” الارستقراطي “

25
14657684_1162383340508764_2072426819_n
ماهين شيخاني

ماهين شيخاني 

اصطحبه صديقه المعتاد للنبش وأحياناً التبضع من محلات /البالة/ المنتشرة في مدينة الدرباسية. دنا منه صاحب المحل تفضل أستاذ، ما هو طلبك، ربما أستطيع مساعدتك للحصول على ما تريد.

ردّ عليه وهو يرتّب ياقته:

– بصراحة هذه أول زيارة لي لهكذا محلات، ﻻ بأس ربما أجد ضالتي لديكم، هناك عدة أشياء أبحث عنها، سأكون سعيدا لو وجدت هذه الطلبات.

– فرح كثيراً وقال: بكل سرور.

– حسنا. رفع سبابته باتجاه القمصان: هذه ﻻ تناسبني قط، ألوانها باهتة، لو سمحت أريد قميص عثمان.

– للأسف قبل قليل أخذ العم أوصمان القميص.

– لا عليك ممكن معطف غوغول.

– ذهل الرجل وقال: من غوغول هذا؟.

– غوغول يا رجل، أﻻ تعرفه ،أنت اليساريّ ولم تسمع عنه، أين ثقافتكم والتزامكم بالماركسية. بالمناسبة بضاعتكم هذه معظمها من الدول الرأسمالية. ثم استأنف حسناً ربما نجد بينها /حذاء/ هذا المختل عقلياً الرسام الهولندي المشهور “فينسينت فان كوغ”، ألم تسمع باسمه أيضاً؟.

– ابتسم صاحب المحل: أراك أنيقا, فلمن ترسل هذه البضاعة ؟.

– باعتبارنا أخوة الشعوب ونبينا موسى المسكين يرتجف من البرد ولا يستطيع النطق، فقد تركه الرسام والنحات الإيطالي مايكل أنجلو عاريا وطلب منه النطق، لكنه أضرب عن الكلام ولم ينطق ببنت شفة حتى الآن.

صرخ صاحب المحل صرخة قوية أقوى من صرخة الرسام النرويجي/ ادفارت مونك/ حيث تغيّرت تعابير وجهه مناديا صاحبه:

– رجاء اسحب صاحبك واخرجا من المحل, فقد فقدت صوابي وسأصبح مختلا عقلياً كصاحبه كوخ. من أين لك بهذا المعتوه؟.

– ردّ صاحبه: من المدينة الفاضلة، ﻻ تتخاصما أنتما الاثنان أصدقائي، اتركا شعرة معاوية بينكما. وسأفهمك الموضوع، هذا لم يتسوق سوى من أفخم الماركات والموديلات، لكن الحرب أفقدته كل ما يملك  وبالأخص محلّه الذي كان يقتني أجمل اللوحات العالمية..

التعليقات مغلقة.