حرب كلامية حادة بين أنقرة وبغداد بسبب الوجود العسكري التركي في العراق

21

erdogan-istanbul-turquie-afp

France24-Buyerpress

اندلع سجال عنيف بين بغداد وأنقرة، على خلفية إعلان تركيا الثلاثاء عدم استعدادها لسحب قواتها من الأراضي العراقية في وقت تتواصل فيه الاستعدادات لشن هجوم واسع النطاق لتحرير مدينة الموصل من جهاديي تنظيم “الدولة الإسلامية”.

اتهم متحدث رسمي باسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”صب الزيت على النار” في تصريحاته الأخيرة التي تهجم فيها على العبادي، موضحا أن بغداد ستتوجه إلى المجتمع الدولي لحل خلافها مع تركيا.

وقال أردوغان خلال اجتماع في إسطنبول الثلاثاء موجها جزءا من كلامه إلى العبادي “إنه يهينني شخصيا. أنت لست نظيري، ولست على مستواي”. وتابع  “ليس من المهم مطلقا كيف تصرخ من العراق. عليك أن تعلم بأننا سنفعل ما نريد أن نفعله”. وأضاف “من هو هذا؟ رئيس الوزراء العراقي !، اعرف حجمك أولا”.

وفي أول رد فعل رسمي عراقي، قال سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب العبادي “ما يؤسف له أننا نرى ردودا من الجانب التركي تحول المشكلة من (كونها) ذات طابع قانوني وتهدد أمن المنطقة (…) إلى مشكلة ذات طابع شخصي”.

وصرح “نؤكد أن ما يصدر من تصريحات يصب الزيت على النار”. مضيفا “يبدو أن تركيا ليس لديها رغبة جدية بحل المشكلة مع العراق (…) وسحب قواتها “.

واتهم الحديثي تركيا بأنها “لا تراعي ولا تشعر بالمسؤولية تجاه مستقبل العلاقات بين الشعبين الجارين ولا الاستقرار والأمن الإقليمي الذي أصبح مهددا في حال استمرار السياسية التركية بهذه الطريقة”. وتابع “هذا الأمر يشيع أجواء الاحتقان في المنطقة وقد يكون له تداعيات خطيرة وبالتالي قد نصل إلى مرحلة باتجاه مشاكل كبرى خارج السيطرة” مؤكدا أن “هذا ما لا نريده”.

من جانبها دعت الولايات المتحدة الثلاثاء العراق وتركيا إلى تهدئة التوتر القائم بينهما حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان “نعتبر أن كل القوات الدولية في العراق يجب أن تكون على اتفاق وتنسيق مع الحكومة العراقية برعاية التحالف” العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم الجهادي.

وتابع البيان أنه “يجب على كل الأطراف أن تنسق في ما بينها بصورة وثيقة في الأيام والأسابيع المقبلة لضمان وحدة الجهود من أجل دحر داعش”.

وقالت تركيا إن قواتها ستبقى في العراق رغم تزايد الغضب العراقي قبل العملية المقررة لاستعادة الموصل من أيدي تنظيم “الدولة الإسلامية”. بدوره، قال الحديثي ردا على سؤال حول أي نوع من المساعي سيستخدم لتطويق الأزمة “استنفذنا الحوار المباشر مع تركيا (…) ولم يعد لدينا إلا الذهاب إلى المجتمع الدولي”.

ودعت بغداد أنقرة مرارا إلى سحب قواتها من شمال العراق، كما حذر العبادي من أن انتشار القوات التركية على أراضي بلاده يهدد بحرب إقليمية.

وتصاعد الخلاف بين أنقرة وبغداد بعد أن صادق البرلمان التركي على السماح للقوات بالبقاء على الأراضي العراقية والسورية. ووصف البرلمان العراقي القوات التركية بأنها “قوة محتلة”.

ورفض أردوغان الثلاثاء مطلب العبادي بسحب القوات، وقال موجها كلامه للعبادي “لم يفقد جيش الجمهورية التركية من مستواه إلى درجة أن يتلقى تعليمات منك”.

ويشار إلى أن القوات التركية تتواجد داخل العراق في منطقة في العمادية القريبة من الحدود مع تركيا وفقا لاتفاق مع نظام صدام حسين قبل عام 2003، وامتد تواجدها إلى معسكر بعشيقة بعد عام 2014. ويهدد التوتر التركي العراقي بتعقيد خطط عملية استعادة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ 2014.

التعليقات مغلقة.