النص الكامل لحوار سكرتير “التقدّمي” عبدالحميد حاج درويش لصحيفة Bûyerpress

247

سكرتير التقدمي الكردي عبدالحميد درويش لـ”Bûyerpress“: لازال الأسد رئيساً لسوريا، وسأسميّه بكلّ احترام سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد

– لحزبنا رأي، نحن نطالب بالحكم الذاتي، وأريد أن يسمع كل الكرد هذا الرأي.

– زارني السيد محافظ الحسكة، ضيفا عزيزا، واستقبلناه في قاعة الدكتور نورالدين ظاظا وأقمنا له مأدبة غداء.

على المجلس الوطني الآن أن يقرر تجميد عضويته في الائتلاف، لأنّ الأخير لا يعترف بحقوق الشعب الكرديّ، موقف النظام أفضل من موقف الائتلاف.

– رفضنا الذهاب إلى حميميم تحت عباءة الـ “PYD” ولو أتخذ موقفاً إيجابيا كنّا سنذهب دون المجلس الوطني.

– موقف المجلس كان خاطئاً، سيكلف الكرد كثيراً، وسنخرج من المولد بلا حمص.

لقاء حميميم لم ينجح، والدليل عودتهم في نفس اليوم.

dsc06914

أجرى الحوار: أحمد بافي آلان

” اتصلنا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا، ومع اليكيتي ما يقارب الثلاث مرات وأخبرناهم بضرورة مجيئهم لمحاورة النظام على مطالب الشعب الكردي، اللذين دعوناهم وحاورناهم كانوا إيجابيين، ولكن للأسف كان ردّهم في هولير سلبيا لذا لم يأتوا”

– “التقدمي”، هو عراب حميميم، لو نتحدث عن كيفية بدء الاتصالات بينكم وبين قائد قاعدة حميميم الروسية؟

قيادة حميميم الروسية اتصلت معنا عن طريق وساطة، وطلبت أن نذهب إلى حميميم للحوار معها.

ذهبت أنا والدكتور أحمد بركات إلى هناك، مباشرة ذهبنا إلى مقرّ القيادة.

– سنتحدث عن الذهاب، جهة التواصل بينكم من كانت؟

هم اتصلوا معنا عن طريق الاتصال الهاتفي، من القاعدة مباشرة عن طريق المترجم، حيث أخبرني أنّ العماد أول ألكسندر دقورنيكوف يريد الاتصال واللقاء معك، أخبرته متى تريدون أنا قادم، حدد لنا موعدا وذهبنا في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني2016، وفي نفس اليوم التقينا مع العماد أول ألكسندر ورئيس أركان الجيش الروسي في سوريا أعتقد كان برتبة لواء، وثلاث ضباط آخرين.

-هل كان يتواجد في اللقاء ضابط من النظام أيضا؟

تواجد أحد المرافقين لهم، وهو أمني يبدو لتأمين أمنهم، أمن المطار كان هناك أحد الضباط وجلس في اللقاء ولكنّه لم يتحدث أيّ شيء فقط استمع. استمرّ اللقاء مدّة ساعة ونصف.

– أهمّ الملفات التي ناقشتموها وطرحتموها في هذا اللقاء؟

أهمّ الملفات التي ناقشناها كانت القضية الكردية، والمسألة السوريّة كيف ترون حلّ للمسألة السورية، ما هو رأيكم؟ قلنا لهم حلّ المسألة السوريّة هو بالسلم وكان هذا رأينا منذ اليوم الأول للثورة، ولم يتغير رأينا نحن قلنا بأنّ السلاح لا يحلّ المشكلة.

dsc06895

– هذا بالنسبة للمسألة السورية، ماذا كان رأيكم عن القضية الكرديّة؟

بالنسبة للقضية الكرديّة، لا يمكن حلّ المسألة السوريّة بمعزل عن القضيّة الكرديّة، يجب أن تجدوا حلّا معقولا للقضيّة الكرديّة، فقال أنت ماذا ترى؟ قلت أنا لا أقول الشيء الفلاني أو الشيء الفلاني لك أنت، نحن عندما نجلس مع النظام نقول له ماذا نريد، لكن بتقديري أفضل طريقة لحلّ المسألة السوريّة والقضية الكرديّة هي الفدراليّة، لأنّه لا يمكن العيش بين السنّة والشيعة في المدى البعيد، ولا يمكن العيش بين الكرد والعرب في المدى البعيد أيضا، نظرا للاضطهاد والقمع اللذين لاقيناهما، ولا يمكن العيش بين المسلم والمسيحي، أمّا إذا طُبّقت الفدرالية يمكن أن يعيشوا مع بعضهم، كلّ يعيش في منطقته بشكل إدارة ذاتيّة.

– ماذا كان ردّ الروس على هذه المقترحات والملفات؟

قالوا كل شيء قابل للنقاش، وقالوا هذا رأيك ونحن نستمع إليه، وفي المستقبل عندما تجلسون مع النظام سوف نجلس معكم ونحن سنتوسط، ونرى كيف يمكن أن نجد حلّا للقضية الكردية فقلت لهم لا يمكن حلّ المسألة السوريّة دون إيجاد حل للقضيّة الكرديّة.

– هل تشاورتم مع أطراف كرديّة قبل الذهاب واللقاء مع الروس؟

 عندما ذهبنا في المرّة الأولى لم نتشاور مع أحد، لأننا تلقينا الدعوة بشكل فردي وذهبنا بشكل فردي، بعد رجوعنا أخبرنا الروس ضرورة تشكيل وفد كرديّ للحوار مع النظام، لأننا كحزب لن ندخل أي حوار مع النظام بشكل فردي.

– كيف اتفقتم مع الروس على نوع الدعوة وإلى من ستتوجه الدعوات؟

اتفقنا أنّه هناك خمسة أطراف، ألا وهي: الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي، المجلس الوطني الكردي شريطة أن يحضر حزبان فقط منهم، وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني واليكيتي، حزب الوحدة(يكيتي)، من التحالف الديمقراطي، والـ PYD و Tev-Dem خمسة أحزاب توجّه لهم الدعوة ويحضروا، ونحن بشكل عام نستطيع بأن نقول نمثل الكرد في سوريا.

– لماذا اخترت الأحزاب الكبيرة وتجاهلت الأحزاب الأخرى؟

لم نتجاهلهم، في المفاوضات سيكون هؤلاء الخمسة أمّا في الطرف الآخر للتشاور كلّ الأحزاب ستحضر لا مانع لديّ.

– بعد العودة كيف اتفقتم أنتم في الحركة الكرديّة على تشكيل الوفد الذي سيذهب إلى مطار حميميم؟

الروس قبلوا هذا الرأي، وبلغونا مرّة أخرى نحن جاهزون ومستعدون للحوار لكننا أخبرناهم بأننا نحن لسنا جاهزين، الوقت ضيّق جدّا 15 كانون الأول أو 20،25 كانون الثاني، لكي نتشاور نحن والأحزاب الأخرى، مع الأسف استعجلوا كثيرا في هذا الموضوع، قلنا لهم نحن جاهزون لكنّكم لم تبلّغوا المجلس الوطني الكردي للمجيء، نحن على هذا الأساس اتفقنا معكم فعاودا الاتصال مع المجلس الوطني الكردي، بلّغوا الحزب الديمقراطي الكردستاني واليكيتي بهذا الرأي. ونحن أيضا اتصلنا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ومع اليكيتي ما يقارب الثلاث مرات وأخبرناهم بضرورة مجيئهم لمحاورة النظام على مطالب الشعب الكردي، اللذين دعوناهم وحاورناهم كانوا إيجابيين، ولكن للأسف كان ردّهم في هولير سلبيا لذا لم يأتوا، قيادات الداخل كانوا إيجابيين وقالوا هذا شيء جيد ونحن نشكركم على موقفكم، طلبتم منّا الحضور وهذا موضع احترام، ولكن للأسف لم يحضروا.

– لماذا القاعدة الروسية وليست دمشق للمطالبة بالحقوق الكرديّة؟

لأنّ الروس يتوسطون بين الطرفين بيننا وبين النظام، على هذا الأساس قبلنا أن نجتمع عند الروس، ووساطة الروس هي أفضل بكثير أن نجتمع نحن والنظام لوحدنا، وساطة الروس تعني طرف دولي كبير في الموضوع.

– برأيك هل كان قرار المجلس الوطني الكردي صائبا بعدم تلبيته لدعوة الروس؟

لا، كان خاطئا وهذا الخطأ سوف يكلّف الكرد كثيراً، وكما يقول المثل العربي “سوف نخرج من المولد بلا حمص”، أنا برأيي نحن ككرد تعودنا أن نبرم الشوارب فداء لا شيء، لا نستطيع ممارسة السياسة كما هي.

– على ماذا يعتمد المجلس الوطني الكردي؟

أنا لا أدري على ماذا يعتمد المجلس الوطني الكردي ويرفض هكذا شعارات، لو تسألهم سيكون جيدا، لكنّي أعرف أنّ الشيء المعقول في سوريا وقلته للروس، الروس قالوا PYD طلبوا الفدرالية، الفدرالية غير ممكنة، النظام لن يعطي الفدرالية، أنتم ما رأيكم؟ قلت لهم وأكّدت أنّ سوريا لن تنعم بالسلم إذا لم تطبق الفدرالية، النظام لن يعطي الفدرالية ولكني أسألك إلى أي مدى هو مستعد ليلبي مطالب الشعب الكردي، دعهم هم من يقرروا ماذا سوف يعطونا، فدرالية، حكم ذاتي، لا إدارة لا مركزية، فقال هذا حقكم، فليقرر هو أي النظام ماذا سوف يعطي للكرد، بديل الفدرالية ما هو؟

– لم تذهبوا إلى حميميم، الأسباب الحقيقية لعدم للذهاب إلى حميميم في الساعات الأخيرة؟

عدم ذهابنا إلى حميميم هو لمسألتين، أولا الوفد الذي طرحناه لم يكتمل، رفاقنا في المجلس الوطني لم يحضروا، ثانيا PYD  فرض رأيه على الوفد، ثمانية من عندهم الحزبين الآخرين هما التقدمي وحزب من التحالف نصبح عشرة، هكذا سوف يصبح هذا الوفد وفد PYD  وليس وفد كردي، مع هكذا وفد  لن نذهب، نحن لا نأتي أبدا تحت عباءة الـ PYD .

” برأيي الحوار مع النظام في الوقت الحاضر ضروري جدا لأن النظام يريد أن يحاورنا “

dsc_7669

– هناك من يقول بأنكم طالبتم برئاسة الوفد، ولكن TEV-DEM  رفضت؟

لا، أنا لا أقولها من منطلق لو رغبنا في الذهاب كنّا سنترأس الوفد بالتأكيد، نحن لم نذهب لعدم ترأسنا الوفد وإنّما بسبب اختلافنا مع PYD، ولأنّ المجلس الوطني لم يحضر.

– أيّهما كان سيكون السبب المباشر للذهاب لو اتفقتم مع الـPYD  دون المجلس الوطني؟

لو أن الـ PYD  أخذ موقفا إيجابيا كنّا سنذهب بدون المجلس الوطني الكردي، نحن أخبرناهم أن يأتوا واجتمعنا معهم مرتين، وقالوا نحن نرحب بهذا الاقتراح من عندكم ونشكركم على هذا الموقف، والروس اضطروا في نفس الليلة على الاتصال مع هولير وأبلغوهم للحضور ولكنّهم لم يحضروا.

– يعني أنّ الروس اتصلوا مع هولير؟

نعم في نفس الليلة اتصلوا. وقالوا أنّ الروس اتصلوا معنا ونحن لن نأتي وطبعا لا أحد يعرف الأسباب، وأنا شخصيا لم أستطع معرفة الأسباب.

– برأيك هل نجحت الزيارة وأنتم غائبون في هذه المباحثات؟

كلا، لم تنجح، ليس فقط لم تنجح ولكنهّم أعادوهم في نفس اليوم إلى القامشلي، وعودتهم في نفس اليوم دليل على عدم نجاح الزيارة ولم يحضر النظام للحوار معهم.

– لديك معلومات عن المطالب التي قدمتها PYD؟

نفس المطالب السابقة القديمة.

– هل هناك جولات أخرى للتواصل مع شخصك ثانية؟

طبعا هناك اتصالات أخرى، نحن سنتصل مع المجلس الوطني بحزبيه ونخبرهم بضرورة حضورهم هكذا لقاء، ويصبح هناك حوار مع النظام لأنّه إذا لم نتحاور مع النظام سنخرج ويدنا فاضية.

– هل الحوار مع النظام ضروري جدا في هذه المرحلة؟

نعم، برأيي الحوار مع النظام في الوقت الحاضر ضروري جدّا لأن النظام يريد أن يحاورنا ولكن بشروطهم وأسلوبهم، ونحن أيضا لدينا شروطنا وأسلوبنا.

– متى ستعتمد على الجولة الثانية مع أحزاب المجلس الوطني؟

سنحاول أن يُبدوا استعدادهم للمشاركة.

– هل من المحتمل أن يقبل النظام في سوريا بالمطالب الكردية في هذه الأوقات؟

برأيي النظام سيقبل مطالب الكرد، ولكن أي المطالب، أنا بتقديري إذا حصل حوار سيتمّ قبول مطالب الكرد ونحن نتأمل أن تكون هذه المطالب بمستوى طموح الشعب الكردي، ويجب ألّا يستغل النظام ضعف المعارضة أو فشلها بأن يأخذ من الكرد موقفا، الكرد كان دائما موقفهم موقف معقول ومتوازن إزاء الوضع في سوريا.

– المطلب الأمثل للكرد في هذه المرحلة ربّما تطالبون النظام أو يقبل النظام برأيكم أنتم؟

لحزبنا رأي، نحن نطالب بالحكم الذاتي، وأريد أن يسمع كل الكرد هذا الرأي، كانوا يقولون أنّ الديمقراطي يطالب بأدنى المطالب لشعبنا نحن نقول لا بأس أن يعطونا الحكم الذاتي لكن الفدرالية أفضل، ولازلت عند رأيي بأن الفدرالية أفضل من أجل سوريا وليس من أجل الكرد، عندما تطبّق الفدرالية الكرد جزء من سوريا ويجب أن تطبّق عندهم أيضا.

– لكنّكم كحزب في هذه المرحلة لديكم رأي وهو أنكم تطالبون بالحكم الذاتي؟

نحن لنا رأي أن الحكم الذاتي أيضا جيد.

– لديكم اتصالات مع المعارضة؟

طبعا نحن لدينا اتصالات مع المعارضة، ولكن المعارضة أصبحت شبه تركيّة.

– هناك الآن من يقول أنّ التقدمي هو خارج المعادلة السياسية سوريّاً وكرديّا؟

لو تواجد حزب ما في المعادلة فهو “التقدمي” أنا أرى عكس هؤلاء لأن التقدمي يعيش في المعادلة الكردية والسورية، وليس بعيدا عن الطرفين.

– ألستم بعيدين عما يجري في المطابخ السياسية في هذه الأوقات؟

طبعا لسنا بعيدين، نحن متواجدون في كلّ مكان ونمارس سياسة متوازنة معقولة وموضوعيّة، لا نمارس العواطف.

– قراءتكم الأخيرة للدعوة الأخيرة التي وجهها القيادي آلدار خليل للمجلس الوطني الكردي للتحاور؟

أتمنى أن يكون صادقا، وأتمنى أن تكون هذه الدعوة صادقة.

-هل برأيك سيقبل المجلس الوطني الكردي، هناك مبادرة حيث تمّ إخلاء سبيل أربعة من قيادات كردستاني سوريا، لو هناك صدق وحسن نيّة من هذه المبادرة برأيك هل سيقبل المجلس الوطني؟

أنا حسب رأيي المجلس الوطني كان مرناً في هذا الموضوع، في أربيل قلت قبل مجيئي إلى سوريا لسعود الملا هل أنتم مستعدون لاجتماع ثلاثي، نحن وأنتم والـ PYD من أجل إيجاد حل لمشاكلنا ونتحاور مع النظام سياسيا بين الأطراف المعنيّة

 فأبدى استعداده، وأخبرنا الـ PYD فقالوا نحن غير مستعدين.

– متى جرت هذه المحادثات بينكم؟

منذ حوالي أربعة شهور.

– في الليلة التي كانت الأحزاب تحضّر نفسها للذهاب إلى حميميم زارك وفد أمني كبير يترأسه محافظ الحسكة في مكتبك، أسباب الزيارة والملفات التي ناقشتموها؟

في نفس اليوم زارنا المحافظ ضيفا عزيزا، واستقبلناه في قاعة الدكتور نورالدين ظاظا وأقمنا له مأدبة غداء ولم يكن معه أي وفد أمني كان معه قائد الشرطة والموظفين الإداريين، لم يتفوّه بكلمة واحدة سياسيا قطعا، أنا من تحدثت سياسيا لكنه لم يتحدث. كان محترما جدا بمواقفه وسلوكه.

” الروس هم أفضل حليف للقضية الكرديّة، ويبدون رأيهم بكل صراحة ويرون أنّ الأزمة السورية لا تحل إلّا بحلّ المسألة الكردية”

– عن ماذا تحدثت مع المحافظ؟

أنا تحدثت عن أسعد الزعبي قلت له أن أسعد الزعبي هو من ملتك ووصف الأكراد بالبهائم ماذا تقول، فأجاب هو البهيم وهو لا يفقه شيئا ويجب ألّا تراه نموذجا للحكم، وأنا تحدثت فقط عن هذا الموضوع عن أسعد الزعبي كيف وصف الأكراد بالبهائم، كما أنني تحدثت عن الظروف الاقتصادية وبأنّ بلادنا ومنطقتنا تعيش أزمة اقتصادية حادّة وأرجو أن تعمل على تخفيف هذا العبء عن كاهل المواطنين، فأجاب بأنّه سوف يحاول ويبذل كل جهده لمساعدة الناس، ولم يتحدث عن حميميم مطلقا.

-هل صحيح أنّ محافظ الحسكة قال أنه سيسمع كلام ثلاثة أشخاص والده والأسد وحميد درويش؟

قال لي بالضبط أسمعك كـ”عمّ”، وهذا رأيه طبعا وأنا أحترم وأنحني أمام رأيه.

من هو الأفضل في هذه الأوقات الصعبة في سوريا كحليف للكرد، الروس أم الأمريكان؟

الأمريكان أبدا ليسوا الحلفاء الأفضل، أنا اجتمعت عدّة مرات مع السفير روبرت فورد السفير المتجول والسفير السابق في سوريا لم يكن له رأي معيّن عن الكرد

– في هذه الأوقات الصعبة ترى الروس حليفا للكرد؟

فلاديمير بوتين قال في جنيف إذا لم تحل المشكلة الكردية مسألة سوريا لن تُحل، ولافروف عدّة مرات قال يجب حل المسألة الكردية ويجب الاعتراف بحقّ الأكراد، كما طرح تشكيل وفد كردي في موسكو وقابلته في وزارة الخارجية في موسكو وطلبت مساعدته لتشكيل وفد كردي مستقل، وأبدى جهوزيته وطرح تشكيل وفد كردي وبالفعل عرضوا على الأكراد تشكيل وفد كردي ولكن مع الأسف TEV-DEM والمجلس الوطني أيضا لم يتفقوا على هذا الأمر، فعمليا الروس هم أفضل حليف للقضية الكرديّة، ويُبدوا رأيهم بكل صراحة ويرون أنّ الأزمة السورية لا تحل إلّا بحل المسألة الكردية.

“أنا قلتها لأنس العبدة، وكان ميشيل كيلو حاضراً، وقال لا يمكن إيجاد أي شكل من أشكال الحوار في سوريا بدون عبدالحميد درويش”

– الكثير من المراقبين يقولون بأنّ الأزمة السوريّة أوشكت على الانتهاء بعد سيطرة النظام على حلب كيف سيكون سيناريو الحل برأيك؟

من خلالكم وللمرّة الأولى أقولها للنظام، أرجو ألّا يستغلّ النظام فشل المعارضة ويأخذ موقفا سلبيا من مطالب الشعب السوري أولا ومن مطالب الكرد ثانيا، أرجو أن ينبري الدكتور بشار الأسد لحل المشاكل في بلادنا، قلتها له في رسالة مفتوحة قبل أحداث تونس: يا سيادة الرئيس أرجوك أن تعود إلى تاريخ الرسالة المفتوحة ومضمونها، بلادنا توشك أن تقع في كارثة وأرجو أن تحلّ المشاكل قبل أن ينعق البوم على أنقاض مدننا وقُرانا أرجو أن تعود إلى الرسالة المفتوحة الموجهة له.

وأرجو أيضا من سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد أن ينبري بكل جديّة إلى حل مشاكل الشعب السوري ويستجيب لمطالب الشعب وألّا يستغل فشل المعارضة سواء اتجاه المسألة السورية أو اتجاه المسألة الكرديّة.

– الآن لو طُلب منك أن توجه رسالة إلى النظام السوري بماذا ستسمي الرئيس السوري؟

لازال رئيسا لسوريا، وسأسميّه بكل احترام سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد نحن نطالبك ألّا تستغل فشل المعارضة أو ضعفها وإنّما ندعوك إلى الاستجابة لمطالب الشعب السوري ولمطالب الأكراد وأن تنبري إلى حل مشاكل شعبك في سوريا  ولازال رأينا أن نتفاوض ونحاوره من أجل إيجاد حل.

– الاتفاق التركي الروسي الإيراني الأخير، كيف تابعته وما هو تحليلك لتلك النقاط؟

نحن من أنصار إيجاد حل للأزمة السورية، سواء كان روسي، تركي، إيراني، أو غير ذلك ولهذا نحن نؤيد هذا التجمع ونباركه من أجل إيجاد حل لمشاكل سوريا.

– أعلنت روسيا أن الكرد سيحضرون الآستانة؟

إذا دعونا سنحضر، وسأكون بين الحاضرين شخصيا إن استطعت، وليست هناك أية اتصالات حتى الآن ونحن نتوقع أن يتصلوا معنا أيضا.

– هناك حديث أنّ القوة الموجودة على الأرض فقط ستحضر الآستانة وأنّ المعارضة الخارجية لن تحضر؟

أنا لست وكيلا عن المعارضة، إنما أنا وكيل عن حزبي، وسنحضر إذا شاءت الظروف. وبتقديري الأكثرية الساحقة من القوة السياسيّة ستحضر، خاصة بعد خروج المعارضة من حلب.

– هل ما زال هناك أمل أن يقود الائتلاف المعارض دفّة المعارضة السورية؟

كلا، أنا قلتها لأنس العبدة، وكان ميشيل كيلو حاضراً، وقال لا يمكن إيجاد أي شكل من أشكال الحوار في سوريا بدون عبد الحميد درويش، المعارضة أصبحت غائبة عن الساحة السوريّة، فأرجو أخذ موقف إيجابيّ، طالِبوا بحوار مع النظام، لا تفرضوا شروطكم الآن، حتى يرحل الدكتور بشار الأسد. إذا رحل بشار الأسد، ستستلم المعارضة سوريا، وحينها سيكون الحوار وطنياً.

– أنت تطالب بفتح حوار مباشر مع بشار الأسد؟

نعم، لأنه رئيس الجمهوريّة.

– هل مازال وجود المجلس الوطني الكردي في الائتلاف ضرورة لمصلحة الشعب الكردي؟

كلا، لا أرى ذلك أبداً، كان هذا رأيي قبل موقفنا من الائتلاف، قلت للدكتور عبدالحكيم بشار وإبراهيم برو، أنّ المعارضة أهملت مطلبنا.

– ماذا تطلب من المجلس الوطني الكردي كعميد للسياسة الكردية؟

الآن أطلب منهم أن يكونوا كاتفاقهم معنا، نحن اتفقنا معهم في العام 2013 على أساس الاتفاق على مطالب الكرد ومنها أن يصبح اسم سورية الجمهورية السورية، وأن يتغيّر العلم السوري.

على المجلس الوطني الآن أن يقرر تجميد عضويته في الائتلاف لأنّه لا يعترف بحقوق الشعب الكرديّ، موقف النظام أفضل من موقف الائتلاف، فنحن كنّا قد اتفقنا معهم على وثيقة موقّعة وكان يمثّلهم حينها الدكتور نذير الحكيم، لكنّهم لا يعترفون بها.

– لو كان التقدمي في المجلس الوطني الكردي في هذه الأوضاع الصعبة كيف كان سيقرر بخصوص بقاءه في الائتلاف؟

سيكون موقفنا نفس الموقف، نقول لهم يجب أن نأخذ موقف من الائتلاف وأن نجمد عضويتنا فيه.

-هل أنت متفائل بشأن القضية الكرديّة في سوريا؟

دعني أقول بأنني متفائل.

– الزيارات الأخيرة لقوات حماية الشعب وهيئة الدفاع لبعض الأحزاب وتسليمكم درع حملة تحرير الرقة، كيف كانت هذه المبادرة بالنسبة لكم؟

إنّهم مشكورون على هذه الزيارة، ونحن سنبقى دائما نقول بأننا مع كل جهد يرمي إلى كسر شوكة المتطرفين الإسلاميين سواء في الرقة أو في منبج أو في الجزيرة أو في دمشق، نحن مع الـ YPG  في جهودهم ضدّ الإرهاب ونحن نبارك نضالهم في هذا المجال.

نُشر هذا الحوار في العدد (56) من صحيفة buyerpress

2017/1/1

3693

التعليقات مغلقة.