لي))

والذي اعتبرها أقوى مفتتح محكي روائي في تاريخ الأدب على الأطلاق..

الفيلم يخلو من أي حبكة قصصية بل يعتمد على الصور المباشرة

التي تحاكي معاناة المجتمع الفقير. وأغلب المشاهد هي خارجية

في الطرقات وعلى الأرصفة ..

تتقصد المخرجة ان تُطلع المشاهد على صور ما اعتاد ان يشاهدها في الأفلام الأمريكية..

كالوحل حول البيوت..

النمل حول الاطعمة ..

ودجاج مغلف معفن..

واب امريكي يصفع طفله. وطفل يجهش في لبكاء كالاطفال..

وجِماع في وقتٍ لا يصلح للجِماع صحياً.

يبدو جلياً  تأثّر مخرجتنا ” صاحبة “Fish tank”، والتي نالت عنه جائزة أفضل فيلم بريطاني في السنة، بالأفلام “الواقعية الجديدة”.

عن هذا الفيلم حصلت على جائزة “لجنة التحكيم مهرجان كان” دورة 69.

غير انها اضافت للسينما فيلماً جريئا من نوعه وربما سيكون له شأن عظيم،

قدمت ايضاً موهبة جديدة لأول مرة الممثلة “ساشا لين” والتي ابدعت بسلاسة تامة.

نشرت هذه المادة في العدد 57 من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 15/1/2017