الكرد  والحلول السياسية المرتقبة في سوريا

23
%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%ae%d9%84%d9%81
     حميـــد خلـــف

كل الطرق إلى حل الازمة السورية باتت سالكة  وآمنة بعد الاتفاق الثنائي بين روسيا و تركيا و التي حظيت بمباركة دولية . وأرست وقفاً شاملاً لإطلاقِ النار . وضمّدت جرحاً سورياً ينزِف منذ خمسةِ أعوام .

لكن اتفاق أنقرة لم يكن وليد التقاءِ روسيا معَ تركيا بل جاء بعد مخاض عسير في جنيف  و مرّ بأم المعارك على أرضِ حلب  والتي تم تحريرها بالكامل من الجماعات الارهابية الممولة خليجياَ وتركياَ وتم ترحيل ما تبقى منهم الى عاصمة الارهاب ادلب .

و سينتهي في مفاوضات الأستانة الموعودةِ بحوار سوري سوري حيث سيذهب النظام  و لو صورياً يداً بيد معَ المعارضةِ إلى المدينةِ الكازخية . التسوية السورية المرتقبة في الأستانة طبِخت في المطبخِ الروسي الإيراني التركي و استوَت على نارِ الضمانات التي منحَها الكرملين لدول الجوارِ من الأردن  والسعودية  ومصر التي دعاها فلاديمير بوتين إلى المشاركة من دونِ أن تنسى دور الولاياتِ المتحدةِ الأميركية الذي لا غنى عنها ابداَ لكونِ البيتِ البيضِ كان  ولا يزال لاعبَ الخِفة في الحرب على الأرضِ السورية كما في الاتفاقيات المعقودة سابقاً في كواليسِ الأزْمة .

وربما تقود المرحلة القادمة من  الازمة السورية خاصة  ونحن نشهد منذ اكثرمن ثلاثة ايام الماضية صمَت أزيزالمعاركِ و وقف نزيف الدم في الميادين  وعلى ارصفة الوطن بتأييد من مجلس الامن الدولي مما يدشن لمرحلة جديدة من الحوارات و المفاوضات  و من المؤكد ستطول هذه المرحلة الانتقالية  وسنشهد قمم  و قمم سواء في الاستانة او في كازاخستان او في جنيف . خاصة بعد ان تعهّدِت كل الأطراف على أن يعلو صوت الحوارِ بدءاَ من مطلِعِ العامِ الجديد في ضيافةِ نور سلطان كازاخستان .

لذا بات ضروريا توحيد الصف الكوردي و الاسراع في تشكيل مرجعية سياسية تضم كل الاحزاب العاملة على الساحة السياسية الكوردية لتكون مستعدة للاستجابة الفورية لضرورات المرحلة الراهنة  و تشكيل وفد سياسي يحمل المشروع القومي الكوردي الى المحافل الدولية .

التعليقات مغلقة.