ألمانيا بين فكّي كمّاشة… الإرهاب ومعاداة اللاجئين

237

14874939_1441100922571416_87359637_nBuyerpress

جابر محمد. ألمانيا

يبدو أنّ مسألة اللاجئين أكبر تحدٍّ تواجهه ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية،  بعد التدفق الكبير للمهاجرين واللاجئين، حيث تشير الأرقام لما يقارب المليون لاجئ منذ بداية عام 2014 إلى الآن، ينحدرون من دول الشرق الأوسط ودول إفريقيا، بسبب النزاعات والصراعات التي تشهدها تلك البلدان، 
لعللّ القوة الاقتصادية وانخفاض معدلات الخصوبة (إنجاب الأطفال)، هي أبرز أسباب استقبال ألمانيا لأعداد كبيرة من اللاجئين الذين أصبحوا فيما بعد صداعا كبيرا في رأس حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تراجعت شعبيتها، وهذا ما شهدناه خلال الحملة الانتخابية للمستشارة  أنجيلا ميركل، في المقاطعات الشرقية معقل الأحزاب اليمينية المتطرفة، التي بدأت تتنامى شعبيتها بعد الأعمال الإرهابية التي حصلت في مناطق  متفرقة من البلاد، كان يقف وراءها لاجئون.

الشرطة الألمانية تقوم بحملة لمكافحة الإرهاب.

الأمر الذي جعل أجهزة الأمن الألمانية في حالة تأهب لأي عملية إرهابية محتملة، بتشديد الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي والانترنيت، بقانون تشريعي من البرلمان الألماني، وفي تلك الظروف أعلنت الشرطة الألمانية صباح الثلاثاء المنصرم عن حملة مكثفة لمكافحة الإرهاب في خمس ولايات ألمانيّة، شملت كل من بافاريا، سكسونيا، تورنغن، وهامبورغ شمال الراين شملت الحملة عدد من المنازل ومراكز إيواء اللاجئين، وحسب المصادر فإنّ الشرطة الألمانية ألقت القبض على شيشاني”28عام” متّهم بالانضمام لتنظيم داعش، يأتي ذلك بعد مدّة قصيرة من اعتقالها للسوري جابر البكر المتهم بمحاولته القيام بأعمال إرهابية،  والذي انتحر في سجنه  مؤخرا.

تزايد شعبية الأحزاب المتطرفة.

مما أثار الرعب والخوف بين المواطنين الألمان، الذين  أصبحوا  ضحيّة محتملة للإرهاب في أية لحظة حسب بعض  الألمان المنتسبين لحركة بيغيدا المناهضة للأسلمة و اللاجئين، التي تعتزم القيام بالمزيد من التظاهرات، وكان رئيس حكومة ولاية سكسونيا الشرقية قد دعا في وقت سابق إلى التعامل بصرامة أكثر مع حركة بيغيدا بسبب دعواتهم الصريحة للعنف ضد الأجانب
وحسب تقرير نشرته صحيفة “Passauer Press”، واستنادًا إلى تقرير للحكومة الألمانية، فقد ارتفعت نسبة جرائم الكراهيّة ومعاداة الأجانب بشكل قياسي 116%، ووفقا للصحيفة فإنّ جميع جرائم الكراهية كانت ضد مواقف سياسية أو ديانات أو ألوان بشرة.
يذكر أن عدد من المساجد ومراكز اللاجئين، تعرضت لاعتداءات دون أن تسجّل أية خسائر بشرية،  من قبل ما وصفتهم الحكومة بالمتطرفين،
يشار إلى  أن المستشارة  أنجيلا ميركل تعهدت  بمحاسبة كل من يسيء أو يعتد على اللاجئين

قوانين جديدة بخصوص اللاجئين:

من جهتها أصدرت الحكومة الألمانية العديد من القوانين الجديدة فيما يتعلق باللجوءن أولها إعادة تفعيل اتفاقية دبلن المعروفة بإعادة اللاجئ إلى الدولة التي بصم فيها
ثانيا إصدار  إقامات مؤقتة لمدة سنة  لا تسمح بتنقل اللاجئ خارج المقاطعة، وعدد آخر من القوانين
وكانت الحكومة قد أصدرت قرارا بترحيل العديد من اللاجئين ممن رفضت طلباتهم، غالبيتهم من الأفغان
وهذا ما يطرح عدة أسئلة أوّلها هل سوف تنجح الحكومة الألمانية في التعامل مع كل هذه العوائق والمسائل ؟
والسؤال الآخر والأهم هل سوف تستفيد ألمانيا من الأعداد الكبيرة  من اللاجئين بالشكل المطلوب، لطالما أكدت تقارير أنّها لم تستفد حتى الآن كما كان مخطط له ؟ ؟ ؟

 

التعليقات مغلقة.