النوم والفم مفتوح.. عادة غير صحية تتطلب سرعة العلاج

128

_90972_nn3صحيفة العرب -Buyerpress

يلتجئ الكثير من الأشخاص في العديد من الأحيان إلى النوم مفتوحي الأفواه بسبب انسداد الأنف وعدم القدرة على التنفس، وفي مثل هذه الحالات يلعب الفم دورا أساسا ويقوم بتعويض الأنف لتسهيل عملية التنفس. لكن هذه العملية تتسبب في الكثير من الأضرار على الصحة العامة والأسنان، وهناك دراسات تتحدث عن علاقة بين التنفس بفم مفتوح ومتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم.

وقد أوضحت دراسة طبية أجرتها جامعة أوتاغو النيوزيلاندية، أن المرضى المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم ومرضى الربو هم أكثر عرضة للتنفس عن طريق الفم أثناء الليل وأن الأسنان الخلفية أكثر تضررا، لأن الجزء الخلفي من الفم يتعرض إلى قدر أكبر من الهواء، وبالتالي يصبح أكثر جفافا.

وقالت الباحثة جوان تشوي، إن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها التي تراقب باستمرار تغيرات درجة الحموضة داخل الفم لدى الأفراد الأصحاء على مدى عدة أيام. ولفتت إلى أن هذه النتائج تدعم فكرة أن التنفس من الفم يكون في الواقع عاملا مسببا لأمراض الأسنان مثل تآكل المينا والتسوّس، موضحة أن الرجال هم الأكثر تأثرا بهذه الأعراض، حيث أن ثلث الرجال الذين أجري عليهم البحث، تنفسوا وهم نائمون ومقارنة بنسبة 5 بالمئة فقط من النساء.

وكشفت دراسة أميركية حديثة أن النوم بفم مفتوح يعد من أهم مسببات الشخير. فالشخير هو اهتزاز هياكل الجهاز التنفسي، مسببا صوتا غريبا، بسبب حركة الهواء التي تعرقلت أثناء التنفس خلال النوم. وقد يتفاقم الشخير ويصل إلى حد التوقف عن التنفس. ويحدث هذا بسبب تهيّج في الجهاز التنفسي. وأكدت التجارب أن النوم والفم مفتوح أحد أسباب الإصابة بالربو، لأن الهواء الذي يتم استنشاقه عن طريق الفم يذهب إلى الرئتين مباشرة دون أن يمرّ عبر الممرات الأنفية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الحساسية والإصابة بالربو.

ونتيجة التنفس عبر الفم يصبح الفم جافا ويقل اللعاب وتتكون رائحة كريهة بداخله، بسبب النمو المفرط للبكتيريا. وبتراجع القدرة على مكافحة البكتيريا يرتفع خطر التعرض لتسوس الأسنان، خاصة في الجزء الخلفي منها.

وفي هذا الإطار يشير محمد عبدالعليم، استشاري أنف وأذن وحنجرة، إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى فتح الفم أثناء النوم. ويتمثل السبب الأكثر شيوعا في وجود لحيْمة بالأنف منذ الصغر والتي تستمر حتى عمر متقدم دون إزالتها. وهو ما يؤدي إلى إعاقة عملية التنفس أثناء النوم فيفتح الإنسان فمه بشكل غير إرادي، لأن الجسم يحاول التعويض عن ذلك الهواء الذي لا يستطيع الحصول عليه عن طريق الأنف لتجنب الاختناق. كذلك من ضمن الأسباب التي تؤدي إلى فتح الفم أثناء النوم ارتخاء عضلات الفكين. وتنتج هذه الظاهرة عن البعض من أنواع الحساسية وتضخم اللوزتين وانسداد الجيوب الأنفية.

وأشار عبدالعليم إلى أن الدراسات أكدت أن النوم والفم مفتوح أسوأ من المشروبات الغازية، لأن الهواء الذي يدخل إلى الفم أثناء النوم يساهم في تجفيفه، وبالتالي يزيل طبقة اللعاب الواقية والتي تحتوي على مواد طبيعية تقتل البكتيريا وتسهم في إفراز مواد حمضية على الأسنان، مما يؤدي إلى تآكل الأسنان وتسوسها وحدوث رائحة كريهة بالفم. ويضيف عبدالعليم أن الأشخاص الذين يعانون من الزكام أو انسداد الجيوب الأنفية والحساسية يواجهون مشكلة النوم بفتح الفم أيضا بسبب عدم قدرة الجسم على الحصول على كمية كافية من الأكسجين بطريقة صحيحة وطبيعية. كما أن البدانة تعد عاملا أيضا في حدوث مشكلة عدم القدرة على التنفس، حيث يقوم البعض من الأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة بهذه الحركة تلقائيا بسبب ارتخاء عضلات الفك خاصة مع التقدم في العمر.

وبيّن عبدالعليم أن النوم بهذه الطريقة يسبب الشعور بالتعب والإرهاق، وذلك لأن الجسم لا يتلقى كمية مناسبة من الأكسجين.

وعن كيفية العلاج، يوضح عبدالعليم أنه في حال وجود لحيمة صغيرة في الأنف، فإن الأمر يتطلب إجراء عملية بسيطة تتم من خلالها إزالة هذه اللحيمة أو كيّها. ولفت إلى أنها عملية بسيطة ولا تستغرق أكثر من نصف ساعة ولا يحتاج المريض إلى البقاء بعدها في المستشفى.

أما في حال كان السبب ارتخاء في الفكين فيمكن معالجته عن طريق طبيب الأسنان، وذلك بإجراء عملية جراحية لإزالة الارتخاء وبعدها لن يستطيع المريض تناول الطعام بسهولة إلا بعد مرور 24 ساعة على إجراء العملية.

ويوضح هاني الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية بالمركز القومي للبحوث، أن جفاف الشفاه ينتج عن قيام الشخص بالتنفس عن طريق الفم وليس الأنف أثناء النوم، حيث يدخل الهواء ويخرج من الشهيق والزفير، مما يؤدي إلى جفاف اللعاب وتختفي الرطوبة التي ترطب الشفاه، ومن هنا تحدث المشكلة وأعراضها. وأشار إلى أن العلاج يكون عن طريق التدليك بمرطبات الشفاه وأشهرها “زبدة الكاكاو” ويكون ذلك على مدار اليوم.

التعليقات مغلقة.