نعمت دواد: لم يكن المجلس الوطني الكردي – وأقولها بكل صراحة – بمستوى الحدث

72

نعمت

لم يكن المجلس الوطني الكردي – وأقولها بكل صراحة – بمستوى الحدث، والكارثة التي ألمّت بشعبنا في قامشلو، لم نستطيع مد يد العون فيها.

–  لقد صدر من تيار المستقبل الكردي جناح (سيامند حاجو) أكثر من تصريح، لا يعبر عن رأي المجلس الوطني إطلاقاً، واختلفنا مع آرائه ومواقفه وتصريحاته.

لم ينضم أحد من أبنائي إلى بيشمركة روجآفا، أما أبناء قيادات المجلس فليس لدي معلومات بخصوصهم.

بعد نقاشات مطولة بيننا حول الفدراليّة، إذ كانوا يطرحون اللامركزية الادارية، اعتمدنا في النهاية على (اللامركزية) كمخرج..!

– كانت ثورة، ولكنها تطورت إلى شيء خارج مسمى الثورة، الآن أصبحت (الأزمة السورية)!

المجلس الوطني منذ تأسيسه، يحصل على التمويل المالي من اقليم كردستان العراق، هناك مبلغ شهري مخصص للمجلس الوطني الكردي بقيمة 25 ألف دولار.

– جواد أبو حطب رئيس الحكومة المؤقتة، تجاهل المجلس الوطني الكردي وأعلن عن تشكيل الحكومة.

 حركة المجتمع الديمقراطي صعّدت من سياساتها ضد المجلس الوطني الكردي، حتى أسمتنا ببقايا المجلس الوطني الكردي.

أجرى الحوار: قادر عكيد

نعمت داوود سكرتير حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا، عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي، وعضو لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الوطني. انتسب إلى الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا في العام 1970، عمل في تنظيم الطلبة، الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا في مؤتمره الرابع في العام 1977 أصبح أسمه (الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا)، وأصبح عضواً في اللجنة المنطقية في العام 1983 وفي العام 1986 أصبح عضواً مرشحاً للجنة المركزية، وعندما انقسم الحزب في العام 1992 عمل في الحزب مع القيادي عزيز داوود والذي بدوره أصبح سكرتيراً للحزب، وأصبح هو عضواً في اللجنة المركزية، وفي مؤتمر الحزب التاسع في العام 2008 أصبح اسم الحزب (حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا)، في العام 2013 توفي الرفيق عزيز داوود، وفي المؤتمر الحادي عشر الحزب، انتخب سكرتيراً لحزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا. يحمل إجازة في العلوم (رياضيات) متزوج ولديه ولدان وابنتان.

– أنتم الآن منشغلون في التحضير لانعقاد المؤتمر الرابع للمجلس الوطني الكردي في سوريا، أهم المعطيات السياسيّة والملفات الساخنة التي ستناقشونها في مؤتمركم الرابع؟

قريبا سيعقد المجلس الوطني الكردي جلسته الاعتيادية وستكون أبرز النقاشات في هذه الجلسة هي التحضيرات لانعقاد مؤتمر المجلس، بالفعل هناك ملفات مهمة وحساسة أعتقد بأنه ستتم مناقشتها في مؤتمر المجلس، لأننا نمر بمرحلة دقيقة للغاية من حيث التطورات التي حدثت بشأن الثورة السورية والوضع الكردي بشكل عام، لذلك يتطلب منا مراجعة نقدية في مجمل السياسات التي اتخذها المجلس الوطني. أقصد بالمراجعة النقديّة تعميق الإيجابيات وإزالة السلبيات، والأهم تطوير آلية العمل واتخاذ القرار في المجلس الوطني الكردي.

– أفهم منك بأن المجلس الوطني الكردي ليس بمقدوره اتخاذ قرارات هامة ومصيريّة؟

المجلس الوطني الكردي اتخذ الكثير من القرارات الهامة، لكن يتطلب منه في هذه الظروف تطوير آلية اتخاذ القرارات، ومن الضروري جداً أن يتخذ المجلس الوطني قرارات هامة ومصيرية تتناسب مع الوضع الحالي. بشأن الملفات التي ستناقش في المجلس الوطني الكردي هما ملفّان هامّان وأساسيّان الأول: العلاقة مع المعارضة الوطنية السورية ودور المجلس في مباحثات جنيف والهيئة العليا للمفاوضات، ونسعى بأن تكون لدينا رؤية واضحة بشأن المفاوضات، وهي الاقرار الدستوري وبحسب المواثيق الدولية بالحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا، كل ما تم اقراره في الائتلاف وفي هيئة المفاوضات تعتبر مبادئ دستورية، وبالتالي يجب علينا طرح القضية الكردية في كل مباحثات جنيف بكل شفافيّة، سنحاول الخروج بقرارات هامة لحسم هذا الملف.!

والملف الآخر هو الوضع الكردي- الكردي، أصبحت القضية الكردية لها مكانة هامة في الوضع السوري، في الملف الكردي هناك اشكالية في الرؤية المستقبليّة بالنسبة للقضية الكردية في سوريا، في هذه الاشكالية والخلاف يستفيد الآخرون منها، النظام وبعض المعارضات وحتى بعض الدول الاقليميّة.! عندما اقول “المعارضات” أقصد ليس لدينا معارضة واحدة بل معارضات في سوريا.! نحن نقول يجب أن تبنى سوريا المستقبل على أساس دستور توافقي، وتتضمن مبادئ فوق دستورية وهي الاقرار بجميع الحقوق القومية لكافة المكونات في سوريا، وضمان تلك الحقوق يتم في دولة فدراليّة، الفدراليّة لا نراها حق قومي، انما هي نظام للحكم في سوريا لضمان كافة الحقوق.

– هل الائتلاف السوري المعارض يقبل بمشروع الفدراليّة لسوريا المستقبل؟

أعتقد هناك تقدم كبير في هذا الطرح، الآن بالتحديد ليس كما كان يناقش قبل ثلاث سنوات مثلاً، هناك بعض المعارضين أصبحوا يتفهمون الطرح الكردي حول الفدراليّة، الائتلاف السوري المعارض مازال يتبنى اللامركزية الإداريّة في وثائقه الرسميّة.

– كيف تقيّمون الفترة التي ترأسها السيد إبراهيم برو للمجلس الوطني الكردي؟

استطاع المجلس الوطني في الفترة السابقة أن يخرج من حالة الركود، ويقوم بحراك جماهيري, جمع مناصريه حول برنامجه وأعاد للمجلس الوطني الكردي هيبته. تعاون الأمانة العامة وكل مكونات المجلس مع رئيس المجلس كان السبب الرئيسي للحراك الجماهيري للمجلس.

– هناك تقارير ودراسات تتحدث عن فقدان المجلس الوطني الكردي لجماهيريته في الداخل، كون عمل المجلس في الفترة السابقة كان في الخارج؟

ما نعيشه ليس تراجعاً جماهيرياً، إنما هي الهجرة المخيفة، وما يعانيه الناس من وضع أمني واقتصادي صعب خلق حالة من الاحباط لدى الناس، أعتقد أن المجلس لم يفقد جماهيريته حتى الآن. هناك من يقول بأن المجلس الوطني انتقل إلى الخارج، المجلس له دور في الخارج وعليه أن يهتم بهذا الدور، ولكن يبقى دور المجلس في الداخل هو الأساس!

تلك المجموعات المسلحة لا تمثل أهداف الثورة السورية، ونحن في المجلس الوطني الكردي ليس لدينا علاقة بهم، وتسمية المعركة باسم إبراهيم اليوسف يكشف عن طابعهم الطائفي البشع، والثورة هي ضد الطائفية، وهي شكل من أشكال التعقيدات التي حصلت في جسم الثورة السورية”

– أيضاً تتحدث بعض التقارير والتصريحات الإعلامية عن أن المجلس عاش في الفترة السابقة حالة تخبط  وتشنج على المستوى السوري والكردي من خلال مواقفه وبياناته الرسمية؟

في الوضع السوري بشكل عام أنا لا أرى أي تخبط من طرف مواقف المجلس الوطني الكردي، نحن نعمل مع المعارضة السياسيّة من خلال الائتلاف المعارض، أما من الجانب العسكري وعسكرة الثورة وتفريخ الفصائل المسلحة المعارضة وغير المعارضة، نحن في المجلس منذ البداية لدينا موقف من عسكرة الثورة ووقفنا ضدها.! لذلك لم يصدر المجلس أي بيان بشأن تحرير مدينة أو قرية من قبل الفصائل المسلحة. في الوضع الكردي للمجلس الوطني الكردي موقف واضح من سياسات حركة المجتمع الديمقراطي، كافة البيانات التي رأى البعض بأنها غير متوازنة يتحمل مسؤوليتها الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي وهي تعبر عن موقف المجلس، أما بشأن التشنج أنا لا أقول أن في الفترة السابقة كان التشنج قليلاً أو في هذه الفترة أصبح في مستوى عال، أقول أن هذه المواقف أتت بعد انهيار جميع الاتفاقيات بين المجلسين، حركة المجتمع الديمقراطي صعّدت من سياساتها ضد المجلس الوطني الكردي، حتى أسمتنا ببقايا المجلس الوطني الكردي، وأقصت دور المجلس الوطني الكردي واعتقلت كوادر بعض الأحزاب وضيّقت كثيراً على نشاطات المجلس الوطني الكردي، ومن الطبيعي أمام هذا التصعيد سيكون للمجلس الوطني الكردي ردة فعل من خلال بياناته وتصريحات قادة أحزابه.

– أنت تقول المجلس لم يتدخل في اصدار أي بيان بشأن العمليات العسكرية، لكنكم أصدرتم بياناً تطالبون فيه الائتلاف بالتدخل كون المعارضة المسلحة كانت تقصف حي الشيخ مقصود الكردي في حلب؟

المشكلة أن المجموعات المسلحة في سوريا كلها بنت جُزراً وإمارات، وكل يوم تشهد تلك الفصائل نزاعاً وقتالاً فيما بينها، نحن في المجلس نقول دائماً أن المناطق الكردية يجب أن تنأى بنفسها عن الصراع المسلح في سوريا، وأصدرنا أكثر من بيان بخصوص الهجمات المسلحة بكل فصائلها على حي الشيخ مقصود في حلب وناشدنا قوات حزب الاتحاد الديمقراطي أن ينأى بالمدنيين في هذا الصراع.! وقمنا بإدانة هجمات تلك الفصائل المسلحة واستخدامها أسلحة فتاكة في تلك الهجمات.

أيضاً في الفترة السابقة لاقى تيار المستقبل في الخارج (سيامند حاجو) اهتماماً كبيراً من قبل رئيس المجلس الوطني، وهناك إهمال لتيار المستقبل في الداخل(نارين متيني)، السبب من وراء ذلك؟

لقد صدر من تيار المستقبل الكردي جناح (سيامند حاجو) أكثر من تصريح، لا يعبر عن رأي المجلس الوطني إطلاقاً، واختلفنا مع آرائه ومواقفه وتصريحاته وحتى البيانات التي أصدرها، ليس بسبب الهجوم على حركة المجتمع الديمقراطي فحسب، إنما تصريحاته حول اقليم كردستان العراق، والقوى الكردستانية الأخرى. أما بالنسبة بالعلاقة مع هذا الطرف من تيار المستقبل أو ذاك، فكل طرف حسب حضوره، سيامند حاجو بسبب تواجده في أوروبا، وقيامه ببعض النشاطات لاقت بعض الصدى، وليس كما يقال أننا أعطينا أهمية لهذا الجناح أو ذاك الجناح.!!

– لكن برز نجمه كثيراً من خلال الامكانات التي قدمها للمجلس وقدمها المجلس له بحسب التقارير والتصريحات الاعلامية له ولقيادات المجلس؟

أنا لا أقول برز نجمه، ربما الاعلام يتحدث عن ذلك، ولم أرى أي دور مهم لعبه السيد سيامند حاجو، أخبرتك بسبب علاقاته وتواجده في أوروبا استطاع إقناع الألمان بفتح مكتب للمجلس الوطني الكردي في جنيف.

– هل ستؤثر علاقة المجلس مع تيار المستقبل جناح (الخارج) مع تيار المستقبل تيار (الداخل)؟

كلا لا تتأثر العلاقة، الجناحان ضمن المجلس الوطني الكردي وكلٌ يلعب دوره في المجلس.

– السيدة نارين متيني ربما تكون السيدة الأولى في روجآفاي كردستان بعد الرئيسة المشتركة لحزب الـ PYDالسيدة آسيا عبدالله، التي تترأس حزب سياسي ضمن المجلس الوطني الكردي، لماذا يتم اهمال العنصر النسائي بعكس حركة المجتمع الديمقراطي وعدم تسلمها مقعد في هيئة العلاقات الخارجية للمجلس؟

أنا لا أرى أي إهمال لدورها، لجنة العلاقات الخارجية انتخبت من قبل المجلس الوطني الكردي عبر انتخابات شفافة ونزيهة.

– هناك حرب اعلامية قوية وحادة تشنها منابر اعلامية تابعة لأحزاب ضمن المجلس الكردي ضد سياسات حركة المجتمع الديمقراطي، هل تخدم هذه الحرب الاعلامية التفاهمات الكردية القادمة ولماذا من قبل منابر تابعة لحزبين أو ثلاثة في المجلس، وموقفكم كحزب معتدل في المجلس لم يتبنى هذه الحرب الاعلامية في وسائله الاعلاميّة؟

نحن في حزبنا نتبنى سياسة المجلس الوطني الكردي، ونعتمد في سياساتنا السياسة الموضوعيّة البعيدة عن ردود الأفعال، وبدورنا نحمل حركة المجتمع الديمقراطي هذا التصعيد في سياساته تجاه المجلس، ومسؤولية فشل المرجعيّة السياسيّة، وتحميلنا له لهذا التصعيد لا أراه مجالاً للتصعيد الكلامي و التصعيد الاعلامي بين الطرفين، والمجلس الوطني الكردي في كل بياناته يدعو فيها حركة المجتمع الديمقراطي الالتزام بالاتفاقيات الموقعة بينه وبين المجلس الوطني، والعودة إلى الحوار الهادئ، وتحقيق وحدة الموقف والصف الكردي، هذه الحرب الإعلامية لا تخدم وحدة الصف الكردي والمجلس الوطني لا يتبناها، أما المنابر الاعلامية العائدة لأحزاب في المجلس فهم مسؤولون عن ذلك.

– كانت غالبية قيادات المجلس الكردي أثناء التفجير الارهابي الجبان الذي ضرب أحد أهم أحياء مدينة قامشلو في الخارج، كيف سمعتم بالنبأ، وما كانت تحركاتكم الأولى، ماذا قدمتم من خدمات, وهل تواصلتم مع ذوي الضحايا؟

ذلك التفجير الارهابي كان كارثة إنسانية، استهدف فيها الشعب الكردي، وأعتقد بأن كافة القوى الكردستانية تلاحمت بمشاعرها القوميّة والإنسانيّة حول هذا التفجير، لم يكن المجلس الوطني الكردي – وأقولها بكل صراحة – بمستوى الحدث، والكارثة التي ألمّت بشعبنا في قامشلو، لم نستطيع مد يد العون فيها. حاول المجلس وقدر الإمكان في اللحظات الأولى للتفجير الإرهابي، إضافة إلى بيانات والمواقف السياسية، تقديم ما يمكن تقديمه من عون، والجميع يعلم بأن إمكانات المجلس المالية والإداريّة ضعيفة جداً. لكننا من خلال زيارة المشافي والتبرع بالدم وزيارة الجرحى، وتوثيق ما يمكن توثيقه حول الشهداء والجرحى والأضرار الكبيرة التي لحقت بممتلكات المدنيين، لاحقا قام المجلس بتخصيص مبلغ وقدره 150 ألف ليرة سورية لكل شهيد وهناك مبلغ مخصص للجرحى كل حسب حالته. بالنسبة للأضرار المالية فالمجلس لا طاقة له بخصوص التعويض. أود أن أتحدث عن ضرورة تشكيل لجنة نزيهة ومحايدة يتم تشكيلها من قبل المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي، تكون بعيدة عن المسائل الحزبية.

– لماذا لم تشاركوا بمراسيم دفن شهداء التفجير الإرهابي؟

أنا لم أكن هنا، ولكن على حدّ علمي المجلس الوطني الكردي زار خيم العزاء وشارك في تشييع الشهداء، أما إذا كنت تقصد المراسيم التي تبنتها حركة المجتمع الديمقراطي فالمجلس لم يشارك في تلك المراسيم.

– لو نتحدث عن الجولة الأخيرة لقادة أحزاب المجلس الوطني للخارج، أهم المعطيات السياسيّة الجديدة والملفات التي ناقشتموها وعالجتموها؟

في الجولة الأخيرة للجنة العلاقات الخارجية والوطنية للمجلس الوطني، كانت من أجل حضور ورشة عمل في جنيف، حضرها خبراء ألمان وبريطانيون، وتم فيها مناقشة الفدراليّة كأحد الخيارات الهامة لمستقبل سوريا، ناقشنا فيها أفضل الطرق وأي نوع من الفدراليّة التي ستلائم الوضع السوري، عبّرنا لهم عن رؤية المجلس بخصوص الكثير من المواضيع التي تخصّ سوريا المستقبل. والورشة الثانية كانت في استنبول التركية برعاية الهيئة السياسيّة للائتلاف السوري، وكانت مخصصة للحوار بين رجالات السياسة من الكرد والعرب والسريان، تحت عنوان (الملف الكردي والفدراليّة) واستمرت على مدى ثلاثة أيام، ناقشنا فيها الوضع الكردي قبل استلام البعث وفي ظل سيطرة البعث والوضع الكردي الآن في الوضع الراهن، وما هي الرؤية الكرديّة لمستقبل سوريا، وحول طرح الكرد لمشروع الفدراليّة. تحدثنا فيها عن هواجسنا تجاههم حول مستقبل سوريا، مهما كانت هناك وثائق وقرارات لا يمكن أن نقبل ونعيش تحت ظل نظام مركزي من الممكن أن يتولد فيه الاستبداد مرة أخرى من خلال (البلاغ رقم 1) يتم التعطيل العمل بالدستور، كما أخبرناهم بأنكم أيضاً لديكم هواجسكم تجاه القضية الكردية، وهي القضية الأهم ربما من حيث الاهتمام بها من الدول الاقليمية والغربية، وتخافون من أن تقسيم سوريا إلى أراضي كردستان الكبرى. كان الحوار ايجابياً ومن مخرجاته أن القضية الكردية هي قضية وطنية بامتياز، وإيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية وضمان الحقوق دستورياً، وأن تسمى سوريا بالجمهورية السورية، ويعتمد علمها ونشيدها الوطني من خلال لجنة خاصة تراعي كافة المكونات الموجودة في المجتمع السوري. ومن المخرجات أيضاً وبعد نقاشات مطولة بيننا حول الفدراليّة، إذ كانوا يطرحون اللامركزية الادارية، اعتمدنا في النهاية على (اللامركزية) كمخرج..!

– موقفكم في المجلس الوطني من تغيير اسم جبهة النصرة (القاعدة) إلى (فتح الشام)، والقرار الأخير للائتلاف بمتابعة أمور الحكومة السورية المؤقتة في مناطق سيطرة جبهة النصرة (فتح الشام)؟

بالنسبة لنا في المجلس لا نهتم بتغيير الاسم فجبهة النصرة هي جبهة النصرة  وهي فصيل ارهابي، قرار الائتلاف جاء بمتابعة الحكومة لأعمالها في الداخل السوري هناك مناطق تحت سيطرة فصائل تابعة للائتلاف وأماكن أخرى تحت سيطرة جبهة النصرة، وعندما تعمل هذه الحكومة تحت سيطرة النصرة فهي لن تسطيع اتمام مهامها؟

– الفصائل المقاتلة في حلب والتي أعلنت عن معركة حلب الكبرى، والائتلاف المعارض يساوم سياسياً على ما تكتسبه تلك الفصائل على الأرض، والتصريحات الأخيرة لقادة فصائل عسكرية تحارب في معركة حلب، بأنهم بعد الانتهاء من تحرير حلب، سيحاربون قوات حماية الشعب حتى إبادتهم. ؟!

كل تلك المجموعات المسلحة حتى الآن لم تؤمن بأهداف الثورة، صحيح بأن لديهم ممثلين في الهيئة العليا للتفاوض فرضتهم المعارضة العربية غير العلمانيّة، ولكنهم غير تابعين للائتلاف، هناك قسم صغير جدا بقي من الجيش الحر وهو تابع للائتلاف، وهذه التهديدات لا تخدم أهداف الثورة السورية، وسوف يكون لنا موقفنا لو حدث ذلك.

– موقفكم من تسمية معركة حلب الكبرى باسم أهم كوادر تنظيم الاخوان المسلمين في أواخر السبعينات (إبراهيم اليوسف) وله حادثة معروفة بكلية المدفعية وأن الفصائل المسلحة تتجه نحو الطائفية والحرب الأهلية؟

هذه المجموعات المسلحة لا تمثل أهداف الثورة السورية، ونحن في المجلس الوطني الكردي ليس لدينا علاقة بهم، وتسمية المعركة باسم إبراهيم اليوسف يكشف عن طابعهم الطائفي البشع، والثورة هي ضد الطائفية، وهي شكل من أشكال التعقيدات التي حصلت في جسم الثورة السورية..

– لماذا لم يشارك المجلس الوطني في الحكومة السورية المؤقتة بقيادة جواد أبو حطب؟

السبب هو أن السيد جواد أبو حطب تجاهل المجلس الوطني الكردي وأعلن عن تشكيلة الحكومة المؤقتة، لا بل حقيبة وزارة المالية التي كانت بحوزة المجلس الوطني الكردي في حكومة أحمد طعمة سحبها السيد جواد أبو حطب من المجلس الوطني وعين وزير آخر للمالية. منحونا منصب نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية، ونحن أعلنا بأننا لن نشارك في هذا الحكومة التي لا نثق بها أصلاً. ووجود هذه الحكومة في مناطق سيطرة المجموعات المسلحة يستحيل أن تسطيع خدمة الناس.

– قراءتكم للتقارب الروسي التركي الأخير وهل سيؤثر بالسلب أم بالإيجاب في مباحثات جنيف بشأن الوضع السوري؟

نحن نؤمن بالحل السياسي ولا خيار غير الحل السياسي في سوريا، على جميع القوى الكبرى تهيئة مناخ ايجابي للمضي نحو الحلول السياسية لتسوية الوضع في سوريا. بالنسبة لتركيا وعلاقاتها الجديدة مع روسيا برأيي أن تركيا لن تكن موفقة إلى حد كبير في رسم سياساتها تجاه الثورة السورية، وكانت عقدتها المزمنة هي القضية الكردية ومازالت. تركيا تعقدت سياساتها في المنطقة، عليها أن تتفهم القضية الكردية والتعامل معها بإيجابية، سواءً في سوريا أو في تركيا نفسها.!

– هل مازلتم تؤمنون بأن ما يحصل في سوريا هي ثورة، أم أصبحت أزمة؟

كانت ثورة، ولكنها تطورت إلى شيء خارج مسمى الثورة، الآن أصبحت (الأزمة السورية)!

– هل سيشهد مؤتمر المجلس الوطني القادم قريباً دخول أو خروج أحزاب من جسم المجلس، هناك أنباء تتحدث عن رجوع الحزب التقدمي إلى جسم المجلس؟

حالياً لا يوجد أي شيء جديد، أما بشأن الحزب التقدمي فهو اتخذ قراره بنفسة بالخروج من المجلس الوطني الكردي، والآن لم يقدّم التقدمي على  أي خطوة تجاه انضمامه من جديد إلى المجلس الوطني الكردي.

– بماذا تختلف برامج الأحزاب المنضوية في المجلس الوطني الكردي تجاه القضية الكردية، لماذا لا يتم الإعلان عن المجلس الوطني كحزب سياسي جامع؟

نحن في حزب المساواة التزمنا بنهج المجلس الوطني، وفي برامج أحزابنا نقول بأنها يجب أن تنسجم مع سياسات المجلس الوطني الكردي.

– يتحدث البعض عن أحزاب صغيرة وكبيرة داخل المجلس الوطني الكردي ما المقصد من هذا المسمى؟

أنا لا أقول أحزاب صغيرة وكبيرة، هناك أحزاب داخل المجلس يتميز كل حزب بدوره في المجلس، كما  أن هناك أحزاب لها دور مؤثر ومهم وأحزاب أقل أهميةً، أما أحزاب صغيرة بالحجم، هناك أحزاب تكون صغيرة من حيث العدد ولكن تعمل أكثر من أحزاب ربما لها حجم كبير ولكن سياسياً ليس لها دور مهم!

– من أين يحصل المجلس الوطني الكردي على تمويله المالي؟

المجلس الوطني منذ تأسيسه، يحصل على التمويل المالي من اقليم كردستان العراق، هناك مبلغ شهري مخصص للمجلس الوطني الكردي بقيمة 25 ألف دولار.

– من يتحكم بالمجلس الوطني الكردي؟

أنا لا أقول أن المجلس الوطني الكردي مثالي في عمله، لا أتفق مع هذا الرأي حول وجود حزب يتحكم أو يستفرد بالقرار في المجلس الوطني الكردي.

– المبلع المخصص للمجلس الوطني ربما يساعد على تقوية إعلام المجلس الوطني والذي لم يمتلك موقع الكتروني إلا في الفترة الأخيرة وهو غير مفعل البتة؟

وهذه هي من الاشكالات التي يجب الوقوف عليها بجدية.

هل الأنباء التي تتحدث عن تسلم السيد سعود الملا لرئاسة المجلس صحيحة ودقيقة؟

من حق أي يحزب أن يترشح لرئاسة المجلس الوطني الكردي، المجلس لم يتلقى اسم أي مرشح للرئاسة، اثناء المؤتمر يتم الترشح، يمكنني القول بأن الديمقراطي الكردستاني سوريا لم يتسلم رئاسة المجلس منذ تأسيسه إلا فترة قصيرة جداً ربما تكون لهم نية بالترشح لرئاسة المجلس.

 – ما رأيك بما يتحدث عنه بعض المهتمين بالشأن السياسي وهم يتوقعون فترة هدوء أو ربما عودة العلاقات مع حزب الاتحاد الديمقراطي لو تسلم السيد سعود الملا رئاسة المجلس؟

فليكن من يكن في رئاسة المجلس، إذا لم يتعاون معه جميع مكونات المجلس فلا يستطيع تحقيق أي شيء!؟

– موقفكم في حزب المساواة بشأن دخول قوة بيشمركة روجآفا إلى روجآفاي كردستان؟

هذه القوة تشكلت من أبنائنا، وتبناها المجلس الوطني في مؤتمره الثالث، كقوة عسكرية تابعة للمجلس، ومن حقهم التواجد في المناطق الكردية والدفاع عنها، و في اتفاقية دهوك هناك بند واضح بخصوص مشاركة تلك القوات في الدفاع عن روجآفاي كردستان إلى جانب وحدات حماية الشعب.

– لمن تتبع قوات بيشمركة روجآفا، ومن يمولها، ولأي الأحزاب الكردية ينتمي قادة قوة بيشمركة روجآفا؟

هذه القوة تتبع مباشرة إلى رئاسة اقليم كردستان، الرئاسة تمول تلك القوة وتشرف على تدريبها، وهي قوة عسكرية كردية سورية، تابعة للمجلس الوطني الكردي في سوريا. لو تهيأت الأرضية والمناخ المناسب عندها سيستدعي المجلس هذه القوة للدخول وحماية المناطق الكردية، وهذا لن يحدث إلا عند حدوث تفاهمات سياسية بين القوى الكردستانية الكبرى وبين المجلسين الكرديين.

– هل لدى حزب المساواة الكردي أعضاء داخل قوة بيشمركة كردستان؟

هناك بعض الأعضاء ممن تطوعوا بشكل فردي في تلك القوة وليس بشكل رسمي.

– هل أنضم أحد من أبنائك إلى قوة بيشمركة روجآفا؟

كلا لم ينضم أحد من أبنائي إلى تلك القوة.

– هل أنضم أحد من أبناء سكرتيريّة أحزاب المجلس الوطني الكردي لقوة بيشمركة روجآفا؟

ليس لدي أي معلومات بشأن ذلك.

– أبناء قادة المجلس الوطني الكردي يعيشون في الخارج وأنتم تطالبون من أنصاركم الانضمام إلى قوة بيشمركة روجآفا؟

بيشمركة كردستان سوريا هي حالة تطوعية، كل من يريد أن يتطوع له الحق أن يرى له مكان في تلك القوة.

نُشر هذا الحوار في العدد (49) من صحيفة “buyerpress”

2016/8/15

 حوار العدد 49

 

التعليقات مغلقة.