نشيد لا بريد له – شادي اسماعيل

183
%d9%86%d8%b4%d9%8a%d8%af-%d9%84%d8%a7-%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%af-%d9%84%d9%87
شادي اسماعيل

يا بنَ أبي

يا الكبشُ المُعمَّد ببَخورِ بلاد الرافدين و هبوطِ الآلهة

يا المرآةُ الولودُ للصورِ الناقصة

يا شغفَ الطينِ الأولِ تسربلَ بالتعاريف

يا أيُّها الزمنُ النّابت من مَنيَ الآلهةِ تضاجعُ شجرَ الحور

هلمَّ إلى معناك

إلى صعودٍ يدخل سباقَ الماراثون

دون إخوةٍ يمسِّدون الغيب و أكَمَات الذئاب

يا بنَ أبي

يا قميصَ المعنى

يا بلّور الاستعارات و هُويَّة الخطيئة الأولى

يا قمحاً مزواجاً

أليس لهذا المشهد من مخرجٍ فني ؟

أليس للغةِ كيدُ العرّافين و جسد البغايا المقدسات

حتى نطلقَ دلو الشكِّ الرحيم إلى أقصى السؤال ؟ !

هذي الأرض لن تُنبِتَ سماءً

و القيامة خدعة المهزومين

و هذا النشيد لا بريد له إلاك

يا بن أبي

يا طيناً نستْهُ الآلهةُ في ألواحها ،

الأرض ناقصةٌ في هذه البراري

و الجهات مَهَواتٌ لا يلوين على صَبا المقاصد

الرياح دبّور و خُزْرُ النوايا تودي إلى ثمود

لننصبْ مَشْكَاتنا

في غسقٍ يفضي إلى سحرٍ

و سحرٍ يفضي إلى انبلاجْ

كأنْ جرثومةُ الأسئلة وَحْيٌ

كأنَّا ما خرجنا من تِيهنا إلا لنقتله

كأنْ صُبْحُنا نخيل

كأنْ نورٌ على نور

كأنّا امتحان السرابِ

و نحنُ الظَمِئون رؤانا كوثر تجري من تحته السماء

 

5

التعليقات مغلقة.