الكاتبة النسوية والناشطة الأمريكية “ميريديث تاكس”: المقاتلات الكرديات لا يحاربن داعش فحسب، بل يقدن المجتمع بطريقة مختلفة

116

lead-meredith-tax National Post

سيخطر لك بأنه سيكون خبراً عظيماً أن تكون هناك منطقة محررة في الشرق الأوسط تقودها نساء اشتراكيات مشاكسات، حيث يتخذ الشعب قراراته من خلال المجالس المحلية، وتحتل النساء 40 بالمئة من مواقع القيادة على جميع المستويات،” هذا ما كتبته ميريدث تاكس في عام 1915.

وسيخطر لك بأنه سيكون خبراً أعظم شأناً أن لديها قوات شرسة بما يكفي لهزيمة  داعش.”

“تاكس” الكاتبة النسوية الأمريكية والناشطة منذ سبعينات القرن الماضي، أمضت سنواتً وهي تعد التقارير عن قوات حماية المرأة الـ YPJ  المُشكَّلة جميعها من النساء الكرديات  (قوات الدفاع عن المرأة )، والتي تعمل جنباً إلى جنب مع قوات الـ YPG (وحدات حماية الشعب) في روج آفا منطقة الحكم الذاتي في شمال سورية، حيث يتقاسم فيها الرجل والمرأة كل موقع قيادي في الحكومة. تحدثت إلى صحيفة الناشنال بوست عن كتابها الجديد، (طريق ليس في الحسبان)، وعن أهمية الـ YPJ.

لماذا كان من المهم جداً بالنسبة لكِ أن تروي قصة النساء في روج آفا؟

لقد شهدتُ ثورات أخرى حيث كانت هناك صراعات مسلحة ورأيت نساء يقاتلن مثل الكريلا، لا كما جرت العادة في وحدات المرأة المستقلة، بل جنباً إلى جنب مع الرجل ولا في دفة القيادة.

أنا لم أر قط أي شيء كهذا العدد الكبير من النساء يقاتلن بهذا النوع من التركيز، لأهميته ولكونه يمثل جانب من الدفاع عن النفس، مثلما رأيت بين نساء الكرد في سوريا وتركيا.

أنا أنتمي إلى منظمة تدعى (مركز الفضاء العلماني) التي يعتقد أنها ذات أهمية حاسمة من أجل حقوق المرأة، حيث يكون الدين – أيُّ دينٍ منفصلاً عن الدولة وعن أي أسلوبٍ في الحكم. لا بأس أن تكون هناك منظمات دينية، ولا بأس أن تكون هناك كنائس ومعابد ومساجد ولكن مع كل ذلك لا ينبغي أن تكون الأيديولوجية الدينية أساساً للحكم، وهذا هو المكان الوحيد في الشرق الأوسط الذي أعلن بكل وضوح بأنه في فترة صعود للأصولية.

كنتِ قد تحدثتِ عن أنه ليس هناك الكثير من الكتابة عن نساء روج آفا، على الأقل ليس في وسائل الإعلام الغربية.

لقد بدأت هذا الكتاب في عام 2014 خلال معركة كوباني، انتابني لأول مرة بالفعل هاجس هذا الموضوع وبدأت البحث فيه بطريقة شاملة. في تلك المرحلة كانت هناك صور لنساء الكريلا في كل مكان. كنتُ قد شاهدتُ صوراً لنساء الكريلا من قبل. لكن الحالة هنا مختلفة لأنهن يقدن كذلك المجتمع بطريقة مختلفة، إنهن استخدمن في القتال ليس فقط لأن المقاتلين بحاجة إلى مزيد من الأفراد – أنهن مدعوات إلى القتال بسبب الإيديولوجية التي تقول إن النساء عليهن  أن يتعلمن كيفية الدفاع عن أنفسهن وتحمل المسؤولية في المجتمع.

قلتِ في مقدمة الكتاب أن قصة هؤلاء النساء لم تروى بعد، لأنها لا تنسجم مع الروايات الغربية. ماذا تقصدين بذلك؟

السرد الغربي يميل دائماً إلى الازدواجية. إننا نحن الذين ضدهن على الأقل في الولايات المتحدة عندما أخذت أنمو وأنضج كانت الرواية هي رواية الحرب الباردة، من حيث الجوهر كان من المفترض علينا جميعاً محاربة الشيوعية أينما تفجرت، وكان كل شيء له علاقة بذلك من بعيد يعتبر نوعاً من الشيطنة. وفي عام 1989 انهارت الكتلة الشيوعية كلها نتيجة لعجزها الخاص وتمددها المفرط وقلة المصداقية السياسية تجاه الناس الذين عاشوا في كنفها، وهذا ما قضى على  الرواية. الناس الذين هم صناع الرأي في واشنطن بحثوا من حولهم عن عدوٍ جديد. “من سيكون العدو القادم؟ انتهت روسيا “.

النساء في العراق وكردستان يحاولن بكل عزم أن ينتظمن ضد العنف وضد تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (الختان)، ولكن يوجد صدٌ رهيبٌ من قبل الرجال في هذه البنى القبلية الحالة مختلفة في روج آفا، فالأمر أشبه بالقاعدة التي تفترض أن يكون 40 في المائة من كل مؤسسة، بما في ذلك المؤسسات التي تدير المجتمع من النساء.  يجب أن يكون هناك  رئيسين لكل مؤسسة واحدٌ ذكر و واحدةٌ أنثى ، هناك حصص لهن في البعض من بلدان الشمال الأوروبي ولكن ليس مثل هذا هي فقط للبرلمان وليس لكل شيء.

لم تكوني قادرة على السفر إلى سوريا لتقومي بهذا البحث على أرض الواقع.  كيف أعددت تقاريرك؟

الإنترنت ينجز البحث على نحوٍ يختلف تماماً عن الطريقة المعتادة. يمكنك العثور على غرف الدردشة مع أفراد من الـ YPG وYPJ، والكثير منهم تلقوا تعليماً جامعياً، وكانوا في الخارج ويتحدثون الإنجليزية. وهناكَ كمٌ هائلٌ من وسائل الإعلام عبر الإنترنت تصل من كردستان والكثير منها باللغة الإنجليزية. هناك شتاتٌ كبيرٌ خصوصاً في ألمانيا، بل في إنجلترا وأجزاء أخرى من أوروبا كذلك ، وفي كندا هناك جالية كردية كبيرة في تورونتو. لقد ألفت من قبل كتب التاريخ وهذا الكتاب يعتبر بشكل أساسي عمل من التاريخ المعاصر.

التعليقات مغلقة.