وجهة نظر حول الاجتياح التركي لروجآفاَ عبر مدينة جرابلس!

37

 

طه الحامد
طه الحامد

رغم التهويل والتعويل الإعلامي على هذه الغزوة الصغيرة في جانبها الكردي. فأنا لا أرى فيها أي تهديد حقيقي لمشروعنا الفيدرالي ولا لمناطق سيطرة وحداتنا لعدة أسباب

أولها:

إن هذه الغزوة كان متفق عليها مع الأمريكان وهي بالتنسيق والمراقبة الأمريكية والروسية الصرفة وليس قرارا أحادي الجانب ولو كان قراراُ أحاديا لتدخل الأتراك برياً منذ خمسة سنوات.

الغزوة تعتمد على شعارات إعلامية تركية تركز على محاربة الكرد وذلك لجلب المزيد من الإرهابيين الشوفينيين والإسلامويين في المعارضة والذين لم يحاربوا ولن يحاربوا داعش كونهم وإياهم حلفاء ومن جذر عقائدي واحد والتركيز على الكرد يشجع هؤلاء للمشاركة في الغزوة !

الجانب الثاني:

هذه المنطقة بطول 70 كم بين جرابلس والراعي .. أعزاز هي ستكون منطقة عازلة من حصة تركيا وهذا يفيد الغرب للتخلص من ورقة اللاجئين ويفيد تركيا من التخلص من عبء استقبال اللاجئين في معركة تحرير الرقة والباب وربما حلب أيضاً وربما سوف ترمي بالاعتلاف إلى تلك المنطقة وذلك ضمن تفاهمات سرية استخباراتية مع النظام السوري والتخلص منهم بشكل يرضي بشار الاسد ومن جهة أخرى من المحتمل أن يكون لبشمركة روجآفا التابعين للأنكسي دوراً في ضبط الحدود في تلك المنطقة فمن جهة هي قوة صديقة لتركيا تطمئن لهم ومن جهة أخرى هم من الكرد تطمئن لهم قوات فيدرالية روجآفا قومياً على الأقل وهو حل وسط أعتقد أنه جيد لو صح دخولهم كقوات عزل محايدة.

هذه الهدية الصغيرة هي ترضية دولية لتركيا لتمرير المشاريع اللاحقة الخاصة بسوريا وعلى رأسها الإقليم الفيدرالي في شمال سوريا …وتركيا تريد أن يكون لها موطئ قدم كي لا تكون تلك الفيدرالية دولة مستقلة كردية ..لأنها سوف ترضى مكرهة بفيدرالية جغرافية ..وهذا ما أشار إليه أردوغان انهم لن يقبلوا التقسيم ويقصد الفيدرالية على أساس عرقي ..يعني من الممكن القبول بها على أساس جغرافي لا قومي.

بعد هذا الضمان المقدم لتركيا ..سوف تبدأ فصول جديدة من التفاوض بين منظومة حزب العمال وتركيا على ما اعتقد وسوف تتعامل تركيا مع الواقع الكردي الجديد في الشمال السوري وروجآفا ..عاجلاً أو آجلاً .

الكرد ليسوا من الخاسرين في هذه الغزوة ..وقد أخذوا الحسكة وسوف يأخذون كامل شمال الرقة والباب إلى عفرين لقاء ذلك إن استمرت الأزمة دون إيجاد حلول سياسية كاملة للكارثة السورية ..الخاسر هو النظام البعثي الغبي الذي لم يتجرأ إلى هذه اللحظة الاعتراف بالفيدرالية وسدّ الطريق على الاحتلال التركي ..ودخول قوات باسم الشرعية السورية إلى كامل الشريط الحدودي .

في جانب آخر متعلق بغزوة أردوغان ومنحه بعض الفتات في منطقة عمقها 7 كم وطولها 70 كم ..في المربع الأسود ….ان ذلك أيضاً متعلق بمعركة الموصل القادمة و خروج اردوغان منها دون ثمن إضافة إلى ما ذكرته سابقاً لقاء صمته عن منبج و الحسكة والباب وصولا إلى عفرين .

التعليقات مغلقة.