هل هو “الفضا” وقلة العمل أم الاصطياد الاعتيادي في المياه العكرة؟

43

%d8%a8%d8%af%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%86-2
خالد عمر

ماذا لو كانت هناكَ كاميراتٌ وأجهزةُ تسجيلٍ موزَّعةٍ في كافّةِ أنحاءِ العالمْ, في كلّ دولةٍ منهُ في كلّ مدنِها في كلّ شوارعِ ومؤسّساتِ هذهِ المدنْ, في كلّ مطعمٍ وكلّ مخفرٍ وكلّ معبرٍ حدوديّ وكلّ فندقٍ مثلاً, يا ترى كم سنجدُ من التّجاوزاتِ القانونيّةِ والمخالفاتِ لأعرافِ المجتمعْ, وحتّى ضمنَ الدّولِ الّتي أصبَحت مَضربَ مثلٍ في الدّيمقراطيّةِ والتّساوي أمام القانونْ, كم سنجدُ مِنْ مَرأةٍ تُهان وموقوفٍ ظلماً وغيرِ ذلكَ مِنَ الحالاتِ الّتِي لا يكادُ يخلُو مِنْها مكانٌ في العَالمْ.

مِئاتُ الأطفالِ إِنْ لمْ يكُنِ العددُ أكبراً وعائلاتٌ كاملةٌ عَدا عنِ الرّجالِ والنّساءِ الفُرادى مِمَّن ابتلعَتْهم مياهُ البحارِ خلالَ رحلةِ الهجرةِ إلى أوربا, تمرّ أخبارُ غرقهِم مروراً عاديّاً على المُسطّحاتِ الإعلاميّةِ ولَربّما كانت أغلبُ تلكَ الحوادثِ إغراقاً وليستْ غرقاً يقِفُ وراءَها مافياتُ تجارةِ الأعضاءِ البشريّة, ولكنْ عندمَا شاءَ الإعلامُ والقوى الواقفةُ وراءَها جعلُوا من حادثةِ غرقِ الطّفل آلان الكوباني حادثةَ القرنْ, ملايينٌ مِنَ النّساءِ يتّمُ استِعبادُهنّ في هذا العَالم, آلافٌ منهُنّ هنَّ من بَناتِ مجتمعِنا الكردي ويجري في عُروقهِنّ الدّم الكردي تحوّلنَ إلى سبايا بينَ ليلةٍ وضُحاها لسببٍ أو أسبابٍ لنْ نخوضَ فيها وفي تَفاصيلِها, العشراتُ منَ النّسوةِ ممّن شاءَتِ الأقدارُ أنْ نَعلمَ مَا حصلَ معهُنَّ مِنْ إهانةٍ وتصرّفاتٍ لا يرضاها أحد لمْ نَرَ تضامُناً أو كلمةَ حقّ بِحقّ إحداهِن مِن قِبَلِ مَنْ ثارَت فيهُمُ النّخوَة في هذَين اليَومَين, مئاتٌ مِنَ النّسوةِ بلْ ربّمَا الآلافُ ومِنْ مُختَلفِ الأعمارِ مِمّن نَزَحنَ معَ عائلاتِهنّ يتّمُ استغلالُهُنّ بِكلّ دَناءةٍ مِن قِبلِ أربابِ العَمل ومِنهُنّ مَنْ يَقومُ حتّى ذَووهُم مِنَ الرّجالِ باستِغلالِهن ضمنَ مخيّماتِ النّزوحِ وفي بلادِ المهجرِ وَلمْ لا نَرى ولا اعتقدُ أنّنا سَنرَى في أيّ يومٍ صوتَ استنكارٍ أو استِهجانٍ لِما يَجري مَعهُن مِنْ قِبَلِ الفُرسانِ المُقَنّعِين لسببٍ بسيطٍ هو اختلافُ المكانِ الّذي حَصلَتْ فِيهِ الحَادِثةُ أو الجِهةِ الّتي يَتبعُ لَها (الفاعل).

فَبِالنِسبَةِ لأُولئِكَ الفُرسَانِ المُقَنّعِين القَضيّة لَيسَت قَضيّة حالةٍ حَصَلَت واستَثارَت نَخوَة الفُرسَانِ لدَيهِم بِقدْرِ ماهيَ مَسألةٌ اِعتَدنَا عَليْهَا مِنْ قِبَلِهم وهيَ استِغلالُ أيّة حادِثةٍ حقِيقيّةٍ أو مُصطَنَعةٍ مِنْ قِبلِ الحاسِدِينَ والحاقِدينَ والّذينَ يتِمُّ رسمُ الخُططِ لَهم مِنْ داخلِ الغرفِ المظلِمة مِنْ أجلِ بثِّ موادٍّ شهيَةٍ لأدواتِ الدَاخلَيْنِ الكردِيّين أو لِنُسَخِهِم الّذينَ ما يزالونَ يَنتظرُونَ صُدورَ وثائِقِ قَبولِ الّلجوءِ والإقامةِ ولَمِّ الشّمل ولَمْ يَحْصُلوا بَعد عَلى تَراخيصِ العَمَل ليَتَسنّى لهؤلاء مَلئ وَقتِ فراغِهِم وتَقدِيمِ الخَدَماتِ المجّانيّةِ لأَصحابِ تِلكَ الغُرف.

23-9-2016

التعليقات مغلقة.